حزب التغيير الديمقراطي الذي ولد بأسنانه سرعان ما دب الخلاف وسط قيادته خصوصاً بعدما أعلن الحزب فصل أمينه العام شارلس كاسنقا، وذلك للمرة الثانية بعد مؤتمره التأسيسي الأول الذي فصل الحزب فيه نائب الرئيس أنور في العام الماضي .. هكذا مرت الأيام ودارت عجلة التاريخ مرة ثانية معلنة في بيان تحصلت الحقيقة على نسخة منه فصل اللجنة التنفيذية القومية للحركة الشعبية (التغييرالديمقراطي) شارلس برنابا كاسنقا الأمين العام للحزب، مشيرًا الى أنه خالف دستور التنظيم والنظام الأساسي، وقال البيان إن أجهزة الحزب رصدت تحركات وصفتها بالمريبة ل (كاسنقا) مع قيادات من الحركة الشعبية لشق صف (التغيير الديمقراطي)، وأكدت أنه عقد عدة اجتماعات مع قيادات من منطقة الإستوائية بمنزله لاستقطابهم لصالح الحركة الشعبية، وأكد البيان أن شارلس رفض تسليم المستندات والممتلكات الخاصة بالحزب وغادر الى مدينة جوبا وحاول تهريب عربة الحزب الى مدينة الرنك مع أحد ضباط الجيش الشعبي.هذا هو فحوى البيان.. لكن كاسنقا الذي أعلن انضمامه للحركة الشعبية بقيادة الفريق سلفاكير ميارديت قال ل(الحقيقة) في اتصال هاتفي إن حزب التغيير الديمقراطي الذي يقوده د. لام اكول صورة كربون من أصل المؤتمر الوطني وسيكشف ذلك لشعب جنوب السودان عامة. ويقول كاسنقا إنه يرفض ذلك تماماً وأوضح أن د. لام اكول خدعهم منذ البداية لكنه عندما تولى منصب الأمين العام للحزب بدأ يكتشف أشياء ليست في حسبانه وتأكد له في آخر المطاف أن المؤتمر الوطني هو الذي يوجه حزب التغيير الديمقراطي باستر اتيجيته وسياساته وأن لام اكول ما هو إلا أداة لتنفيذ مخطط بالجنوب اضافة الى القبلية التي تسود جذور الحزب بعد التفاف أهل وأقارب اكول حوله وعدم فسح المجال للآخرين. وأوضح كاسنقا أن رئيس الحزب لام اكول له سياسات غامضة في الحزب لا يريد أن يعرفها احد وهذا ما يجعل التغيير الديمقراطي بحاجة الى تغيير ديمقراطي داخلي لأن الدكتاتورية التي يقود بها لام الحزب لا ولن تقدمه خطوة واحدة، وذكر أنه خرج طوعاً من الحزب وسيملك الحركة الشعبية الأم كل المعلومات التي لديه وسيفضح لام اكول أمام شعب الجنوب بأنه "غواصة" لا يملك رؤية سياسية تجاه الجنوب.. بعد انشقاق الأمين العام للتغيير الديمقراطي وقبله انشقت مجموعة لنفس الأسباب وكل المؤشرات تؤكد أن العواصف الرعدية بدأت تتفجر داخل التغيير الديمقراطي ولكن الزوابع تخفي الحقائق المدفونة. وقال أندرو كور شوانق المحلل السياسي ومراسل قناة البي بي سي التلفزيونية في جوبا قال إن حزب التغيير الديمقراطي الذي يقوده د. لام اكول ما هو إلا محاولة من محاولات لام اكول المتكررة للفت من عضد الحركة الشعبية وأنه اصبح مترهلا بأفكاره وانتماءاته وأن سلبياته اكثر وليست له ايجابيات من أساسه، وقال إن هذا الحزب عنوانه وبرنامجه وأطروحاته فاشلة، ويتساءل محدثنا: "متى يعي د. لام اكول ويفكر في مصلحة الجنوبيين الذين عانوا من ويلات الحرب على مدى نصف قرن من الزمان". ويقول إن لام اكول من المساهمين في زيادة هذه المعاناة.. ويقول ان أغلب السياسيين والمحللين يرون ان حزب التغيير الديمقراطي حزب فاشل سياسياً لأنه تكوّن في الزمن الخطأ ويتخبط في تحركاته السياسية، فالفشل السياسي ظل يلازم حزب التغييرالديمقراطي في الخطط والأهداف وهي من طبائع لام اكول منذ ان كان طالباً . وفي هذا الاتجاه يقول الدكتور اُطوم داك القيادي بالحركة الشعبية ان د.لام اكول معروف في قبيلة الشلك بأنه رجل الفتنة وأينما حل اكول حلت معه الفتنة وأضاف داك: نحن كقيادات من قبيلة الشلك نراهن على ان لام اكول غير مرغوب فيه في القبيلة ناهيك عن الجنوب لأنه يريد ان يفتن قبيلة الشلك مع الجنوبيين وهذا من أكبر الأخطاء التي ارتكبها لام أكول في حق قبيلة الشلك وأوضح داك أن رث قبيلة الشلك تبرأ من لام اكول وهذا من اكبر اللعنات في العادات والتقاليد والعرف السائد في القبيلة، واكد أن لام اكول سيظل في حالة عدم استقرار سياسي طوال حياته ما لم يرجع الى صوت العقل والمنطق في هذه المرحلة الحساسة في تاريخ جنوب السودان. تقرير: ملوك ميوت