[email protected] عذرا القارئ الكريم فليس أنتم المعنون بعنوان المقال إنما هي مقولة للمصريين تقال عند غضبك من شخص وتقول حلت بك مصيبة ما وللمقولة قصة ذكرتها في المقال، رغم أن بعض ساستنا وقادتنا الآن ( جاتهم نيلة وستين نيلة ومنيلة) وتختلف مسميات بعض الأشياء من دولة لأخري ومن منطقة لأخري والبعض يجد صعوبة عند مايكون غريب ديار ويريد الحصول علي شئ ما من أي محل تجاري مثلا كسوداني عندنا الظهرة وهي لونها أزرق تضاف للماء البيضاء بعد غسلها فاذا كنت مثلا في السعودية فعليك أن تقول النيلة والمفردة مستخدما في مصر والمغرب وبعض الدول العربية بنفس الإسم وفي مصر قديما إذا حلت مصيبة بشخص يضع النيلة علي وجه لإظهار الحزن وكانت النساء في مصر قديما إذا توفي زوجها تضع النيلة ولذا كثر عند المصريين إستخدام ( جاتك نيلة) وتعني جاتك مصيبة ! وقدماء النوبين كانوا يضعون الرماد علي أجسادهم والنساء علي شعورهن عند المصيبة وخاصة عند وفاة شخص مصحوبا بالبكاء والنواح الذي يسمي عندنا ( كَلْاقِية) وجاء الإسلام وحرم النياحة علي الأموات وشاعرنا حفظه الله جلال عمر يقول : كوكّكر أوركي كودد كول كونجر ارمودكي فجد دان Ⲕⲟⲕⲕⲁⲕⲓⲣ ⲟⲩⲣⲕⲓ ⲕⲟ̄ⲇⲉⲇ ⲕⲟ̄ⲗ Ⲕⲟⳡⲓⲣ ⲟⲩⲣⲙⲟⲩⲟⲩⲇⲕⲓ ⲫⲁϭϭⲉⲇ ⲇⲁ̄ⲛ والقامة الشاعر عبداللطيف سيداحمد كذلك يقول: وو أرمودن آنجر تيبل اُرمودكي أرقى جابي كرين Ⲱⲟ̄ ⲁⲣⲙⲟⲩⲟⲩⲇⲁⲛ ⲁ̄ⲛϭⲓⲣ ⲧⲉ̄ⲃⲓⲗ ⲟⲩⲣⲙⲟⲩⲟⲩⲇⲕⲓ ⲁⲣⲅⲓ ⳝⲁ̄ⲃⲉⲕⲓⲣⲓⲛ وإذا قيل لك ( أوركود أكي جابوسو) أي أن مصيبة ما حلت بك،، ومفردة الظهرة او الزهر عند بعض مناطق السودان مأخوذة من اللون الإزرق وو لون المادة موضوع حديثنا ، وبحثت عنها في اللغة النوبية فوجدت أقرب كلمة لها كلمة تِفْتا وهي الصبغة التي تصبغ بها الملابس ولونها مثل لون النيلة و التفته : هي صبغة السعف بألوان مختلفة لصناعة البروش. وعملية الصبغ هي بسر ⲃⲓⲥⲥⲓⲣ والفرق بين تظهير الملابس وصبغها يكمن في أن الأول تعني مجرد جعل الملابس ناصعة دون تغيير لونها ، والثاني يعني تغيير اللون كليا ونقل الملابس من لون الي لون آخر مختلف ولذا لايستقيم استعمال الفعل بسر ⲃⲓⲥⲥⲓⲣ مع تظهير الملابس،، ومن أمثالنا السودانية ( الرماد كال حماد) وتعني أن مصيبة ما أصابت حماد ، ولهذا المثل قصة مشهورة ويقال أن حماد هذا يسكن في أحدى قرى الجزيرة ، وهو يقضي يومه في الزراعة و يعود آخر النهار إلى داره ، و قد عاد مرة فهبت (كتاحة) غبار كثيف فطمرت طعامه وطار الرماد وغطى عينيه وصار المثل الرماد كال حماد ،أي غمره كليا في العهود الماضية كان وجود الرماد ضرورة من ضروريات بيت البكاء ، فمن أهم شروط بيت العزاء أن يقمن النساء بخم الرماد و ذره على روؤسهن وهي عادة معروفة قديما ( الكندكة بالرماد ) و هي دلالة على الحزن و الألم والفراق وقد رثت بنونة بت المك نمر أخيها عمارة ود المك قائلة : ما دايره لك الميتة ام رمادا شح دايراك وكتين لقا بدميك تتوشح الميت مسولب و العجاج يكتح .