اطلت علينا في الثاني من سبتمبر ذكرى معركة كرري 125 التي دارت في عام 1898م.. ..تلك المعركة التي استطاع فيها جيش كتشنر الذي قوامه 6 الف مقاتل هزيمة جيش التعايشي وامتداده القبلي فى غرب أفريقيا وقوامه 60 الف مقاتل في أقل من ساعتين… بدأت المعركة في حوالي الساعة السادسة صباحا ، وفي تمام الساعة الثامنة صباحًا ، أي بعد ساعتين من بداية المعركة أمر كتشنر بوقف إطلاق النار بعد سقوط أكثر من (18) ألف قتيل من جيش التعايشي إضافة إلى أكثر من (30) الف جريح. وانتهت المعركة بانسحاب الأنصار إلى غرب السودان ودخول كتشنر أم درمان عاصمة الدولة المهدية. وحسم السلاح الناري المعركة لصالح جيش كتشنر ، الذي أستخدم مدافع "المكسيم" الرشاشة… … لم يكتفى جيش كتشنر بما قتل ، بل قام بقتل جرحي جيش التعايشي حتى لا يعودوا للقتال مجددا ولم يطارد من هرب مَن الجنود الي بلدهم دارفور ،.. (المصدر قوقل..) . .. هرب التعايشي بمعية أكثر من 25 الف من انصاره الي غرب السودان ولحق بهم جيش كتشنر ودارت معركة ام دبيكرات في يوم24 نوفمبر 1899م وقضى التعايشي وبعض من قادة جيشه من اهله وعشيرته وعدد مأهول من جنوده. .. لم يتوجه جيش كتشنر الي دارفور لملاحقة ما تبقي من جيش التعايشي ، ربما لان كتشنر لم يعتبر دارفور جزءا من السودان الذي جاء لانقاذه (وهو محق في ذلك).. .. لن ننسى دور أهلنا في الوسط والشمال الذين اذاقهَم جيش التعايشي أقسى انواع الذل والهوان من نهب واغتصاب وقتل . ساند اهلنا جيش كتشنر احتلوا بعض حاميات جيش التعايشي في بربر والمتمة وبعض من مدن الشمال ، وقاتلوا مع الجيش البريطاني في معركة النخيله ، التي دار رحاها بالقرب من عطبرة في الثامن من ابريل عام 1898م. انتقموا فيها من جزار المتمة محمود ود احمد وجيشه الذي قوامه اللصوص والقتلة. … لم يعي جيش الكيزان درس تجربة حكم التعايشي ومعركة كرري ، جلبوا الي أرض النيلين مجددا مقاتلبن من حزام البقاره وامتدادهم القبلي فى غرب أفريقيا تحت مسمي الدعم السريع ، منحهم الجيش المؤدلج اكثر من احد عشر موقعا استراتيجيا في العاصمة ، حاوطوا بها مقرات جيش الكيزان كالسوار حول المعصم ، وتم تسليحهم بأحدث الاسلحه ومنحهم جيش الكيزان حق التنقيب عن الذهب وصاروا من أكبر أثرياء المنطقه بل كل أفريقيا.. ودوما ما هددنا قادة جيش الكيزان بأن (الدعم السريع) ، خط أحمر لا يمكن المساس به ، وانه خرج من رحم القوات المسلحة ، ويا له من رحم!! خرجت منه كل خوازيق البلد من لجنة البشير الامنية ولواءات وفرقاء الجيش الكيزان ، والدفاع الشعبي ، وكتائب الظل والخبراء الاستراتجيين.. … استطاع جيش كتشنر قهر هولاء الهمج من النخيلة مرورا ب بربر وشندي وكرري وام دبيكرات ، لم يكن التمترس في المقرات العسكريه والاكتفاء ب( المشاط) جزءا من خططه العسكرية.. .. سياسة التحصن بالمقرات العسكرية والمشاط التي يتبعها جيش الكيزان أدت إلى سقوط اغلب مقرات وفروع اسلحته الاستراتيجيه وحصار قيادته التي تقبع تحت الارض في سراديب القيادة العامة للجيش.. .. لم يتبقى للجيش سوي قاعدة وادي سيدنا وسلاح المهندسين وسلاح المدرعات الذي يترنح وسقوطه أصبح قاب قوسين او ادنى. … لم بكتفي كتشنر بانتصار جيشه عسكريا بل بدأ معركة التغيير والتعمير ، بدءا بالخدمه المدينة وصحة الانسان والبيئه والتعليم بني المستشفيات والطرق وخطوط السكك الحديدبه والمشاريع الزراعيه . اسس كتشنر الصرح التعليمي الشامخ ، جامعة الخرطوم .. جامعة الخرطوم التي كانت لبنتها الاولي (كلية غوردون التذكارية) بالإنجليزية: Gordon Memorial College) أنشئت بناء على اقتراح اللورد كتشنر عند تسلمه الدرجة الفخرية من جامعة أدنبرة عام 1899م ، اعتماد مائة ألف جنيها استرلينياً لتشييد كلية في الخرطوم تخليداً لذكرى الجنرال تشارلز جورج غوردون…) المصدر قوقل.. .كان امام اهلنا في بلاد النيلين أرض الحضارات في ذلك الزمن الغابر خبارين : 1). الاستسلام لجيش التعايشي والقوقعه في عتمة التخلف والجهل والعبودية … 2). مساندة جيش كتشنر الذي سيعبر بهم الي افاق العلم والحداثه ، واعينهم علي ارث اجدادهم الذين بنوا اعرق واعظم حضارة عرفتها الإنسانية علي ضفاف النيل ، ومازلت اثارهم باقيه في مروي والبركل ونوري وكرمه ودنقلا وسمنه وبوهين . ..اختار اهلنا الخيار الصحيح وهو الانضمام لجيش كتشنر وهذا الخيار هو الذي غير وجه التاريخ في بلادنا، والذي انتكس بعد استيلاء الكيزان علي السلطة وادخلوا اهلنا مجددا في غيبوبة الجهل والتخلف وركلهم شباب بلادنا الي مزبلة التاريخ في ديسمبر 2018م . …سيفيق شعبنا مجددا من آثار معركة طي الخرطوم في 5 دقائق. وسيحيق بالغزاة ما حاق بسلفهم وسبعلم الغزاة الجدد أي منقلب سينقلبون.. …لن تنعم أرض النيلين بالامن والامان ودارفور والدارفوريين جزءا منها., ولن تعم التنميه أرض النيلين ولن نعيد سيرة اجدادنا العظماء الا بعد فصل دارفور.. .فصل دارفور يجعلنا في حل عن امتداد الدارفوريين القبلي في غرب افريقيا ، تشاد ، افريقيا الوسطي ، النيجر , مالي ، وبذلك تتحكم الاجهزة الامنية من بسط الأمن ومنع المجرمين من دخول بلادنا. وتكرار ما حدث في معركة طي الخرطوم… … لك الله يا بلادي.