مشكلتنا في السودان اننا نفكر من خلال منظومة جاهزة من القوالب النمطية غير قادرين على تجاوزها لذلك تتحول كل حواراتنا الى مربع حوار الطرشان ويرجع السبب في ذلك الى التربية الاسلامية التي نخرت عقولنا على مر الزمن عبر تقديم الجواب على السؤال ، حتى اننا (...)
بصراحة لم نكن ننتظر من حمدوك وشلته الديمقراطية اية مقاربة جدية لمعالجة محنة السودانيين رغم كل الهمروجة (التغطية) الاعلامية التي رافقت المؤتمر قبل انعقاده وبعد انفضاضه لان هذا التجمع السياسي الذي يرد اسمه في المستندات "تقدم " برهن لنا على ارض الواقع (...)
لاحظ احد قراء الراكوبة ان كلمة اخوان وردت في القرآن الكريم مرتين مرة بصيغة اخوان الشيطان ومرة اخرى بصيغة اخوان لوط وبالتالي باتت كنية الاخوان المسلمين هي الثالثة في مصفوفة القباحة لكنها لم ترد في النص بل في حياتنا فاحالتها الى جحيم . ويبدو لنا ان (...)
من طرائف الاجتهاد انه اذا ما لمس الانسان شخصا ميتا عليه الاغتسال لازالة النجاسة اما اذا ما لمس كلبا ميتا يمكنه غسل الجزء الذي لمس فيه الكلب الميت لازالة النجاسة وهذا يعني ان الكلب أطهر من الانسان هكذا يجب ان يفهم الانسان العاقل هذا الاجتهاد.
وفي اية (...)
في كل مرة نحاول عدم التطرق الى مسائل دينية لعلمنا انها تستفز مشاعر أهلنا المسلمين ، خصوصا وان حكاية الخلق والخالق حسب قناعتنا تعادل مثلا حكاية اليسا في بلاد العجائب وقد وصلنا الى هذه القناعة بعد اطلاعنا على سيرة الرسول بصياغة الدجالين من محدثين (...)
هناك من ينتظر انعقاد منبر جدة بفارغ الصبر ويبني اماله عليه ، عله وعسى ان يتمخض عنه اقرار لخريطة طريق توقف الحرب في السودان ، لكن الاجواء السائدة ما قبل التئام هذا اللقاء ينضح عنها مقدمات لا تدعو الى التفاؤل لطالما ان البرهان مصر على مقولته الشهيرة : (...)
ثلاثة لا تقربوا منهم : الحمار من الخلف والثور من الامام والاسلامي من كل الجهات . ولا يعتقدن أحدا منكم ان ما نكتبه هو حكمة بل هي وصية لكم ولاولادكم وحتى الى أحفادكم. لان تجربة حكم الشريعة الاسلامية في السودان أقنعتنا ببعض المفاهيم البوذية والكونفوشية (...)
مع كل مقال نكتبه نواجه بكراهية هدفها حرف انتباه القارئ عن لب الموضوع ، ولردع هذا الاستخفاف بعقل القارئ قررنا توضيح ما نصبو اليه :- اولا : من اسباب تعثر ثورة ديسمبر المجيدة انها لم تواكب بثورة ثقافية تفضح العفن الذي زرعه الاسلام السياسي وسط أهلنا . (...)
حصل مؤخرا اهتمام دولي ملموس بالشأن السوداني عبر انعقاد مؤتمر باريس الانساني وتقرر خلال المؤتمر اقرار مساعدة بقيمة ملياري دولار لدعم الشعب السوداني. للوهلة الاولى يبدو ان هناك انعطافة ايجابية في التعامل الدولي مع الحرب الاهلية السودانية لكن بعد قليل (...)
عندما نتحدث عن الاسلام هناك من يفهم كلامنا على انه ترويج للكفر او اعتداء على المقدسات علما ان مسألة الايمان والكفر تقع خلف ظهرنا بسبب دورانها في فلك السخافة والهبل. عندما نتحدث عن الاسلام نتحدث عن دين نشأ في بيئة اختفت من الوجود وبقيت اطلالها اي بقي (...)
" صبية آمنوا بربهم " ومنهم البرهان الذي يروجون له بأنه فخامة رئيس مجلس السيادة وانه القائد العام للقوات المسلحة وبكل سخافة يصدق هذا المسخ ما يلقب به ويوجه خطابا بمناسبة عيد شهر" جوع نفسك " للسودانيين .
فعن أي مجلس سيادة يتحدثون وعن أي قوات مسلحة.
ان (...)
دولة جلابة ، دولة 56 ، دولة غردونيه، فليكن اسمها كما يحلو لكم ان تسمونها . هامش ومركز ، صحراء وغابة ، غرب وشمال ، جنوب وشمال , شرق وشمال ، استوحوا ما ترغبون من مفردات جغرافية وامنحوها المعنى الذي يفرج عن كربتكم من وهم اهوائكم السياسية .
لكن المسألة (...)
بدأ مسلسل حروب السودان من الجنوب عشية استقلال البلاد ، وما زال هذا المسلسل مستمرا . نودع حربا لنستقبل أخرى كأن الحرب مؤسسة دستورية لا يمكن دونها ان تجري أية عملية لتداول السلطة او التوصل الى استقرار سياسي في بعض أجزاء البلاد وليس كلها او نهب ثروات (...)
غريب أمرنا في السودان ، في الوقت الذي يتهدم فيه بلدنا ويقتل فيه أهلنا ،وفي الوقت الذي يتشرد فيه شعبنا ويجوع ويمرض ويبرد ويعطش ، وفي مرحلة اغلقت فيها كل الابواب امام المبادرات السلمية، نحن نتلهى بالحديث عن الجلابة وعن الزرقة وعن المساليت ودولة 56 (...)
عندما يشرح رجال الدين قانون السببية يعتمدون غالبا المثال التالي : "البعرة تدل على البعير" . وعندما تنكشف قبلية او عنصرية المثقف السوداني تتبرع جوقته بعرض شهاداته الاكاديمية لاثبات براءته من العنصرية والقبلية ، " الوليد مادبو" نموذجا . هذا المتعصب (...)
تبين لنا من خلال القراءة التاريخية الموضوعية ان الفترة الممتدة بين انعقاد مؤتمر الخريجين سنة 1942 واتفاقية 1959 لتقاسم مياه النيل مع مصر هي الفترة التاريخية المحورية التي تشكل فيها العقل السياسي السوداني المعاصر بحيث تولدت عنها النقاط الارشادية التي (...)
ليس مفاجئا او مستهجنا ان تعود العلاقات بين السودان وايران الى ما كانت عليه قبل الحرب اليمنية حيث ابتعد السودان عن سربه واليوم ببساطة يعود اليه.
لقد كان انحراف السودان عن السرب والتدخل لصالح السعودية والامارات في اليمن بمثابة "يمن غيت " وهو ما يشبه (...)
يعيش الشعب السوداني دراما واقعية مؤلمة : قتل وجوع ومرض واوبئة وتشرد. في المقابل تعيش القوى السياسية وطرفي الحرب على مسرح الكوميديا اذ نلمس ان الاطراف الثلاثة الذين تشاركوا بالتكافل والتضامن على اختطاف ثورة ديسمبر وتدميرها واغتيال اي أمل في بناء (...)
كي نجيب على سؤال صديق الزيلعي هل يحق لتنسيقية تقدم قبول تمويل خارجي؟ لا بد اولا من تحديد ماهية تنسيقية تقدم ولمعرفة ذلك يجب ان تصرح هذه التنسيقية عن الفعاليات والنشاطات التي انجزتها داخل السودان ؟ وما هي المصاريف التي ساهمت فيها لدعم محازبيها (...)
السحارير مخلوق يشبه الانسان له ذيل لا يظهره الا عند الضرورة وما نعرفه عنه انه لا يشرب اللبن مطلقا هذه الاوصاف ربما تنطبق على البرهان ربما تنطبق على غيره، لكن ليس هذا فحوى الموضوع انما ما نريد قوله ان استراتيجية الدول المحاذية للسودان ومن ضمنها (...)
عندما نكتب عن السودان يظن البعض اننا نكتب لاننا نبحث عن غنيمة سياسية ما سنحصل عليها بعد الحرب ، علما ان الكل يعلم ان كل من يولد في السودان اول حلم يحلمه في المنام ،هو كيف يتمكن من الحصول على تأشيرة للسفر خارج جحيم القبائل والطوائف خارج البحر (...)
بعد ان شبعت سنة 2023 الى حد التخمة من دماء السودانيين وراحة بالهم وشردتهم من ديارهم وصبت كامل غضبها على الابرياء والمساكين،على يد فلول البشير من الاخونجية اتباع الملتحي كرتي واللجنة الامنية الكيزانية بقيادة البرهان وبرابرة الجنجويد اتباع حميدتي (...)
بعد تسعة اشهر من اندلاع هذه الحرب يبدو ان معظم مثقفي البلاد تحولوا من سودانيين الى خواجات يتفنون في طرح الحلول ويصيغون البرامج علما انه يجب على كل سوداني العمل على تحقيق هدف واحد هو وقف الحرب بتشكيل جماعة ضغط كافية دولية واقليمية ومحلية تجبر (...)
تتجه معظم الاراء في قراءة انهاء مجلس الامن الدولي لخدمات يونيتامس على انها خطوة في اتجاه لجوء مجلس الامن الى الفصل السابع في التعامل مع الحرب الدائرة في السودان .فهل هذه القراءة محتملة ام هي وهم ناتج عن ضغط الاحداث؟ وهل من فائدة من الفصل السابع (...)