مقدمة: ما مر يوم في السودان منذ عام 2013م الي يومنا هذا الا وكان هناك خبر في الصحف المحلية والأجنبية عن منطقة ما قد تعرض سكانها مجاعة أدت الي وفاة أعداد كبيرة من المواطنين أغلبهم من الأطفال والنساء ومن هم كبار في السن ، من رصد هذه الاخبار بعناية وتدقيق خلال السنوات الطويلة الفائتة ، يجد أن اخبار الجوع والفقر والقحط وانعدام الغذاء لم يجد فيها جديد ، وأن الحال المزري ظل علي حاله القديم لم يتغير خاصة في ولايات دارفور وجبال النوبة. ومما يؤسف له أن النظام السابق ظل يمنع الصحف السودانية بقوة من نشر أخبار الجوع والفقر والفاقة علي اعتبار إنها أخبار تسيء السودان "سلة غذاء الوطن العربي"، ونشطت الاجهزة الأمنية في مراقبة الصحف والصحفيين ليل نهار ، وصادرت في مرات كثيرة صحف قبل توزيعها بحجة انها نشرت أخبار عن الجوع ، وهي أخبار- بحسب وجهة نظر السلطات الامنية- تسيء للدولة وتبعد المستثمرين الاجانب!! . ماهو مكتوب أعلاه في المقدمة من معلومات عن الجوع والفقر ليست بجديدة علي القراء ويعرفها كل سوداني ، وانما الجديد والذي يختلف عن الاخبار القديمة السابقة ، أن الجوع في عامنا الحالي 2024م وصل الي حد انه اصبح يشبه الي حد بعيد "مجاعة سنة ستة" التي وقعت في عام 1306 هجرية- الموافق للعام 1889/1888 بالتقويم الميلادي. نشرت الصحف روايات كثيرة عن مجاعة "سنة ستة"، وتباري الكتاب والمؤرخين في كشف الجديد الغير معروف عن هذه المجاعة ، وأن سبب تسمية هذه المجاعة ب"مجاعة سنة ستة" تعود إلى أنها كانتا في العام 1306 هجري ، وقد ساعدت مجموعة من العوامل على حدوث المجاعة ، منها عوامل سياسية – إجتماعية ، وأخرى تتعلق بالمناخ . من أهم الأسباب كانت البنية السياسية للدولة التي قامت في السودان في عام 1885م نتيجة قيام الثورة المهدية على الحكم الإستعماري التركي- المصري في ما يعرف بالدولة الدولة المهدية ، والتي تبنت فكرة الخلافة الإسلامية ، غير أن عددا من المصاعب الاقتصادية والمشاكل السياسة وسوء الإدارة ألقت بظلالها على تلك الدولة الوليدة ، وتسبب تضافرعدة عوامل بيئية واجتماعية كذلك إلى تعرض الدولة في عامي 1889م – 1890م إلى واحدة من أسوأ المجاعات تدميرا. جاءت في روايات كثيرة ، أن أسباب المجاعة ترجع الي: 1- حملات الخليفة عبد الله التعايشي على الارياف واستهداف المزارعين 2- تجنيدهم. 3- الجفاف. 4- العوامل الطبيعية والإنسانية. وأن خصائص هذه المجاعة تكمن في الموت والمرض ، هلاك الماشية والمحاصيل الزراعية ، انتشار الجرائم والاضطرابات الاجتماعية ، الهجرة ، وأن هذ الجوع الضاري أوصل الناس الي حالة لم يعرفونها من قبل ، نشر في موقع صحيفة "سودانيات" بتاريخ يوم 31/ أغسطس 2014م مقال وصف فيه حال جوع "مجاعة سنة ستة": (…- كان الجوع قد وصل مداه .. وأصبح اقتطاع الطعم غاية فى الصعوبة .. يتسلق الناس الحوائط لسرقة الطعام واصبح اسمهم الخطافين ، يقول الراوى أنه شاهد فى ذبح الحيوانات مئات من الجياع يتلقفون الدم النازل من البهيمة ويتقاتلون حوله .. لقد أكل الناس فى المهدية فروة الصلاة والصنادل .. وقارب البعض أن يأكل فلذة كبده. نشرت صحيفة "البلاد" في يوم 01/ مايو الحالي خبر تحت عنوان "بعدما عز الطعام.. سودانيون يقتاتون على التراب وأوراق الشجر"، جاء فيه : (…- مع تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل مزرٍ في بعض المناطق السودانية ، إثر الحرب المستمرة بين قوات الجيش برئاسة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو ، أصبح التراب طعام بعض السودانيين بعد أن عز الغذاء كما هو الحال في مخيم اللعيت للنازحين. فالمخيم الفقير الكائن في شمال دارفور يشهد تدفقا جديدا للنازحين مع اتساع رقعة القتال المستمر منذ نحو عام يشمل مساحات واسعة من البلاد ، ووسط حملة تطهير عرقي في دارفور. فقد أكد قرنق أشين أكوك ، وهو واحد من آلاف الوافدين الجدد إلى المنطقة ، أنه وزوجته وأطفالهما الخمسة تركوا منزلهم في منطقة كردفان بالجنوب بعد أن اقتحمت ميليشيات عربية على ظهور الجمال قريتهم وأحرقت كوخهم. أيام بلا طعام:- كما أوضح أكوك (41 عاما) الذي أتى إلى اللعيت في ديسمبر الماضي ، أنهم أمضوا في بعض الأحيان يومين أو ثلاثة أيام من دون طعام. وقال إنه عندما يحدث ذلك ، فإنه ينظر بلا حول ولا قوة إلى زوجته وأطفاله وهم يحفرون حفرا في الأرض ويدخلون أيديهم فيها ويلتقطون بعض التراب ويصنعون منه كرات ويضعونها في أفواههم ويبتلعها بالماء. كما أردف "أظل أقول لهم ألا يفعلوا ذلك.. لكنه الجوع .. ليس بوسعي أن أفعل أي شيء"، حسب ما نقلت وكالة رويترز)- انتهى- جاء خبر نشر اليوم 2/ مايو الحالي في صحيفة "سودان فاكس" تحت عنوان:- "مواطنون في محلية أمبدة يأكلون (القطط) بسبب نقص الغذاء.. وفاة (3) مواطنين بسبب الجوع". ومفاده : (…- كشف مسؤول برامج محلية أمبدة لغرفة طوارئ المنصورة ، يوسف رامبو،عن وفاة (3) مواطنين بالجوع في الأيام الماضية بمحلية أمبدة ، سجلتهم غرفة طوارئ الصفوة. وقال رامبو ، إنهم في منطقة أمبدة المنصورة ؛ وصلوا إلى مرحلة أكل (القطط) لسد رمق الجوع ، نسبةً لعدم توافر المواد الغذائية ، فبعد شهر أكتوبر الماضي زادت الأزمة ولا تزال المنطقة تحت الحصار ، بسبب الحرب بين الدعم السريع والجيش ، ولا يسمح بدخول أي مواد غذائية إلى المحلية من سوق صابرين الواقع في محلية كرري ، موضحاً أنّ الحصول على البضائع أيضاً من جبل أولياء – حيث تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها – فيه خطورة بالغة على التجار الذين يتعرّضون للنهب والاعتقال وكافة الانتهاكات. وأضاف رامبو : "الوضع الإنساني في محلية أمبدة ينذر بكارثة كبرى ، والوضع الغذائي بلغ مرحلة المجاعة والخطر ، بالإضافة للنقص الحاد في الأدوية ، والحصول على الرعاية الصحية بات صعباً جداً"). وجاء خبر ثالث تحت عنوان : "لاجئون يأكلون «الجراد وأوراق الاشجار» للبقاء على قيد الحياة". ماذا كتبت الاقلام ، ونشرت الصحف والمواقع السودانية والاجنبية عن "مجاعة سنة 2024م" في السودان؟!! . (عناوين أخبار دون الدخول في تفاصيل بعضها بسبب حجم المحتوى)- 1- *- "أكبر أزمة جوع في العالم".. أرقام أممية صادمة من السودان. *-الحرب في السودان: 25 مليون شخص يعانون من الجوع وسوء التغذية. *- خمسة ملايين سوداني يواجهون شبح الجوع خلال الأشهر المقبلة 2- *- السودان على شفا "أكبر أزمة جوع في العالم".. أقل من 5% قادرون على توفير وجبة كاملة. 3- *- "الأغذية العالمي" يعلن تسجيل وفيات في السودان بسبب الجوع. *- "سودانيون يموتون جوعا".. اتهامات متبادلة والمجاعة تهدد الملايين. *- الأممالمتحدة: تضاعف عدد العائلات المتضررة جوعًا في السودان. 4- *- منظمة غير حكومية: نحو 230 ألف طفل وامرأة في السودان "مهددون بالموت جوعا". *- توقعات بوفاة نحو ربع مليون طفل في السودان بسبب الجوع. 5- *- وفاة أكثر من 500 طفل بسبب الجوع في السودان. 6- *- الأممالمتحدة تحذر من تعرض نحو 5 ملايين شخص ل"جوع كارثي". 7- *-"طفل يموت كل ساعتين بشمال دارفور".. أزمة الجوع في السودان تبلغ مستويات غير مسبوقة في ظل الصراع القائم. 9- *- المجاعة (المنسية) تهدد السودان وتحذيرات أممية من إحدى الكوارث الأسوأ في الذاكرة. (…-أدى النزاع المسلح في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو إلى مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين ونهب الممتلكات وانتشار الجوع والأمراض ، ومع توسع القتال إلى مناطق جديدة، باتت البلاد تواجه "واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة"، وفق ما قالت إيديم وسورنو نيابة عن منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أمام مجلس الأمن الأربعاء 20 مارس/آذار 2024م . المسؤولة الأممية نددت بتقاعس المجتمع الدولي وأوضحت أنه "من كل النواحي وحجم الحاجات الإنسانية وعدد النازحين والمهددين بالجوع، يشهد السودان إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة". في المجموع، يواجه حوالي 18 مليون سوداني خطر المجاعة ، أي بزيادة 10 ملايين شخص مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويعاني 730 ألف طفل من سوء التغذية الحاد. في هذا السياق ، قالت سورنو مستنكرة "يحدث استهزاء إنساني في السودان، خلف ستار من الإهمال والتقاعس الدولي. وببساطة ، نحن نخذل الشعب السوداني"، متحدثة عن "اليأس" الذي يعيشه السكان. فولكر ، قال إن المتورطين في هذه الأعمال تصرفوا باستمرار في ظل إفلات تام من العقاب وانعدام واضح للمساءلة عن الانتهاكات المتعددة التي ارتُكبت ، واستمروا في تعطيل أي محادثات ومفاوضات من شأنها أن تحقّق السلام والأمان والكرامة التي تشتد حاجة شعب السودان إليها). المصدر- "مونت كارلو الدولية"- 21/03/2024- 1–(أ)- البشير : "الناس في عهد الصحابة أكلت صفق الأشجار" المصدر- صحيفة "النيلين"- 2018/12/26- (…- في خطاب شديد اللهجة ، توعد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بقطع أيادي ما وصفهم ب(المخربين) وذلك قبيل ختام زيارته إلى مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة أمس ، يرافقه عدد من الوزراء الاتحاديين ، افتتح خلالها عدداً من المشاريع التنموية والخدمية. وقال البشير لدى مخاطبته لقاءً جماهيرياً بقرية السديرة الغربية حسب صحيفة التيار : "سوف نخرب حياتهم ونقطع أيديهم، مقراً في ذات الوقت بالأزمة الاقتصادية التي تعهد على حلها في القريب" ، وزاد : "الأزمة الاقتصادية الله بحلها"، وتابع : "الناس في عهد الصحابة أكلت صفق الأشجار"، وأوضح الرئيس أن الإنقاذ ماضية في مسيرتها ولن تنتهي ولن اذهب إلا بأمر من الشعب السوداني وليس من الخونة والمُرتزقة والعملاء). (ب)- تم قبض عمر البشير ياكل الباسطة وعاوز الشعب يأكل ورق الشجر. السؤال المطروح بشدة: " هل البرهان هو صورة طبق الأصل من التعايشي؟!!".