نغلق منه الباب فيجئنا من الشباك صديق محيسى فى بداية ستينات القرن ونحن فى المرحلة الثانوية بالمدرسة العربية بوادمدنى جمعت بيننا كصدقاء فرقة فنية موسيقية قوامها عازف العود الراحل حماد بشير يرحمه الله وشاعرها وملحنها كاتب هذه السطوروعدد من الزملاء طال العهد بنسيان اسمائهم. كانت لنا لقاءات اسبوعية فى منزل عضو الفرقةالزميل محمد غبوش القريب من بنك الباركليز, نجرى فيه البروفات على الأغانى الجديدة وتقتصر جلساتنا علينا فقط دون اخرين فضوليين تجتذبهم انغام موسيقانا ولتفادى ذلك نضع عودا ضخما فى باب الشارع تامينا لجلساتنا ومع كل الأحتراز,واتخاذنا هذه الاجراءت المشددة فشلنا فى منع شاب عجيب غريب مصرعلى اقتحامنا بشتى السبل , يحاول فتح الباب فيفشل فيطل علينا من الشباك فنقوم بطرده من الشباك فيجيئنا من الباب محاولا فتحه كنا نحسب من منظره انه من المعوقين هيئته ,وعينيه ,ومشيته تشيرالى ذلك, ظل هذا الشاب عاكفا وراء النافذه لا يياس حتى اذا فتح احد افراد الفرقة لجلب سجائر من الكنتين القريب من المنزل نراه بسرعة البرق يتوسط غرفتنا ويمسك العود محاولا العزف عليه فننزع منه العود ونطرده الى الخارج ,وكنا نعتقد ان هذا كاف لمغادرته المكان نهائيا ,ولكنه يظل مرابطا حتى اذا اتيحت له فرصة الدخول يمسك العود ويحاول العزف فأتقفنا على تركه بعد ان فشلنا فى منعه ,وكان هو لا يهتم بزجرنا ولؤمنا معه ,ولجهلنا بان هذ الشاب كان على موعد مع موهبة خارقة (اكتشفنا ان الموهبة تنمو مع ولادة الإنسان ولا تدخل الطبيعية أو البيئية فيها ,ولكنها ممكن أن تساعد على تطويرها ونموها، حتى يتطور الشخص الموهوب ويصبح مبدعا وأكثر تميزاعن الموهوبين في مجاله كانت تلك قصتنا مع العبقرى الراحل محمد الأمين يرحمه الله ويحسن اليه. —