وغصة من الوجع والألم والحزن المقيت سيطرت على مشاعر الناس لقد رأت كل فواجع الزمان وعاشت أسوأ كوابيس الواقع المزعج بيانا عيان وعايشت كل مآسي الفجيعة لحظة بلحظة وقاست من كل شيء تهجير واغتصاب ونهب وترويع وقتل وسحل حتى تفطرت القلوب،فكانت ملاذات الهروب من رمضاء الجحيم المفزع إلى لهب نار التهجير المأساوي فنفد صبر الناس من هول المصائب ومن طامة الكارثة ولم يتركوا مهرب لم يلتجوا إليه ولا موطن الا هاجروا صوبه مكرهين وما اقسى مفارقة الوطن والدار والعشيرة لولا نطاح الأفيال وقصر قامة ومطامع الاغبياء ما تبدلت سكينة الوطن إلى دوي مفزع وتمدد قطاع الطرق على كل المسالك. أن الكارثة أن تمعن النظر فيرتد اليك خائبا حسيرا فلا تجد غير جثث ومحارق وهلاك ودمار ووطن أصبح ينعق فيه بوم الشؤم وعلى مساحات ربوعة بسطت الفاجعة وارتاحت فوق كل ترابه واصبح انسانه مابين التشرد والضياع هائما لا يجد من شئ غير حسرة ودمعة عجز وبعض من كلمات لا تسد من رتق الكارثة ولا تخفف من الفاجعة ، أن مساحات الامل تضيق وتتلاشى ومابين مد المعارك وزخ الرصاص والأرواح المهدرة بلا جريرة تتلقف الماسي الناس وتلبدت صباحات حياتهم إلى جحيم واصبح كل الوطن تحت طنين الحزن يرزح. لم يعد للمواطن من هم غير أن ينجو من بين ركام النطاح وان يجد مفر آمن بعيدا من القذف والموت المسجى على كل الدروب فالحياة قد استحالت ولا احل في افق السماء يبدوا جليا والواقع بات موحشا والوطن تمزقت اوصاله وبات في عمق الكارثة يعاني من كل مرارة وفاجعة ولم يعد لنا من وطن بعد أن تدمر كل شئ فيه ،ولا احد يحكم صوت العقل ويملك الحكمة التي تخرج الوطن من جحيم الصراع فيبدوا أن الرغبة في السلطة والتسلط اقوى عند الاغبياء من صوت العقل.