بدأ هذا الأسبوع في عمان تصوير الفيلم الأردني الروائي 'فرصة مريم' لمخرجته هنادي عليان، بطولة الممثلة سناء أيوب، إدارة الإنتاج منى دروزة، ضمن مشروع 'أفلام بديلة' الذي تشرف عليه الرواد للصوتيات والمرئيات بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، والمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية، بهدف تجشع صناع الأفلام الأردنيين لتطوير الإنتاج السينمائي الأردني. ويناقش فيلم فرصة مريم' الذي كتبت نصه عليان أيضا، ومن بطولة حكاية امرأة خجولة اسمها مريم- تعيش وحدها، تخشى المجازفة، وقد اعتادت حياه العزلة. لا تبذل جهدا ليشاركها احد حياتها، ولا تبادر إلى ذلك، ليس من أولوياتها، أو اهتماماتها أن تلفت نظر الناس، ولا تكترث بان يبدي احد اهتماما بها. حتى وقوع حدث معين في الفيلم. ففي أحد الأيام تجد باقة من الزهور داخل منزلها، ممن يبدو أنه معجب، هذا الحدث، وبضع أحداث أخرى تكشفها صيرورة الفيلم، إذ تتحول عواطفها من الخوف إلى المفتونة، من شخص مهدد إلى شخص سعيد. قد تبدو مريم كشخصية ضعيفة تخاف من العلاقات، ومع ذلك، فإن المعنى الضمني لهذا الفيلم كما تقول عليان- هو أنها امرأة قوية تعيش وحدها في المجتمع العربي خلافا لما هو سائد. الفيلم الذي يجري تصويره الآن في عمان، تبذل أسرة الفيلم جهودها ليشكل فيلما مميزا في مسيرة السينما الأردنية، ومن المتوقع أن يقام العرض الأول له خلال شهرين. وفيلم 'حكاية مريم' ليس الفيلم الذي تنجزه عليان، التي تطمح من خلال فيلمها زيادة الإقبال على السينما الأردنية، من خلال فيلمها الذي يناقش قضية اجتماعية حول الخيارات التي ينحاز لها الإنسان في حياته وأثرها في مسيرته. مخرجة ومؤلفة الفيلم هنادي عليان، حاصلة على دبلوم صناعة الأفلام من الجامعة الاسترالية، وهي نجمة المنتخب الوطني لكرة السلة سابقا، كانت أنجزت فيلما يتحدث عن واقع كرة السلة الأردنية ناقش أسباب تراجع مستواها، وكانت هنادي صورت العديد من اللقاءات مع اللاعبات القدامي، ومن الجيل الحالي ومع مسؤولي اللجنة الاولمبية وإعلاميين. وترى بطلة الفيلم سناء أيوب، أن شخصية مريم، تعد غنسانة كثيرا ما نشاهدها في حياتنا، وهي إنسانة تعيش وحدها، حياتها روتينية، لديها ما يشبه عقدة الأمن، أو الخوف، وعندما تأتيها الفرصة، تضيعها، لكنها تتغير.. في الفيلم.. وهذا ما سنشاهده في الفيلم. وسناء التي درست الإخراج والتمثيل في أمريكا، والتي تقوم بتمثيل أول فيلم لها في الأردن، سبق لها أن شاركت في أمريكا ببطولة عدة أفلام وثائقية وروائية، وأعمال مسرحية، حيث أدت على المسرح أعمال لشكسبير، ومسرحية كساندرا، وتحكي قصة حقيقية تكشف رفض الناس دراسة الطب بالنسبة للفتاة. من جهتها تقول مديرة الانتاج في الرواد للصوتيات والمرئيات، أن أن مصطلح 'أفلام بديلة' بدأ يظهر مؤخرا بصورة لافتة، فهي فرصة مهمة للناس كي يتعرّفوا على أفلام بديلة تكسر احتكار الأفلام التجارية التي تعتمد بأغلبيتها الساحقة على المؤثرات والتقنية، لا الإبداع واللقطة والقصة والمضمون، فهي فرصة للتعرف على تجارب ورؤى سينمائية جديد، وفرصة للإعجاب بفيلم لسبب غير الانبهار، وهذه النوعية من الأفلام قيد الإنتاج 'الروائية'، و'الوثائقية'، تتضمن أفلاما تتناول العلاقات وقابليتها الشديدة للكسر والتحديات التي تواجهها والمساومات التي تتضمنها، وستتواصل على مدار السنوات المقبلة. وترى دروزة أن المثير للاهتمام في مشروع 'أفلام بديلة' أنه ينتج أفلاما تتناول زوايا تختلف عن وعي كامل وسبق إصرار وترصّد، تنحاز إلى ضرورة الثقافة- ومنها السينما- لحياة الناس هنا، وبمحاولات القيّمين على المشروع للنهوض به ثقافيا، وعرضه قريبا جدا، على محبي السينما في الأردن. وتزيد: إنها سينما بديلة' تخترق حسابات السوق' وتهدف إلى تطوير العلاقات بين المشاهد وما يرى، بعيداً عن الأفلام التجارية، وهي سينما مختلفة عما اعتاد المشاهد عليه، تماماً كما يحدث في مهرجانات السينما التي تحاول ترسيخ نوعية مبدعة من أفلام بديلة (غير تجارية) تطرحاً فكراً وصورة ترتقي بثقافة الجمهور وتنمي ذوقه تجاه قضايا وموضوعات تتحرر من شروط الإنتاج النمطية وارتهانات السوق، وتسبح بخيال المتفرج وتساعده في أن يتعرف على حقيقة ما يراه ويتأثر به. وأعربت دروزة عن أملها بانتشارهذه التجربة، وأهمية دعم السينما البديلة التي لا تعتمد على نجم، ولا يهمها ضخامة الإنتاج، وأجور الكبار، وتخترق الحواجز بحرية بعيداً عن حسابات السوق المعقدة، وأن يتواصل دعمها من هيئات تحمل على عاتقها تلك التجربة التي تقدم نوعية مختلفة من الأفلام، تهدف إلى التقليل من سيطرة الأفلام التجارية على صالات السينما المحلية، وبالتالي تقديمها للجمهور وأهل السينما المهتمين بهذه الظاهرة التي نتمنى لها الزيادة والانتشار، كونها تسلط الضوء على القضايا المعاصرة والمبتكرة لدى جمهور السينما، وتهدف إلى تمكينه من مشاهدة نوعية أخرى عن تلك التي أعتاد عليها في صالات السينما. وتضيف دروزة قائلة: إن استمرارية مشروع 'أفلام البديلة' يساهم في تعزيز قيم ومهارات التفكير الإبداعي لدى جمهور السينما ويوسع مظلة المشروع التي يمكن لها تفعيل مبادراتها التي تسعى من خلالها إلى الارتقاء بذوق وثقافة المشاهد السينمائي، وتعزيز الشراكة والتفاهم المتبادل في محاولة لتأكيد لغة الحوار وتطوير العلاقات بين الشعوب والدول، ويأتي هذا المشروع للأفلام البديلة بهدف تطوير صناعة أفلام أردنية قابلة للعرض في دورالسينما في جميع أنحاء الأردن. وكانت سناء أيوب أدرات خشبة المسرح لمسرحية 'الميزان' للمخرج حاتم السيد والتي عرضت في مهرجان مسرح الكبار مؤخرا في عمان، وكذلك ضمن فعاليات معان مدينة الثقافة الأردنية 2011 تم عرض وذلك على مسرح جامعة الحسين قاعة الأردن. وكانت منى دروزة صاحبة الخبرة الطويلة في إدارة إنتاج المشاريع التلفزيونية، من ضمن خمسة من صناع الأفلام الأردنيين شاركوا ضمن فعاليات مهرجان (كان) السينمائي في دورته الرابعة والستين الحادي عشر بفرنسا هذا العام 2011، وذلك بدعوة من غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في الأردن، والتي كانت أعلنت بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام عن مبادرة يجري بموجبها اختيار خمسة أشخاص لحضور المهرجان من بين العاملين في حقل صناعة الأفلام الأردنية. جاءت هذه المبادرة بعد حراك أخذت تشهده الحياة الثقافية المحلية في مجال صناعة الأفلام، وبروز العديد من الطاقات والمواهب. القدس العربي