تعيش محلية كرري في مدينة أم درمان منذ أكثر من (10) أيام موجة من العطش أثر انقطاع الإمدادات من محطة المنارة الأمر الذي فاقم الأزمة وتسبب في معاناة قاسية للمواطنين في عدد كبير من أحياء أم درمان، وعلى رغم تأزم الأوضاع يتندر السكان من مفارقة العطش الذي يجتاح العاصمة السودانية التي تحتضن ثلاثة من أعذب أنهر العالم، هي (النيل الأزرق)، و(النيل الأبيض) المقترنان بنهر النيل. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمواطنين من بينهم أطفال وكبار السن يجلسون أمام الحافظات ومعينات جلب الماء في انتظار صفوف طويلة للغاية للحصول على مياه الشرب. في الأثناء، قالت تنسيقية لجان مقاومة كرري إن "أزمة المياه تستفحل وتصل مرحلة الانقطاع التام بسبب توقف محطة المنارة لأكثر من عشرة أيام وتجبر المواطنين على الاستعانة بمياه التناكر، وطالبت السلطات بمحلية كرري وغرف الطوارئ تدارك الأزمة والعمل على معالجتها بأسرع ما يمكن. متلازمة الحرب والعطش وشكا محمد حسين أحد سكان منطقة صابرين من استفحال مشكلة انقطاع الإمداد المائي، وانتقد عجز هيئة المياه عن إيجاد حلول مستدامة لأزمة توقف محطة المنارة التي تكررت كثيراً منذ اندلاع الحرب. وقال حسين ل (الراكوبة) : تأثرت بالانقطاع التام للمياه معظم أحياء محلية كرري، واضطرت الأسر المقتدرة اقتصادياً للاستعانة بمياه التناكر لحل المشكلة، في وقت يعاني فيه الغالبية في سبيل الحصول على المياه. وأضاف : لسوء حظنا أصبحنا نعاني الأمرين، مرة بسبب الصراع المسلح وإمكانية فقدان الحياة برصاصة طائشة أو قذف مدفعي، والأمر الأصعب لا نستطيع الحصول على مياه الشرب رغم وجود أطفال وكبار سن ومرضى. معاناة مستمرة من جانبها قالت صفية الطيب، وهي ربة منزل ل (الراكوبة) : العطش يحاصرنا منذ أكثر من (10) أيام بسبب توقف محطة المنارة، تكبدنا خلالها إلى جانب أزمة توفير المياه، مبالغ كبيرة لشراء الماء يومياً من أصحاب التناكر، ووصل سعر البرميل في بعض الأحيان إلى سبعة آلاف جنيه، وهو مبلغ كبير في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي المأزوم. وأشارت إلى أن المعاناة مع المياه ظلت متفاقمة من دون إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة المتكررة منذ اندلاع الحرب بفترة، واضطر كثيرون إلى انتظار طوابير الصفوف للحصول على المياه. وطالبت صفية الطيب حكومة الولاية بضرورة الإسراع في حل الأزمة بصورة عاجلة نظراً للظروف الصعبة التي يعاني منها سكان محلية كرري.