ضاعت الحقيقة في وطنى فكل يدلى بخطاب يعارضه خطاب آخر ولا تعلم أين الحقيقة … فالبحث عن الحقيقة أصبح من أصعب المهمات . ولا يوجد ما يحمل على الحقيقة .كل يدلى ببراهين تصدق أو لاتصدق ويصبح المواطن في حيرة من أمره … وأصبح الكل يتعلق بقشة لينجو من الغرق والوطن بأكمله يبحث عن تلك القشة ولاهم للساسة غير التيه في غيهم دون مراعاة للوطن والمواطنين …يتنقلون بين العواصم للبحث عن مخرج وكل عاصمة لها شروطها . والوقت يمضي وتمضي معه أحلام المهجرين في بقاع الأرض للعودة لديارهم التي هجروها عنوة …وتزداد معاناتهم كل يوم وليلة . وضاعت ثورة الشباب التي ضمخوها بعرقهم ودمائهم وأصبح الوطن بأكمله ينزف دماً . ولا حياة لمن تنادي . من هنا أخاطب الشباب أستعيدوا ثورتكم وأستعيدوا وطنكم المنهوب فقد بعدت الشقة وزاد التكالب عليه من كل حدب ودرب طمعاً في ثرواته التي لا تعد ولا تحصى . وأعيدوا قراءة تلك الموارد … لتعلموا أننا يمكن أن نجنى ثروات عديدة من فقط الموز والجبنة .والزيت ، ناهيك عن المعادن من ذهب وبترول ويورانيوم أونحاس .إذا قمنا بالإستفادة من مواردنا يمكن أن نجنى بليون دولار يومياً .بدل أثني عشر مليون دولار سنوياً . وفعلا كما ذكر أحدهم نحن أغنياء في الموارد أغنياء في الموقع فقراء في التفكير الإستراتيجى . وأذكر لكم ما سمعته من السيد الصادق المهدي شخصياً عندما تم تعيينه رئيسا للوزراء في الثمانينيات .كان في جولة خارجية لبعض العواصم الأوربية وقمنا بإستقباله في منزله بعد وصوله من المطار … ذكر لنا وهو متأثر جدا قال لنا كنت إذا دخلت إلى رئيس دولة يقابلنى بوجه لا يليق بدولتنا التي تملك الكثير من الموارد . عليه كان يفترض منا الإتجاه لإستثمار تلك الموارد العديدة التي تكفي الجميع بدل الإحتراب على كرسي سلطة .