غابت فترة طويلة بسبب ظروف المرض ورحلة علاجها خارج مصر، وعادت على شاشة رمضان الماضي بثلاثة مسلسلات («في حضرة الغياب» مع فراس إبراهيم، و«عابد كرمان» مع تيم حسن، و«تلك الليلة» مع حسين فهمي)، واعترفت بأن عودتها كانت مهمة لأنها تحتاج إلى العمل والمال، ورغم ذلك كانت حريصة في الوقت نفسه على اختيار أعمال جيدة. الفنانة الشابة ميرنا المهندس تتكلم في هذا اللقاء عن تلك الأعمال، والخدعة التي تعرضت لها، والسؤال الذي يجر عليها الأحزان، وحقيقة خلافها مع حسين فهمي، وعلاقتها بحمادة هلال، وشائعة وفاتها التي وصلت إلى درجة تقديم العزاء لوالدتها، وعندما سألناها: أي قرار تشعرين بأنه كان صائباً ارتداء الحجاب أم خلعه؟ فاجأتنا قائلة: «أفكر في الحجاب من جديد». - ما هوسبب غيابك طوال الفترة الماضية؟ لم يكن الغياب بإرادتي، ورغم ذلك حاولت أن أكون موجودة، فشاركت خلال السنوات الماضية في عدد من الأفلام السينمائية، مثل «أيظن» مع حميد الشاعري ومي عز الدين، و«العيال هربت» مع حمادة هلال وبشرى وماجد الكدواني، و«عبده مواسم» مع محمد لطفي وعلا غانم، و«يوم ما اتقابلنا» مع الفنان محمود حميدة، وبالنسبة الى المسلسلات للأسف لم تعرض عليَّ أعمال جيدة أو أدوار مميزة لأشارك فيها. - لكنك ظهرت في رمضان الماضي في ثلاثة مسلسلات، فهل كانت جميعها أدواراً مميزة؟ كان شرطي الأساسي للموافقة على أي عمل درامي، أن أشعر بالمتعة فيه لكي أتمكن من إمتاع الجمهور، مع الأخذ في الاعتبار أن مسلسل «عابد كرمان» صورناه العام الماضي ليعرض في رمضان2010، ولكن لدواع أمنية أرجئ عرضه، أما هذا العام فاخترت بعناية العملين اللذين ظهرت فيهما، وهما «في حضرة الغياب» مع النجم السوري فراس إبراهيم، و«تلك الليلة» مع الفنان حسين فهمي وصديقتي داليا مصطفى، ومن تابعهما سيلاحظ أن الدورين لم يكونا تقليديين. - ظهورك في ثلاثة أعمال مرة واحدة ألم يقلقك؟ لا، لأسباب عدة، منها أني كنت أحتاج إلى العمل وللمال لكي أعيش، كوني لا أعمل في مجال آخر غير الفن، وليس لديَّ أي مصدر رزق آخر، ولذا كان من الضروري أن أعمل. ولكن في الوقت نفسه كنت حريصة على أن تكون أدواري بعيدة تماماً بعضها عن بعض ولا يوجد أي شبه بينها. - وهل تمكنت من متابعة المسلسلات الثلاثة التي تظهرين فيها؟ للأسف لم أتابعها جيداً، أولاً بسبب مواعيدها المختلفة، وحرصي طوال شهر رمضان على قراءة القرآن الكريم، وأداء الصلوات في أوقاتها، وكذلك الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية لممارسة بعض التمرينات الرياضية لكي أستعيد رشاقتي. كل هذه العوامل منعتني من المتابعة، ولكني سأتابعها خلال العرض الثاني لها. - ماذا تقولين عن مسلسل «في حضرة الغياب»؟ الحمد لله أني وافقت على المشاركة في هذا المسلسل الذي أعتبره نقطة فاصلة في مشواري، وذلك لأنني كنت البطلة المصرية الوحيدة أمام الفنان فراس إبراهيم الذي جسد شخصية الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش. وللعلم فقد استمتعت جداً بالعمل في هذا المسلسل، خاصة أن معظم مشاهده كانت خارج مصر، والتقيت فيه عددا كبيرا من النجوم من مختلف الدول العربية، وقد تعلمت منهم لأن الاحتكاك أمر جيد للفنان. وهناك رأيت أيضاً كيف يحب العرب المصريين، وهو ما زاد من حبي لأفراد فريق العمل الذين أتمنى أن تجمعني بهم أعمال أخرى. - كيف تتحدثين عن المسلسل بكل هذه الحماسة رغم أنه لم يحقق نجاحاً كبيراً في ماراثون رمضان؟ بالعكس المسلسل حقق نجاحاً كبيراً، ولكن لابد أن تضع في اعتبارك أن العرض الأول لمعظم المسلسلات يكون ظالماً لها، ولا يحقق النجاح، ولكن بعد رمضان يخف الضغط على القنوات، ويبدأ العرض الثاني الذي دائماً ما ينصف الكثير من المسلسلات. ولعلك تلاحظ في كل عام مسلسلات كثيرة تنجح بعد رمضان. وفي أي حال المسلسل حقق نجاحاً كبيراً، على الأقل من وجهة نظري. - هل ترين أن الهجوم الكبير الذي تعرض له المسلسل قلل من نجاحه؟ من الممكن أن يكون كلامك على درجة كبيرة من الصحة، فرغم أن بعض الفنانين يحبون أن تكون هناك مشاكل حول أعمالهم لأنها تساهم في انتشار أكبر وتحقيق نجاحات إضافية فإن مسلسل محمود درويش كان وضع مختلفاً، أولاً لأن الشاعر محمود درويش كان على قيد الحياة منذ وقت قريب، ومازال أصدقاؤه ومن عايشوه على قيد الحياة، وبالتالي يرون الكثير من الأخطاء، ويريدون أن يروا محبوبهم بصورة أفضل مما ظهرت. ولكني متأكدة أننا لو أحضرنا الفنان الراحل رشدي أباظة ليؤدي الدور لما أعجبهم أيضاً. - ولكن الاختلاف لم يكن فقط على تجسيد الفنان فراس إبراهيم لشخصية محمود درويش. أولاً الفنان فراس إبراهيم، وهو منتج المسلسل، حرص على أن يكتب على تيتر المسلسل «رحلة مع محمود درويش»، وكان هدف الاسم هو تعريف الناس به. وثانياً لن أستطيع أن أصف لك مدى حب الفنان فراس إبراهيم للشاعر الراحل محمود درويش، ويكفي أنه عندما أصيب في حادث سير أثناء تصوير المسلسل لم يجلس في بيته، وإنما كان يحضر يومياً ليرى تصوير العمل، وكان دائماً يقول «لا أريد ربحاً من هذا المسلسل، ويكفي أن يعرف المشاهد العربي من المحيط إلى الخليج من هو محمود درويش الفنان والإنسان»، فهو للحق والأمانة من الفنانين الذين يضحون بأموالهم وبوقتهم وصحتهم من أجل الفن، وهذه النوعية لم تعد موجودة في هذا الزمان.