في ظل الصراع المستمر في السودان، يتعرض المدنيون لعقاب غير عادل ومأساوي يجسد قسوة الحرب وتعاسة البشرية. تتعرض النساء والأطفال وكبار السن إلى أساليب عنف وانتهاكات لا إنسانية، تاركة وراءها أثراً عميقاً من الألم والدمار. من ابرز ملامح هذا العقاب غير الإنساني واللا أخلاقي حرمان الملايين من حق الحياة، وذلك بمصادر كافة سبل العيش الكريم، من نهب الممتلكات وتدمير المنازل، القتل، والاغتصاب، والحرمان من حق الحركة والتنقل، والحرمان من المساعدات الإنسانية وعرقلة وصولها اليهم، واستهداف المجموعات المتطوعة من الأطباء ولجان المقاومة بالاعتقال والاتهامات بموالاة طرف من الاطراف، والقتل على أساس العرق والهوية وتعكير نسيج العلاقات الاجتماعية الممتدة بتبني خطاب كراهية موجه للدمار والخراب. تتعرض القرى والمدن لهجمات مروعة تستهدف الأبرياء، تاركة خلفها مأساة لا يمكن تصورها. يُجبر المدنيون على مواجهة تهديدات مستمرة لحياتهم وأمنهم، دون أي ضمانات لحمايتهم أو تأمين حقوقهم الأساسية. المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بسرعة لوقف هذه الانتهاكات وفرض العدالة على المرتكبين. يجب محاسبة الجناة وضمان تقديمهم للعدالة، بما يضمن تجنب تكرار هذه الأعمال الوحشية في المستقبل. على كل المثقفين وناشطى منظمات المجتمع المدني، في كل دول العالم التحرك بسرعة وتنظيم فعاليات قوية لمناصرة الشعب المكلوم، بصورة تعكس حجم المأساة للمدنيين في السودان، وخطورة حرمانهم من حق الحياة، في عقاب غير عادل يتجلى في منع الإغاثة الإنسانية للوصول اليهم، مما أجبر العديد منهم الاعتياش على علف الحيونات، أنه واقع مزري ومخزى في وجه كل سوداني. وكذلك يجب قيادة حملة إعلامية مكثفة وفاعلة عبر كل الوسائل المتاحة لمناصرة الشعب السوداني. إن الحرب لا ينبغي أن تكون تبريرًا للاستهتار بحياة المدنيين الآمنين. يجب على الأطراف المتقاتلة الالتزام بقوانين حقوق الإنسان الدولية وضمان سلامة المدنيين في جميع الأحوال. لنتحد جميعًا ضد الظلم والقهر، ونعمل جميعًا من أجل إحلال السلام والعدالة في السودان وفي كل مكان. إنه واجب إنساني وأخلاقي على الجميع الوقوف بجانب ضحايا الحرب والعمل نحو بناء عالم أكثر إنسانية وسلامًا للجميع. [email protected]