يرى كثير من المراقبين، أن الثروه المعدنية التي يتمتع بها السودان ،هي إحدى أسباب الصراع الدائر الآن بين الدعم السريع والجيش السوداني، حيث يحتل المرتبة الثانية، في إنتاج الذهب في إفريقيا والثالته في إنتاج النحاس بالإضافه إلى المعادن الأكثر أهميه مثل اليورانيوم والكوبالت وغيرها من المعادن الأخرى التي تعتبر عنصر أساسي في صناعة التقنية الحديثة.وأن وجود الشركات الأجنبية العامله في مجال تنقيب واستخراج المعادن، يؤكد على أن الصراع في السودان يأخذ منحنى الصراع علي المعادن وهو مايقود البلاد الى سيناريو التقسيم. وتري الباحثة والخبيرة الأمريكيه كاترينا دوكسي ان تعدين الذهب،ووجود قاعدة فاغنر هي إحدى أدوات تأجيج الصراع الدائر بين الطرفين، وأضافت على الرغم من الصراع في السودان ضارب في القدم الا انه خلق فرصا لجهات اجنبيه بهدف تشكيل مستقبل سياسي يهدف الي حماية مصالحها. ويذكر انه في في ديسمبر/كانون الأول 2017 بدأت مجموعة "فاغنر" بتقديم خدماتها السياسية والعسكرية للرئيس السوداني السابق عمر البشير، وقبل ذلك بشهر تفاوضت موسكو على سلسلة من الصفقات الاقتصادية والأمنية معه، وهي صفقات تضمنت على الأخص مجموعة من امتيازات تعدين الذهب لشركة "إم-إنفست" (M-Invest)، وهي شركة روسية مرتبطة برئيس شركة "فاغنر" يفغيني. وبعد سقوط حكومة البشير استعانت فاغنر بقوات الدعم السريع من أجل حماية أنشطتها في كل من السودان،وأفريقيا الوسطى وهو ما انعكس بدوره علي الصراع الدائر الآن. حيث زودت فاغنر الروسيه قوات الدعم السريع بمضادات الطيران وطائرات مسيره وأسلحة قنص حديثه وهو ماساهم في اطالة امد الحرب وصمود قوات الدعم السريع أمام الجيش السوداني لاطول فتره أظهر تنافس الشركات الاجنبيه من أجل الحصول صفقات التنقيب، وكذلك الايرادات المالية مما أدى الي تساهل الحكومه مع الشركات الاجنبيه خاصة في الجانب القانوني، الخاص بالتنقيب الذي،خلف وراءه جملة من الآثار الصحيه علي المواطن تدمير البنيه التحتيه المحيطه به إضافة إلي تهميش المواطن وعدم الاستفادة من هذه الموارد. وهو منقاد الي،صراع جديد بين الشركات الاجنبيه والسكان المحليين مما دفع بعض،الشركات للاستعانة بقوات الدعم السريع،من أجل حماية مصالحها او أنشطتها. وأورد موقع "آي نيوز" البريطاني أن شركة "كابيتال تاب القابضة" الإماراتية التي تنشط بالاستثمار، أظهرت الدعم لقوات الدعم السريع في محاولة للتأثير على السياسيين بالمملكة المتحدة بشأن الصراع في السودان. وبحسب الموقع أرسلت قوات الدعم السريع سلسلة من "النشرات الخاصة" إلى السياسيين في المملكة المتحدة، بمساعدة الشركة الإماراتية، بهدف مكافحة "الكم الهائل من المعلومات المضللة". ولدى شركة "كابيتال تاب" الإماراتية مصالح تعدين كبيرة في السودان وأفريقيا. وبحسب الموقع فإن قوات الدعم السريع أكدت أن "كابيتال تاب" ساعدتها في تصميم شعار القوات، إضافة إلى تسهيل الوصول إلى المسؤولين في الدول. وأثارت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية، أليسيا كيرنز، تساؤلات حول الدعم الدولي المقدم للأطراف المتحاربة في السودان، معتبرة أن أي منظمة تقدم الدعم أو المساعدة لقوات الدعم السريع تؤجج الصراع الحالي في السودان. وألمحت إلى أن "العقوبات قد تكون ضرورية لردع الدعم الدولي للمجموعات المتحاربة في السودان، مؤكدة أن تقديم الدعم لأحد طرفي النزاع، يهدف لإضفاء الشرعية على إحدى الجهات ورفض الانتقال السلمي بعيدا عن الحكم العسكري في السودان". وتجدر الإشارة إلى بعض الشركات الأجنبية التي تعمل في السودان في هذا المجال، وهي : شركة سينوفارم الصينية، شركة موانسل الأسترالية، شركة ريو تينتو البريطانية، شركة بي إتش بي بيريو الأسترالية، شركة تشاينا مينرال ريسورسز الصينية، إضافة إلى الشركات الروسية؛ شركة "ميروقولد" (Myrogold)، شركة "كوش" (Kush)، شركة "جيمكو" (Gemco)، شركة "روسجيو" (Rusgeo). وهكذا يتضح أن صراع الدول والشركات على المعادن في البلاد قد انعكس بدوره على حالة السلم الاجتماعي، حيث أنتج غضبًا شعبيًا للحرمان من عوائد تلك المعادن، إضافة إلى تأسيس وشرعنة قوات من المرتزقة تنتسب إلى الجيش السوداني لحماية موظفي تلك الشركات، وكان هذا التوتر أحد المناخات التي ساعدت وتساعد على استمرار الحرب.