جاءت الأخبار في يوم السبت 4/ نوفمبر الحالي بخبر صاعق نشر في الصحف والمواقع السودانية والاجنبية عن هروب جنود سودانيين تابعين للقوات المسلحة من ولاية دارفور الي تشاد، هؤلاء الجنود – كما كتبت الصحف عنهم – إنهم اضطروا اضطرارا الي الفرار بعد أن تخلت عنهم القيادة العامة في الخرطوم ولم تمدهم بالاسلحة والمؤن، ولا سالت عن . قال صلاح محمد عبدالرحمن، وهو جندي انسحب من الحامية العسكرية بالجنينة، لموقع "ميدل إيست آي" من تشاد: "لم يكن هناك تكافؤ بين قدرات فرقتنا والمهاجمين الذين واصلوا ضربنا بطائرات من دون طيار". وأضاف: "لقد نفدت الأسلحة والذخائر وحتى الإمدادات". "ومن المؤسف أن أقول إن قادة الجيش تركونا من دون مؤن أو ذخائر لمدة طويلة"، أردف صلاح وبحسب موقع "ميدل إيست آي"، بدأ الهجوم على "أردمتا" التي كان يدافع عنها جنود في الحامية إلى جانب أفراد من قبيلة "المساليت " الذين حملوا السلاح لحماية أحيائهم. ونقل "سودان وور مونيتور" عن مصادر أن عناصر الجيش السوداني الذين غادروا الجنينة وصلوا إلى حامية الجيش بمنطقة "كلبس" التي كانت قد انضمت إليها قوات الجيش المنسحبة من منطقتي "سربا" و"صليعة". ومن ثم تحركت جميع هذه القوات إلى منطقة "كيراي" داخل الأراضي التشادية حيث استقبلتهم القوات التشادية. وتقدر مركبات الجيش المنسحبة إلى تشاد بنحو (60) مركبة – بحسب الموقع. وما كدنا نلملم انفاسنا من هول ما حاق بالقوات المسلحة من جراء الهزائم المتكررة والفشل الذريع في القضاء علي قوات "الدعم السريع" وينهي الحرب التي دخلت شهرها السابع خصوصا أن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة كان قد حدد في خطاب ألقاه في يوم الاثنين 2/ أكتوبر الماضي أثناء زيارته معبر ارقين بالولاية الشمالية سبعة أيام فقط لنهاية الحرب وإعلان انتصار الجيش وهزيمة التمرد ومن يقف خلفهم، حتي فوجئنا بخبر أخر كارثي لا يقل بأي حال من الاحوال في قوته عن خبر هروب الجنود الي تشاد، فقد نشرت صحيفة "المشهد السوداني "بتاريخ يوم الثلاثاء21/ نوفمبر الحالي خبر تحت عنوان (انسحاب للجيش عبر وساطة.. قوات الدعم تعلن سيطرتها على مدينة الضعين شرق دارفور.). جاء فيه: -(…- أعلنت قوات الدعم السريع بالسودان، اليوم الثلاثاء، سيطرتها على مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، لتصبح رابع ولايات الإقليم الخمس التي تقع تحت قبضة "الدعم". وأكدت مصادر "إرم نيوز" أن قوات الجيش انسحبت من قيادة الفرقة 20 وفقاً لترتيبات جرت عبر وساطة قادها زعيم قبيلة الرزيقات، لتجنيب الضعين خطر المواجهات العسكرية بين الطرفين. من جهتها قالت قوات الدعم السريع في بيان على منصة "إكس" إنها "سجلت اليوم الموافق ال21 من نوفمبر، نصرًا جديدًا، بتحرير الفرقة 20 مشاة الضعين بولاية شرق دارفور"، حسب وصفها.)-. من طالع الخبر الاول المتعلق ب هروب جنود تابعين للقوات المسلحة من دارفور الي تشاد، وطالع الخبر الثاني الذي أفاد أن قوات الجيش انسحبت من قيادة الفرقة (20) وفقاً لترتيبات جرت عبر وساطة قادها زعيم قبيلة الرزيقات لتجنيب الضعين خطر المواجهات العسكرية بين الطرفين، يدرك علي الفور الي اي مدى مزري وصلت إليها القوات المسلحة التي يحارب فيها البرهان وكباشي قوات "الدعم السريع" بالنظر من بورتسودان. سبق أن طلب البرهان عدة مرات من المواطنين ورؤساء الاحزاب والمعارضة والسياسيين والصحفيين احترام القوات المسلحة وعدم المساس بهيبتها وكرامتها، والكف عن الحملات الشائنة بسمعتها في الصحف والمواقع الالكترونية ، وأن الجيش خط أحمر، لن نسمح لأي أحد التطاول عليها. والغريب في الامر، أن البرهان الذي ادعي اهتمامه بسمعة القوات المسلحة وراح يدافع عن شرفها وهيبيتها، هو – شخصيا- أول من اساء اليها اساءة بالغة بهروبه سرا من القيادة العامة الي بورتسودان، تاركا القيادة العامة بلا قائد او ضابط من القياديين العسكريين يديرها ويشرف علي سير المعارك، بل إمعانا منه في زيادة خراب القيادة العامة علي ما هي اصلا (خربانة) وجه نائبه كباشي بالخروج العاجل من الخرطوم والحضور الي بورتسودان!!… عشرات المدن والمناطق الهامة في العاصمة المثلثة وتوتي واخيرا منطقة جبل الأولياء العسكرية وكردفان كلها وقعت بكل سهولة في يد الدعامة في ظل البرهان القائد العسكري المشغول بأعمال إدارية وتعيينات وإقالات وسفريات لتلميع صورته. يا تري، كيف سيكون حال البرهان أن جاءته الأخبار بسقوط القيادة العامة في يد قوات "الدعم السريع"؟!!… وكيف سيكون شعوره أن جاءت الاخبار (المتوقعة بشدة) بسيطرة الدعامة علي كامل الخرطوم، مثل سقوطها في يد الدراويش ومصرع غردون عام 1885؟!! … هروب الجنود الي تشاد، وانسحاب قيادة الفرقة (20) وفقاً لترتيبات جرت عبر وساطة قادها زعيم قبيلة الرزيقات، لتجنيب الضعين من خطر المواجهات العسكرية بين الطرفين، هو إجراء مذل أنهي كل ما تبقى من كرامة للبرهان، الذي هو سبب كل هذه الكوارث. توثيق في غاية الأهمية: – اخبار الحرب لحظة بلحظة- من شهر ابريل 2023- حتي 21/ نوفمبر الحالي. آخر أخبار الحرب في السودان [email protected]