بعدما أجبرت المحاكم الألمانية شرطيا ألمانيا على التكفل بإعالة طفل ليس ولده، لعدة سنوات، بسبب قانون يسمح للأم بالتكتم على اسم الأب الحقيقي، قررت محكمة كارلسروه العليا أمر الأم بالبوح باسم عشيقها السري، تمهيدا لتحميله مبلغ الإعالة الذي كان الشرطي يدفعه. بدأت قصة «فرخ الكوكو» - كما عرفت القضية - مع الشرطي المسكين عام 2006 مع ولادة الطفل، لكنه أمضى 5 سنوات أمام المحاكم كي يستطيع انتزاع حقه. ومعروف أن طائر الكوكو «العجزان» يدس بيضه في أعشاش الطيور الأخرى تخلصا من مشقة الجلوس على البيض، وهو سبب تسمية طفل الخطيئة البشري بال«كوكو». الشرطي عانى، سنة كاملة، الشكوك التي قضت مضجعه قبل أن يكشف علاقة زوجته مع عشيق سابق لها منذ فترة ما قبل الزواج، ثم احتاج إلى فترة طالت لعدة أشهر أخرى كي يثبت الطب الشرعي، من خلال الحمض النووي، أن الطفل لا يعود له. ثم حدث الانفصال، وتلاه الطلاق الرسمي بعد سنة أخرى من الانتظار، لكن طوال الوقت كان الشرطي «المخدوع» يواظب على دفع الإعالة للطفل بانتظار قرار منصف من المحكمة. محكمة مانهايم، حيث تسكن عائلة الشرطي، كانت قد أجبرته، باعتباره «الأب» خلال هذه الفترة على دفع مبلغ 1200 يورو لشراء حاجيات للطفل، إضافة إلى مبلغ يزيد على 5000 يورو للإعالة على الرغم من صدور قرار الطب الشرعي حول أبوة الطفل. واستمر الشرطي بالدفع لفترة أخرى بانتظار الكشف عن أب الطفل الحقيقي. ومن ثم صار الأب الحقيقي يدفع مبلغ 220 يورو إعالة شهريا، إلى أن صدر قرار المحكمة العليا ضده، لكنه ظل مجهول الهوية بسبب القوانين السائرة. وكان يوصل المبلغ، حسب ادعاء الأم، عبر أصدقاء ل«العائلة»، وهذا إلى أن أصدرت المحكمة العليا، أعلى محاكم البلاد ومقرها مدينة كارلسروه بجنوب غربي ألمانيا، قرارها بالفرض على الزوجة كشف اسم عشيقها الأب الحقيقي لطفلها. ومهد القرار بالتالي الطريق أمام الشرطي لاستعادة مبلغ يقترب من 10 آلاف يورو كان على الأب الحقيقي تحملها.