قوبل اتفاق اديس ابابا الذي تم توقيعه في الثاني من يناير الجاري بين تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو(حميدتي) بانتقادات واسعة لان الاتفاق لم ينص على خروج قوات الدعم من منازل المواطنين ولم ينص على إيقاف الانتهاكات ضد المدنيين العزل باجراءات فورية وحاسمة فضلا عن أن حميدتي اكتفى بتحميل مسؤولية ماتعرض له المواطنين من قتل و سلب ونهب وطرد من منازلهم واغتصاب حرائرهم للمتفلتين ولم يكفيه قطعا اعتذاره للشعب السوداني الذي مازال يعاني بسبب استمرار تلك الممارسات وفي مقابل ذلك راهنت تقدم على أن الاتفاق سيؤدي الى إيقاف الحرب كخطوة اولى الا ان كثير من المراقبين يرون ان الاتفاق بمثابة اعلان تحالف رسمي بين تقدم وحميدتي والسؤال هل سينجح الاتفاق في الوصول إلى إتفاق سلام بين حميدتي وقائد القوات المسلحة الفريق ركن أول عبد الفتاح البرهان بعد تصريحات حميدتي في لقائه بتقدم ؟ والسؤال الثاني ماهو البديل لهذا الاتفاق حتى يصل السودان إلى السلام؟ وقف العدائيات ودافع عضو تنسيقية تقدم الطيب المالكابي عن الاتفاق وقال في تصريح للراكوبة( اهمية الاتفاق تتمثل في انه اول اتفاق يتم بين قوى مدنية واحد طرفي القتال يتحدث بصورة مباشرة عن التزام بوقف العدائيات وتوفير الممرات الامنة للعمليات الانسانية كما انه وضح ارادة القوى المدنية وتمسكها باهداف ثورة ديسمبر المجيدة التي عبرت عنها المبادئ العامة للاتفاق نفاج الامل واعتبر المالكابي ان التوقيع هو اول نفاج امل وذلك لمخاطبته بصورة مباشرة للمشاكل والمعوقات وكذلك مخاطبة الاطراف السودانية بعضها البعض وبعيدا عن الوسطاء الدوليين مما يوضح بجلاء امكانية حدوث ذلك وكذلك يبرهن على قدرة القوى المدنية وتأثيرها على المشهد الحالي . وأكد ان ارادة القوى المدنية تقدم في الانخراط في عملية التفاوض الجارية بين طرفي القتال وبتسهيل من الايقاد يمكن ان يسرع بشكل كبير من عملية التفاوض بين الطرفين ويسهل كذلك من عملية مخاطبة القضايا الكبيرة والمهمة والتي لا يمكن ان تتم بمعزل عن القوى المدنية في السودان . وأكد ان الاتفاق وجد تفاعلا كبير وروح اايجابية سادت بين السودانين واعطت الاحساس باقتراب ميقات ايقاف تلك الحرب العبثية في السودان . تكريس الازمة وقلل القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي د احمد بابكر من الاتفاق وقطع في حديثه للراكوبة بانه لايكثل ليس مخرجا للأزمة بل هو تكريس لكل عناصرها ،لانه شرعن لقوى نظامية ان يكون لها رؤية سياسية بالتالي لن تكون خاضعة لأي إدارة مدنية اذا لم تتطابق مع رؤيتها ومصالح قادتها ؤأكد أن المخرج هو أن يتنادى الشعب السوداني بعيدا عن استقطاب طرفي الحرب الى تكوين جبهة شعبية عريضة لوقف الحرب ورسم مستقبل البلاد ،وأن تكون لهذه الجبهة رؤية واضحة وهيكل تنظيمي تعمل على الضغط على طرفي الحرب وبمعاونة المجتمع الدولي لايقاف هذه الحرب. واردف هذه الحرب ليست بين حركة كفاح مسلحة استخدمت السلاح ضد مركز السلطة احتجاجا على التهميش، انما هي حرب داخل مركز السلطة بين طرفيها الجيش والدعم السريع في محاولة للاستئثار بالسلطة والثروة،بمعنى آخر ان لاعلاقة لهذه الحرب بكرامة الشعب السوداني ولا بالاتيان بالديمقراطية، لأن الطرفين هم من انقلبا على سلطة الانتقال الديمقراطي وهما من اعاقا حركة حكومة ثورة ديسمبر المجيدة… وأكد أنها حرب ضد الشعب السوداني تسعى لتفتيت البلاد ونهب موارده لمصالح منظومات ودول خارجية.. وكان القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي د بابكر قد طالب تنسيقية القوى المدنية (تقدم) قبل لقائها بقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي أن تركز حوارها معه حول إيقاف الحرب والمساعدات الإنسانية وفتح الممرات الآمنة وحذر من عدم ربط عملية إيقاف الحرب بأي رؤية سياسية واوضح أن الاتفاق تضمن رؤية سياسية، تمثلت في الحديث عن نظام الحكم، (الفيدرالية)، وكثير من القضايا السياسية الأخرى، واعتبر أنه خطأ استراتيجي كبير وقعت فيه تنسيقية القوى المدنية بقيادة د. حمدوك، وأرجع ذلك لجهة أن الاتفاق .شرعن الدعم السريع كقوى سياسية وليس مؤسسة عسكرية، مما يعني في المقابل انه يعطي ذات الحق للقوات المسلحة أن تكون قوى سياسية، ولفت إلى أن ذلك مايتناقض مع ما ذكر في الاتفاق في إبعاد القوات المسلحة من العمل السياسي . عسكرة الحياة السياسية وقطع بان لاتفاق الثنائي رسخ لوجود القوات المسلحة كحزب سياسي شارك في العملية السياسية بالإضافة لإمتلاكها للسلاح.بالإضافة إلى أن الاتفاق مع الدعم السريع حول رؤية سياسية يعني تحالف ثنائي بين قوى مدنية وقوى عسكرية مما يجعل تقدم بشكل أو بآخر جزء من الحرب، وبالتالي لا تستطيع أن تعمل على إيقاف الحرب إلا بشروطها التي شكلت محور الاتفاق بينها وبين حميدتي لأنه أصبح من حق القوات المسلحة أن تطرح رؤية سياسية مغايرة، وأن يكون لها حلفاء مدنيين وبالتالي عدم الاتفاق يعني استمرار الحرب. فضلا عن أن الاتفاق رسخ كذلك لعسكرة الحياة السياسية مما يعني أن أي مجموعة عليها حمل السلاح ليكون لها موطئ قدم وتأثير في الحياة السياسية، وذلك يستدعي وجود ممولين وبالتالي فتح الباب أمام العمالة في أبهى صورها، مع تقزيم المدنية التي شكلت عمود ثورة ديسمبر المجيدة. وشدد على أن الأخطر في هذا الاتفاق السياسي هو تأثيره السلبي على القوى المدنية وبأنها متحالفة مع أحد طرفي الحرب، إعادة إنتاج الازمة وأكد أن الاتفاق السياسي يعني وضع البلاد أمام تسوية سياسية بين الدعم وقيادة الجيش وتقدم مما يعني إعادة إنتاج الأزمة من جديد. ورهن نجاح اي اتفاق سياسي بتمثيل أكبر قاعدة من القوى السياسية وأن يضمن خروج قيادة الجيش والدعم من المشهد السياسي والعسكري القادم. ذريعة للاسلاميين وأكد أن الاتفاق السياسي الذي تم بين تقدم وحميدتي يكافئ أحد طرفي الحرب ويرسخ لقاعدة إذا أردت التواجد في السلطة عليك أن تحمل السلاح. ونوه إلى أن الاتفاق سوف يعطي ذريعة وشرعية للإسلاميين لحمل السلاح لضمان مشاركتهم في السلطة. سر نجاح الثورة استعادة وحدة قوى الثورة وتوقع القيادي السابق بقوى الحرية والتغيير امين سعد فشل اتفاق اديس ابابا وقال في تصريح للراكوبة كما لم تستمر حكومتي الثورة ولم يصمد اتفاق برهان وحمدوك و لم يقو الاطاري على الاستمرار بسبب الصراعات السياسية واجندة حزبية ونزاعات شخصية ، لا اتوقع نجاح اي اتفاق قبل استعادة وحدة قوي الثورة بكل فصائلها وتحالفها مع لجان المقاومة الذي اسقط النظام البائد وحدة قوي المعارضة كانت كلمة السر لانتصار الثورة وكانت كفيلة بتحقيق اهداف وشعارات الثورة . ورهن نجاح تحقيق أهداف الثورة بإنشاء تحالفات جديدة بارادة حقيقية لتحقيق اهداف الثورة تكونه كل القوي التي شاركت و يقوم علي مشروع متفق عليه وبرامج وآليات تنفيذ فان اي قوي منفردة لن تنجح في الخروج بالبلاد من ازمتها.