غادر أشر مدينة ود بنده في اليوم التالي ليوم وصوله لها متجها صوب مدينة الدم جمد ، بعد قضاء ساعات بود بندة اخذ خلالها قسطا من الراحة والاستجمام. كان ، برغم النصب الشديد الذي تغلغل في جسده ، متهيأ نفسيا لمواصلة رحلته وتحمل المشاق في ظروف صعبة وغير معلومة. وفي تقديري أن أشر ، وهو يخوض غمار رحلته الشاقة والمجهولة العواقب، يؤكد ، من حين لاخر ، أنه يمتلك إرادة قوية ويتمتع بشجاعة نادرة مع أصرار على ركوب المخاطر من أجل بلوغ مرامه. ومن المعلوم أن هذه الصفات تتوافر لدى الغربيين اكثر من غيرهم ، ما جعل منهم رواد في اكتشاف المجهول في الكثير من المناحي ولهم قصب السبق في التوثيق. ذكر أشر أن رحلته من النهود وهو متجه غربا صوب دار فور كانت الأصعب مقارنة برحلته من الابيض الى النهود. وعلل ذلك بقوله انه كان يعتمد ، اثناء عبوره مناطق شرق النهود، علي معرفة حمر ، وبالذات مرافقيه، علي وعثمان ، بتلك المناطق ، ما جعل رحلته ، وهو يعبر تلك الديار ، تتسم باليسر وعدم المشقة. ومضي قائلا انه واجه مشكلة تمثلت في نفور جمله من مواصلة السير وحيدا ، حيث اكتشف ان الجمل ، مثله مثل الانسان ، يعد كائنا اجتماعيا ، ما يجعله ينزع الي الرفقة ، اي رفقة جمال اخري ، اكثر من نزوعه الي السير لوحده ، حيث يبدو غير سعيد والحال تلك. كما ان الجمل ، وفقا لأشر ، ميال الي المكوث لاطول فترة ممكنة بالقري حيث يجد الرعاية والاكل الذي يتم تأمينه له. لذا فان سير جمله لوحده كان علي مضض ، ما اضطره ، حسبما اشار ، لحمله علي السير من خلال ضربه بالعصا احيانا. كان اشر ، وهو بعبر النجود والوهاد والفيافي الممتدة ، متجها صوب دار فور ، يحل ضيفا ، من وقت لاخر ، علي احد الاهالي بالقرية التي ينتوي قضاء ليلته فيها. ثم كان يقدم نفسه ويحيط الناس علما بالهدف من رحلته من خلال ابراز الخطاب الذي منحه له مسؤول الأمن بالنهود. غير انه اكتشف ، كما قال ، حقيقة ما ذكره له الفريد موبايل ، احد مسؤولي الامن بالنهود ، والذي أبلغه بان شيوخ القري اميون. واشار الي ان الناس كانوا يرحبون به ويستضيفونه دون الحاجة الي خطاب. وصل أشر مدينة الدم جمد ووجد هناك ثلاث تبلديات وسط المدينة. وقد قاده الفضول لمعاينة وتفحص تلك التبلديات فوجد ، لدهشته ، كتابة باللغة الانجليزية علي جذع احدي هذه التبلديات. وذكر انه عرف ان تلك الكتابة تمت بواسطة أحد الجنود الذين كانوا ضمن قوات ونجت التي عسكرت هناك عندما كانت في طريقها الي دار فور في العام 1916م بهدف مواجهة جنود السلطان علي دينار. بارح أشر الدم جمد واستمر في سيره غربا قاطعا المسافات الطويلة وكله عزم علي بلوغ هدفه. وقد أشار الي انه ، وبعد عبوره حدود دار فور عند قرية شريف كباشي، وصل بعد اسبوع من عبوره الحدود الي ابار ابو كوع (ابيار ابو كوع) حيث وجد عرب الزيادية يتحلقون ببهائمهم حول الابار بغرض الحصول علي الماء لهم ولبهائمهم. ومضي في قوله واصفا مشهد الرجال والنساء وهم مستغرقون في جلبهم للماء وما الي ذلك. كانت النساء يرتدين ، حسب وصفه ، انواعا مختلفة من الثياب المزركشة اللامعة ، وهن منغمسات في عملية جلب الماء وذلك في دراما عجيبة. وروي ، كذلك ، قصة حدثت ب(ابيار ابو كوع) تقول ان صبيا خطف (كورة/كورية) فتاة اكبر منه في السن قليلا فما كان منها الا وان امسكت بتلابيبه ثم ضربته بعصا ضربة قوية. واردف قائلا انها تعاملت معه بعنف وفظاظة بالغين ولم يستطع الفكاك منها الا بعد تدخل أربعة رجال. وقد اشار أشر الي ان العجب قد استبد به ايما استبداد وعقدت الدهشة لسانه جراء العنف الذي صدر من تلك الفتاة ، والذي جعله يوقن بان نفسيات اؤلائك الأعراب تنطوي علي الوحشية والفظاظة البالغتين. ذكر كذلك انه ، وبينما كان يتوسط تلك الجموع ويرتدي زيا كزيهم ، اذا به يحس بأنه ولج عالما اخر جد مختلف عن عالم كردفان. وزاد بقوله انه أسترعي انتباهه التغير البين في الغطاء النباتي. ذلك انه ، وحسب قوله ، فقد توارت أشجار التبلدي والهشاب بعد ان خلف وراءه دار حمر وصار بينه وبينها مسافة بعيدة. واردف قائلا انه ، ولأول مرة ، يحل بمنطقة تهب فيها هبوب(وفقا لتسميته لها) من الشمال الي الجنوب مدحرجة رمال الصحراء الليبية ومغطية الاراضي الخصبة للحزام السوداني. وقد أشار ايضا الى أنه توسط منطقة مأهولة بالعديد من القبائل منها الجليداد والبرتي وبني عمران. كما ذكر انه وجد بدو الصحراء الذين قام برحلته ، أساسا ، من اجل مرافقتهم. تعرف اشر في أبو كوع علي رجلين من عرب الزيادية أحدهما يدعي طه والاخر أحمد. ولما كان الرجلان في طريقهما الي مليط بغرض بيع اربعة جمال من ابلهما فقد وافقا علي مرافقة أشر لهما الي هناك. سأل طه أشر خلال مرافقته لهما عن الغرض من سفره الي مليط فأفاده بأنه يبحث عن بعض الاعراب هناك لمرافقتهم الي درب الأربعين. غير أن أشرا استشف ، علي حد قوله ، من خلال رد فعل طه علي ما ذكره استشف ان طه ليس لديه ادني فكرة عن درب الأربعين. واصل ثلاثتهم السير غربا ، وهم مستغرقون في الأنس والحكي فضلا عن الأسئلة التي كان يوجهها أحمد وطه لأشر والتي كانت تتمحور حول بلده وقبيلته وما اذا كان يمتلك ابلا. وقد اشار أشر الي ان مرافقيه قد عرفا أن جمله هواري (جمل هواوير) وعلقا بان خطوته في المشي ، خلافا لخطوات جمالهم ، ليست واسعة. كان حديث احمد وطه ، حسبما ذكر أشر ، يدور ، في الغالب ، عن الابل. وقد كان جملاهما مسرجين بسرجين من النوعية الممتازة وتزينهما شتي انواع الزينة. وقد اخبرا اشرا بأن نوعية سرج الجمل وزينته هما ، بالنسبة للزيادية ، عنوان وضعية الرجل الاجتماعية ودليل وجاهته ، علاوة علي انهما يمثلان مظهرا من مظاهر الجذب للفتيات ، يتم تقييم الرجل علي أساسه. وذهب اشر في سرده ذي الصلة برحلته مع احمد وطه الي انهما طفقا يتناولان ، في حديثهما ، العديد من القصص والحقائق عن قبيلتهما وغيرها. وقد احاطاه علما بفرعيها الرئيسيين وبأنها ، مثل قبيلة حمر ، تنتمي الي عرب جهينة. سأل أشر طه عن خبرته في الصحراء فرد بقوله انه سافر الي ليبيا عن طريق الصحراء مرتين. وطفق طه يحدث أشر عن المعاناة التي يواجهها المسافرون الي ليبيا عن طريق الصحراء. ومضي ذاكرا له ان الرحلة الي ليبيا تستغرق ثلاثين يوما وان المسافرين الي هناك يستقلون جمالا في سفرهم وفي معيتهم خبراء. واردف ذاكرا له ان الكثيرين منهم هلكوا في الصحراء بسبب العطش والتمزق الجسماني نتيجة السفر المتواصل لعدة أيام ونظرا لطبيعة الصحراء القاسية. وقص طه قصة لأشر فحواها ان احد اقربائه، والذي يعمل خبير طرق ، روي له ان تاجرا بدينا من نيالا سافر بمعية اخرين ، ذات مرة ، الي ليبيا ، واستبد به الاعياء فرفض الركوب في الجمل ، ما اضطر معه الخبير الي حمله في سلة (قفة) كبيرة تم ربطها بسرج الجمل. وذكر طه ان قريبه الخيبر اخبره بان ذلك التاجر عاد من ليبيا وقد صار جد نحيل جراء معاناته من مشقة السفر . كان الأنس سيد الموقف خلال تلك الرحلة الطويلة التي جمعت أشر بطه وأحمد. وقد كان أشر ، والذي ذكر ان مشاركته في ذلك الأنس قد ادت الي تحسن لغته العربية بشكل ملحوظ ، يستمع الي قصص مرافقيه بانتباه شديد مع محاولة استنطاقهما ، احيانا، للحصول علي مادة للتوثيق لرحلته تلك. سأل أشر مرافقيه عن درب الاربعين ولكنه فوجيء بعدم معرفتهما به. وأشار الي انه ادرك ، من خلال اسئلته التي كان يوجهها لهما ، أحيانا ، ان معلوماتهما العامة تنحصر في عالمهما البدوي الصغير ليس الا. تناولا ، ذات مرة ، قصص السرقات و(الهمبتة) فقص عليه احمد وطه روايات عن (همبتة) قبيلة البديات التي تقيم في الحدود التشادية. أحاطاه علما بخطورة (همباتة) تلك القبيلة وعدم تورعهم في سرقة (مرحات) بكاملها وقتل كل من يلحق بهم. وروي له أحمد ان البديات سرقوا ذات مرة ، ابل اهله ولحقهم (الفزع)، والذي كان هو بصحبته ، في جبال تقابو والتي دائما ما يختبؤون فيها. ومضي قائلا انهم تبادلوا معهم النار حيث كسر البديات رجل احد رجال (الفزع) لكنهم قتلوا، في نهاية المعركة ، رجلين من البديات وهرب البقية تاركين الابل المسروقة وراءهم. أستفسرهما أشر عما اذا كان هناك لصوص من الزيادية فردا بان كل القبائل بها لصوص. كما احاطاه علما بأن بعض الأسر تعتبر (الهمبتة) اختبارا لرجولة الرجل في حين ان بعضها الاخر لا يزوجون الشاب حتي يسرق وينزلق في عمليات (همبتة) تثبت رجولته. وأشار أشر الي انه عندما عاد الي هذه المنطقة بعد سنوات من رحلته هذه علم بأن طه قد قتل رميا بالرصاص في هجوم شنه الكبابيش ، وذلك جراء اتهامه بسرقة بهائم. واردف قائلا انه رشحت اخبار مفادها ان طه (همباتي) ذا سمعة سيئة. وأخيرا وصل ثلاثتهم الي مليط بعد أن استبد بهم الكلل والاعياء ، لكنهم كانوا ممتلؤون فرحا ، وهم يقتربون من تحقيق أهدافهم. ويتضح جليا ، من خلال وقائع رحلة أشر ، انها مدرة للمتعة والتشويق ، كما انها تتضمن معلومات تندرج في علم الاجتماع والانثروبولوجيا و الجغرافيا والتاريخ وغيرها. وليس أدل على ذلك من مجرى الحديث مع مرافقيه واستنطاقه لهما حيث تنساب المعلومات والحقائق فضلا عن الروايات والقصص الشيقة التي تمثل مادة توثيقية ثرة بالنسبة لاشر . عقب دخول اشر ومرافقيه الزياديين، طه وأحمد ، مليط ذهب كل منهم الي حال سبيله ، حيث توجه الأخيران بجمالهما الي السوق لبيعها هناك ، في حين اتجه الأول صوب مركز الشرطة. دخل اشر مكتب مدير الشرطة ووجد المدير مستغرقا في الحديث مع بعض الرجال فحياهم. ردوا التحية والدهشة مرتسمة علي محيا كل منهم. كانت وجوههم تنطق بالدهشة لدخول(خواجة) عليهم ، بصورة مفاجاة ، وهو يرتدي زيا سودانيا. ذكر أشر انه كان ، وقتها ، يلبس (العراقي) والعمامة اللذين اشتراهما من النهود واللذين لم يغسلهما بعد. سأل مدير الشرطة أشرا عن مبتغاه فذكر له انه ينتوي مرافقة بعض الأعراب الذين يسافرون عبر درب الأربعين. وما ان افصح اشر عن مراده حتي عقب المدير بلهجة استغراب قائلا : درب الأربعين!!! ثم انفجر الحاضرون بالضحك مبدين استغرابهم لما قاله (الخواجة). رد أشر بقوله : نعم ، طريق القوافل القديم الذي تسلكه في طريقها الي مصر. عقب المدير قائلا : نعم أعرفه لكن القواقل لم تعد تستقله منذ مئات السنين. وزاد المدير بقوله لأشر لا يوجد ماء بهذا الطريق حاليا ولم تعد هناك حاجة لاستقلاله نظرا لوجود طرق أخري يتوافر فيها الماء والامن أكثر منه. ذكر أشر انه تناهي لسمعه ، وهو يحاور المدير ، ضحكات من اناس اخرين كانوا يجلسون في الخلف. سأل أشر المدير قائلا له : هل هذا يعني انه لم تعد هناك ابل ترسل الي مصر؟ فرد المدير بقوله: هناك العديد لكنها لا تذهب عبر ذلك الطريق ثم انها لا تذهب من مليط كما انها لا تذهب في هذا الوقت من السنة ، حيث يكون جو الصحراء صعبا بالنسبة للبدوي دعك عن الاوربي الذي يكون الجو مميتا بالنسبة له. واشار أشر الي انه أضحي ، وقتها ، مشتتا ذهنيا جراء ما قاله له مدير الشرطة. وقال في نفسه (انني ظللت اخطط لهذا الامر لمدة سنة كاملة وقطعت حوالي خمسمائة ميل لأصل الي هنا). زاد مدير الشرطة بقوله لأشر انه يتعين عليه بيع جمله والذهاب الي حيث يريد ب(لوري). وذكر ، في معرض تعليقه علي ما تضمنه حديث مدير الشرطة من حقائق ومعلومات محبطة عن درب الأربعين ، ذكر ان جزءا من اريحية السودانيين يتمثل في انهم يقولون لضيفهم ما يود سماعه او ما يروق له. ثم زاد بقوله ، مبينا حديثه، ان الذين تحدث اليهم في دنقلا عن الدرب القديم ، اي درب الأربعين ، قد نقلوا اليه حقائق ومعلومات عن ذلك الدرب جعلته يصدق اكاذيبهم نبيلة المقصد ، وذلك لتأثرهم بحماسه الكبير لبلوغ هدفه. قابل أشر بمركز الشرطة مسؤول غابات يدعي فرح يوسف حيث تجاذب واياه اطراف الحديث ثم قام فرح باستضافته بمنزله. وذكر انه بعد ان قام بالاستحمام وتناول وجبة دسمة بمنزل فرح ، طفق يفكر في ما يجب عليه القيام به بعدئذ. وأردف واصفا رحلته ، بعد ان صدمته الحقائق التي نقلها له مدير الشرطة ، بانها لا تعدو أن تكون تمرينا علي اجواء السودان الصعبة خلال فصل الصيف. ومضي قائلا انه ، وبالرغم من قدرته علي تحمل تلك الطبيعة السودانية ، فان اي مغامرة منه لولوج الصحراء التي تفصل بين ليبيا والسودان تعد ضربا من الجنون. من جانب اخر فان فرح ذكر له ، كما قال ، انه جاء لدار فور للمساعدة في ايقاف التعرية وزوال الغطاء النباتي والغابات بفعل الزحف الصحراوي ، حيث تزحف رمال الصحراء جنوبا بمعدل عشر كيلومترات في السنة ، مما يؤدي ، وفقا لفرح ، الي تصحر الحزام السوداني الخصب بعد عقود قليلة. وذكر فرح لأشر ان القبائل هنا قد تأثرت تأثرا بالغا جراء التصحر ، حيث ان الزغاوة والبرتي والزيادية نزحوا الي المدن بعد ان نفقت بهائمهم التي تمثل مصدر رزفهم الوحيد. ومضي قائلا ان القبائل صارت تتصارع وتتقاتل علي القليل المتبقي من العشب ومصادر المياه. وقد علق اشر علي ما ذكره فرح بقوله ان نمط الحياة المعيشية التقليدي لهذه القبائل قد دمر بفعل التغيرات البيئية التي حدثت هناك ثم اردف قائلا ان من المفارقة ان تتمكن ليبيا من حل هذه المشكلة باستخدام منتجات الصناعات البترولية في حين لم يكن بمقدور السودان حلها بعد. ويتضح مما سبق أن عدم الاهتمام بالبيئة من قبل الحكومات السودانية المتعاقبة وعدم الالتفات الي مشكلة الزحف الصحراوي بدار فور وكردفان وغيرهما قد فاقما المشكلة واديا الي دمار البيئة بهذه المناطق ما تسبب في تحول ديمغرافي بسبب الهجرة الي المدن ، وقادا الي مشكل اجتماعي سياسي ظلت تداعياته قائمة حتي تاريخه وربما تستمر مستقبلا ما لم يتم حل هذه المشكلة حلا جذريا. قام أشر ، خلال اليوم التالي ، بزيارة واستكشاف السوق حيث وقف علي الصناعات الجلدية المحلية الشهيرة بدار الزيادية. ووجد حسبما ذكر، البائعات الجميلات من نساء العرب بثيابهن المزركشة ، صارخة الألوان واللائي كن يعرضن (القرب) و(السياط) والعقل والحبال الجلدية وغيرها للبيع. ثم اردف قائلا انه كانت تفوح من المكان رائحة الجلود بشكل سائد ، ما جعله يوقن بأن دار فور لا زالت بلد الجمل. وأشار بعد ذلك الي ان درب الأربعين والذي كانت تستقله القوافل قديما الي مصر كان يستخدم لأغراض كثيرة. كما ذكر ان الناس بكردفان ودار فور لا يميزون بينه وبين غيره من الطرق حيث يطلقون علي بعضها اسمه في حين انه درب اخر. ومضي قائلا ان الكبابيش والبديات والميدوب والزغاوة ما زالوا يتنقلون ببهائمهم في هذه المنطقة لكنهم لا يعرفون علي وجه الدقة درب الأربعين.