عندما نكتب عن السودان يظن البعض اننا نكتب لاننا نبحث عن غنيمة سياسية ما سنحصل عليها بعد الحرب ، علما ان الكل يعلم ان كل من يولد في السودان اول حلم يحلمه في المنام ،هو كيف يتمكن من الحصول على تأشيرة للسفر خارج جحيم القبائل والطوائف خارج البحر والصحراء وخارج المركز والهامش، خارج المهدية والختمية . حتى الكوز يحلم بذلك قبل يتكوزن لانه عندما يتكوزن كان يعلم بالغريزة المحمدية من اين تؤكل الكتف،ويصبح السودان بالنسبة له دار الابدية . نحن نقول ذلك لان دماء اهلنا استبيحت وتشردوا من منازلهم وخسروا مدخراتهم . أهينوا دون وجه حق لان هناك من أراد تطبيق شريعة وحشية على مخلوقات انسانية .نحن الافارقة ولدنا للطبل والزمر ولم نولد للوضوء والدعاء ويكذب من يقول ان هناك صلاة في الاسلام . بل الصلاة تعني الدعاء لغويا وكاذب من اورد حديث صلوا كما أصلي . وليس مهما بالنسبة لنا ماقلناه لاننا اصبحنا عاجزين عن ضبط اعصابنا حتى الكافر في السودان بات يدعو الى معجزة الهية تنقذ اهله من براثن الملتحي كرتي وصنيعته البرهان وبرابرة دارفور التشاديين سابقا. وبالمقابل لا يصدق المؤمن ان هناك معجزة الهية . نعم انقلبت كل المقاييس بعد حمدوك وحميدتي والبرهان وكرتي وباقي النفايات . وليس هذا المهم الان بل المهم ان نعرف لماذا يعتقد سواح النضال في الفنادق والشاليهات في تقدم وعلى رأسهم الجبان حمدوك ان حقهم الطبيعي ان يكونوا الراكب بالمجان ؟ لماذا يعتقدون ان كشف ما كان مستورا عن علاقتهم ببرابرة الجنجويد بات ممكنا الاعلان عنه بما يسمى اعلان اديس بابا ؟ ماذا فعلوا لمشردي شعب السودان وماذا فعلوا من اجل اطعام جائعي السودان ؟ وماذا فعلوا من اجل مرضى السودان ؟ الوطن ليس سلطة . الوطن ليس سوقا لمومسات السياسة ، السودان في محنة ، السودان ليس الصمغ العربي وليس الذهب وليس اللحوم وليس الارض الخصبة . السودان انسان مفجوع واخر يتألم . وما معنى الراكب بالمجان هو اصطلاح من علم الاقتصاد لأجل الدلالة على الفرد الذي يستفيد من المصادر أو البضائع أو الخدمات دون أن يدفع أجراً لهذه المنفعة.وفي السياسة هذا ما يفعله حمدوك وزبانيته . ماذا يعني لقاء هؤلاء الصبية مع حميدتي وبيانهم المشترك ؟ بروتوكوليا عليهم لقاء البرهان لامتلاكه صفة اعلى من صفة حميدتي وهو رغم كل غباءه أقل اجراما من سفاح الجنجويد . ان لقاء مختطفي الثورة باسم التيار المدني اعطوا الحجة لفلول البشير بمنع البرهان من لقاء حميدتي . المطلوب هو وقف اطلاق النار ولن يتم ذلك بدون موافقة البرهان وحميدتي . فيا يا اهلنا في السودان بكل أسف نقول لكم كل الحروب تنتهي اما بانتصار حاسم لفريق على فريق او بتقسيم البلاد او بتسوية ما لكن اذا كان صبية ورضع من امثال عرمان وحمدوك اطباء للمحنة فعلى الدنيا —