ولا شيء غير جراح عميقة واحداث دامية وقتل ونهب ومجزرة فاقت كل خيال وتصور وفتحت شرر غضب لن تهدي ثورتها ، فكلمات التطييب الخاوية لا تهدي من روع ما اغترف ولا عبارات ألمواساة الفارغة يمكنها ان تبرد من الفاجعة فالحدث في ود نورة والمذبحة اكثر دموية وفظاعة في حق العزل ألابرياء ، وان الاجرام الممارس من قبل عصابات الجنجويد ما ترك لنافذة تعقل لتحكيم اي صوت حوار ولا بذرة لأي تعاطف للجلوس في طاولة تفاوض وعلى نفسها جنت براقش فالتمادى بالظلم والنهب والاجرام يجب أن يحسم بقوة وردع مشفي وان يقابل بصلف وحزم قوى وان القصاص العادل يجب أن يتم على رؤوس الاشهاد ليعرف الجنجويد ومن شايعهم في الاجرام ان دم الابرياء لن يروح هدر تحت نزوات الساسة وعرابدة الماخورات وتحت طاولات التسويات. ان التهاون الذي يسلكه الجيش والبطء اغرى الغوغاء والنطايح في استباحة كل حرمة والقتل بشراهة للابرياء والنهب الممنهج في قرى الجزيرة مما ضاعف من معاناة أهلها وزاد من حنق وغضب سكانها لان ما يحدث يشكك في منهجية الجيش في المعارك ويهز شعرة الثقة الواهية التى باتت أضعف من يغذيها حدث فالانتصارات في الميديا تخدير فقط وتغطية للفشل وصناعة للحيرة ونطح لخزف فما نراه على الارض هو الحقيقة مجردة من الزيف ، ان الخذلان لاهلنا في الجزيرة والسكوت عن ما يغترفه الجنجويد من مذابح عار لا يمكن الصمت عليه ، وان الحق الذي نصدح به نقوله جزما انه ان الأوان ان تتغير قيادات الجيش من اعلى الهرم الى ادناه فما تظهره المعارك اكبر من كفاءتهم وشجاعتهم وبسالتهم ومن ان يقود إلى نصر فلا زال الجيش يتقوقع في محمياته فقط بجلبة بدون طحين . وخزة: وقوفنا مع الجيش لا يعنى رضانا عن خذلانه وتقهقره والصمت عن أفعاله وكفى دفن للرؤؤس فالشواهد لا تكذب والأحداث في ود نورة لا تحتاج لبرهان.