تدرس إدارة القطارات في المشاعر المقدسة خلال السنوات المقبلة تشغيل مجموعة من الفتيات، واللاتي تتركز مهامهن في توجيه السيدات داخل عربات القطارات وأمام البوابات، وذلك بعد تأهيلهن ضمن دورات متخصصة في هذا المجال. وذكر ل«الشرق الأوسط» فهد أبو طربوش، مدير عام القطارات في المشاعر المقدسة أنه تمت الاستعانة هذا العام بنحو 4500 شاب سعودي للعمل في المشروع، والذين تم تأهيلهم في إدارة الحشود والمحطات وغرف الكنترول، لافتا إلى أن هؤلاء الشباب يعدون نواة المشغلين لمشاريع القطارات المقبلة في السعودية. أصوات 27 شابا سعوديا تتعالى مع كل رحلة قطار، والذين يعملون في 9 محطات على ثلاث ورديات لكي يوجهوا الحجيج ويقدموا لهم الرحلات والنصائح من وقت لآخر، حيث يساهمون في نقل ما يقارب 720 ألف حاج يوميا ضمن مهنة جديدة دخلت على موسم الحج، واتخذت لها موقعا كإحدى أهم الوظائف في الحج. وهنا، علق مدير عام القطاعات في المشاعر المقدسة قائلا: «تم تدريب هؤلاء الشباب في دورات تختص بهذا النوع من الوظائف، فضلا عن اختيارهم وفق معايير تتمثل في خامة الصوت والإلمام باللغة الإنجليزية». وأشار إلى أنه تم تشغيلهم في 17 قطارا و12 عربة، حيث تبلغ سعة العربة الواحدة نحو 250 راكبا، في حين تصل الطاقة الاستيعابية للقطار الواحد إلى أكثر من 3 آلاف حاج، مبينا أنه سيتم تشغيل كافة القطارات بشكل آلي بواسطة التحكم عن بعد ودون سائق. وأضاف: «سيتم الانتهاء من مركز إدارة وتخزين القطارات على مساحة 800 ألف متر مربع، ويشمل مخزنا للقطارات وورشا للصيانة ومبنى التحكم الرئيسي للتشغيل، إلى جانب المباني الإدارية وسكن العاملين». ويعد قطار المشاعر، بحسب فهد أبو طربوش، أكبر قطار في العالم يستقبل مثل هذا العدد من الحشود في وقت قصير، نافيا في الوقت ذاته وقوع إصابات لأي من الحجاج أو العاملين في القطار خلال فترة تشغيله. وكان مدير عام القطارات في المشاعر المقدسة، قد أفاد ل«الشرق الأوسط» في وقت سابق، بأن عمل القطارات لن يتوقف مع انتهاء مناسك الحج، بل ستتم الاستفادة منها في رمضان ومواسم العمرة. وبين آنذاك، أن السيارات القادمة من طريق الطائف سيتم حجزها في المواقف القريبة من محطة عرفات «رقم 3»، بينما توجه سيارات القادمين من جدة إلى مواقف سيارات «دقم الوبر» بجوار محطة مزدلفة «3»، لينتقلوا إلى منطقة الجمرات، ومن تتم خدمتهم، بالرحلات الترددية، وذلك بالتنسيق مع النقل الجماعي حتى تنتهي الدراسات اللازمة لربط قطار المشاعر بالحرم المكي الشريف، ومنه إلى محطة النقل الخاصة بقطار الحرمين. ويبلغ طول خط القطار نحو 20 كيلومترا بمسارين مرتفعين عن الأرض، بحيث تخلى الشوارع من المركبات للاستفادة منها لسيارات الطوارئ والخدمات، ويبدأ المسار من محطة «الجمرات» على طريق الملك عبد العزيز عند المستوى الخامس لمنشأة الجمرات الحديثة، ويمر وسط طريق الملك عبد العزيز مرتفعا عن الأرض بمشعر منى إلى مزدلفة ومنها إلى عرفات. يشار إلى أنه تم اختيار القطارات لتكون مرتفعة عن الأرض، فضلا عن اختيار مواقعها بعناية فائقة، والتي تتضمن ثلاثة مواقع في عرفات ومثلها في مزدلفة، وثلاثة أخرى في منى.