أصدرت عدد من حكومات الولايات والمحليات خلال السنوات الماضية قرارات مهمة منعت من خلالها إستخداد أكياس البلاستيك داخل حدودها ،مثل ولايتى القضارف والجزيرة ومحليات كوستى والدويم ، حيث أصبح حمل الأكياس فى هذه الولايات والمحليات جريمة يعاقب عليها القانون بالغرامة المالية وربما السجن، وتم ذلك من أجل الحفاظ على البيئة بعد التلوث الكبيرالذى سببته أكياس البلاستيك والتى أضر بالزرع والضرع وماتت الكثيرمن المواشى بسببها . مواطنو هذه المناطق إمتثلوا للقرار وامتنعوا منذ صدروه عن إستعمال أكياس البلاستيك خاصة ذات المقاسات الكبيرة ،حيث لم يكلفوا السلطات عناء المطاردة أو شن حملات لمحاربة الأكياس إلا فى نطاق محدود،وإستجابة المواطن للقرار ليس خوفا من العقوبة وإنما لتفهمه لأسبابه ولأنه عانى ما عانى من أكياس البلاستيك خاصة أصحاب المزارع والبهائم . ولكن قد يتبادرلذهن القارىء العزيز سؤال ،وهو ماهو البديل الذى حل محل أكياس البلاستيك ؟ وللإجابة على هذا السؤال قمنا بجولة على بعض المناطق التى تم فيها حظرالأكياس ومن بينها محلية الدويم ، والتى وجدنا أن المواطنين إستعاضوا عنها بأكياس الورق والتى يصنع معظمها محليا ،إلا اننا إكتشفنا أمرا غريبا بل كارثة بيئية وصحية أخرى ربما لاتقل خطورة عن أكياس البلاستيك إذا لم تزد عنها، فقد لاحظنا أن أغلب الأكياس المستخدمة مصنعة من أكياس الأسمنت بعد تفريغ الأسمنت منها،حيث يقوم بعض الأشخاص بتقسيم كيس الأسمنت الواحد إلا عدة أك?اس صغيرة وبيعها للمواطنين بالأسواق ، مع العلم بأن هذه الأكياس تحمل كمية من غبارالأسمنت والذى يحمل الكثيرمن المخاطر على صحة الإنسان خاصة أن كل المواطنين يحملون على الأكياس طعامهم وشرابهم وكل مايبتاعونه من السوق، وبالتالى فإن هذا الغبار يختلط بالخضروات واللحوم ويدخل جزء منه إلى معدة الإنسان وهنا مكمن الخطورة بل والطامة الكبرى. إن خطورة الأسمنت على الإنسان لاينكرها أحد فقد أثبتت الكثيرمن الدراسات أن غبار الأسمنت يسبب أمراض الجيوب والأمراض الصدرية والقلبية وسرطان المعدة والذى يؤدى للوفاة ،ومعلوم أنه يحتوى على مواد سامة مثل الزرنيخ ،واليود والفسفور والرصاص . الكثير من المواطنين الذين إلتقتهم (الصحافة) عبروا عن خوفهم من أن تتسبب هذه الأكياس فى أمراض وسرطانات يدفعون تكلفهم مالاطاقة لهم به ، وناشد بعضهم السلطات وإدارة الصحة بالتحرك العاجل لوقف تصنيع وبيع هذا النوع من ا لأكياس . إدارة الصحة بمحلية الدويم تعتبرمن الإدارات الواعية والمتابعة لكل مايهدد صحة المواطن أو يسبب له أى نوع من الضرر ،فقد سبق وقبل فترة قريبة أن إتخذت إجراءات بخصوص أحد أنواع البسكويت ،والذى شكا منه بعض المواطنين وإتهموه بالتسبب فى بعض الأمراض خصوصا للأطفال ،حيث أرسلت الإدارة عينة للخرطوم لفصحها حتى تم التأكد من سلامة البسكويت وخلوه من اى مواد ضارة بالأطفال ، إلا أن الأمر بالنسبة لظاهرة أكياس الأسمنت مختلف ،لأن إدارة الصحة تعلم علم اليقين أن غبار الأسمنت يسبب أمراضا خطيرة ومميتة للإن?ان . محمد عظيم مديرالصحة بالدويم أقر وفى تصريحات (للصحافة) بأن إستعمال الأكياس المصنعة فيه ضرر كبير على صحة الإنسان ،وقال إنهم كإدارة ضد إستخدامها مهما كانت الأسباب ،وقال إن منع أكياس البلاستيك لايعنى اللجوءلأى بديل حتى ولو كان ضارا، وأكد أن قوانين الصحة تبيح لهم مصادرة أكياس الورق غيرالصحية ومنع تصنيعها ، ودعا التجار والمواطنين لعدم التعامل مع مثل هذه الأكياس حفاظا على صحتهم. أخيرا فإن إدارة الصحة ومن قبلها محلية الدويم وبمثلما كانتا حريصتين على تنظيف البيئة بمنعهما إستعمال أكياس البلاستيك، مطلوب منهما الآن وضع حد لفوضى إستخدام أكياس الورق المصنعة من أكياس الأسمنت ، فلا يعقل أن يكون بديل أكياس البلاستيكك أكثرضررا وأكثر فتكا ، فالمحافظة على صحة الإنسان واجب لايشكرعليه أحد ، فمن المهم أن يتم منع هذه الأكياس وتحريم تصنيعها ، خاصة أن هنالك بديلاً صحياً وهو نوع من أكياس الورق يصنع من ورق جديد وهو متوفر فى الأسواق، فيجب تفعيل القوانين يا إدارة الصحة ?إتخاذ الإجراءات الصارمة ،فتعرض اى مواطن لأى مرض نتيجة إستخدام الأكياس الملوثة تتحمل مسؤوليته المحلية وإدارة الصحة، فهلا تحركنا قبل فوات الأوان . الصحافة