اتهمت الأمريكية شارون بايلك المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية هرمان كين بالتحرش الجنسي بها عندما كانت تبحث عن عمل في أعوام التسعينيات. وعقدت شارون، وهي موظفة سابقة في اتحاد للمطاعم ، مؤتمرا صحفيا الثلاثاء قالت فيه إن كين رفع ملابسها وحاول لمس أجزاء حساسة من جسدها، كما طالبها بأفعال جنسية حميمة ، وذلك أثناء مقابلة شخصية أجراها معاها باعتبارها متقدمة لإحدى الوظائف. ويعد هذا الاتهام هو الرابع من نوعه ضد كين منذ إعلانه نيته الترشح لرئاسة الولاياتالمتحدة في الإنتخابات المقرر إجراؤها العام القادم. وسارع منظمو حملة كين إلى إصدار نفي قاطع في بيان قالوا فيه إن "مزاعم التحرش ضد المستر كين كاذبة بالكامل". ويذكر ان كين هو مليونير أنشأ ثروته من مطاعم البيتزا ثم أصبح رئيسا لاتحاد أصحاب المطاعم في الولاياتالمتحدة، كما أنه يعد أحد أبرز المرشحين في مواجهة الرئيس باراك أوباما. ونشر موقع "بوليتكو" الإلكتروني الأمريكي الذائع الصيت في الأسبوع الماضي تقريرا قال فيه إن امرأتين على الأقل تقدمتا بشكاوى تتعلق بالتحرش الجنسي ضد هرمان كين خلال التسعينيات. ثم تقدمت امرأة ثالثة بشكوى مماثلة بعد أيام من نشر ذلك التقرير. ولكن شارون بايلك هي أول امرأة تجهر باتهامها لكين بالتحرش الجنسي بها. وشرحت في المؤتمر الصحفي أنها قابلت كين للمرة الأولى عندما جلست هي وصديقها إلى جواره أثناء الاجتماع السنوي لاتحاد أصحاب المطاعم ، وقالت إن انطباعها الأول عنه كان أنه "ودود ولطيف". وبعد شهر فصلت من عملها كمديرة للصندوق التعليمي التابع للاتحاد ، واقترح صديقها أن تتصل بكين لمساعدتها في البحث عن وظيفة جديدة. ووافق كين على مقابلتها في واشنطن دي سي في منتصف يوليو/تموز عام 1997، ولم تشك في شيئ عندما طلب أن تكون المقابلة في غرفة في أحد الفنادق. وتقول إن وقائع التحرش الجنسي حدثت بعد تناولها العشاء مع كين الذي وعدها بوظيفة هامة على مستوى التبادل بين الولايات داخل الإتحاد. ولكن بدلا من أن يدعوها لمكتبه لمناقشة تفاصيل الوظيفة فوجئت به يرفع ثوبها ويحاول الوصول بيده إلى أجزاء حساسة من جسدها. كما حاول حذبها للقيام بفعل جنسي حميم آخر. وقالت أمام الصحفيين إنها حاولت أن تتماسك وتسترد رباطة جأشها وسألته "ما الذي تحاول أن تفعله؟" ، فأجابها " أنتي تريدين الوظيفة ، أليس كذلك؟". ثم شرحت شارون للصحفيين ما حدث بينها وكين بقدر كبير من التفصيل الذي يوحي بأن الواقعة تتجاوز مجرد التحرش الجنسي إلى محاولة الإغتصاب أو التهجم الجنسي. ويقول محللون إنه بغض النظر عن الموقف القانوني في هذه الحالة، فإن رد الفعل الأولي هو أن المستقبل السياسي لكين قد أصبح أمرا من الماضي. ومع ذلك فإن كين ينفي ذلك الإتهام الذي قد يصعب إثباته بعد كل تلك السنوات. ولكن ما يزيد الطين بلة في حملة كين للرئاسة أنه اعترف الأسبوع الماضي أن واحدة من النسوة الثلاث اللاتي اتهمنه بالتحرش الجنسي قد تقاضت تسوية مالية خارج المحكمة. وذكرت أنباء أن تلك المرأة تقاضت 45 ألف دولار ، كما أنها أصدرت يوم الجمعة الماضي بيانا من خلال محاميها قالت فيه إنها "تصر على أن المستر كين قد ارتكب معها أفعالا بذيئة وحاول استدراجها لأشياء لا ترغبها". وأكدت أنه بالرغم من أن اتفاق التسوية المالية يعفيها من شرط السرية ، إلا أنها تفضل عدم الكشف عن اسمها. وقد هبت دوائر الإعلام الأمريكية وخاصة محطات التلفزيون والإذاعة الخاصة للدفاع عن كين من خلال حملة مناهضة لما تقول إنه محاولات من "الصحافة الحرة" لتدمير سمعة مرشح محافظ مثله. ولا يزال كين يحظى بتأييد عدد كبير من الأنصار الذين يرون فيه تجسيدا لفكرة الرجل العصامي القوي الذي صعد بنفسه وثروته من الصفر إلى القمة ، ولكن في حال ظهور امرأة خامسة بادعاءات مماثلة فإن هؤلاء الأنصار قد يفكرون بشكل مختلف. ومن المؤكد أن رواية شارون بايلك ، رغم كل ما تحمله من تفاصيل دقيقة وحميمة ، قد لا تكون وحدها هي القاصمة لمستقبل كين وطموحه في سكنى البيت الأبيض ، ولكن هناك إجماع على أنها ستلحق به الكثير من الضرر. وإذا قدر لكين أن يفوز بترشيح الحزب الجمهوري كي يخوض سباق الرئاسة قبل أن يتمكن من تسوية هذه المسألة ، فإنه سيصبح هدفا سهلا لسهام خصم عنيد مثل الرئيس أوباما.