برلين - بيتر أوف دير هايد - ملايين من الأطفال في جميع أنحاء العالم يحلمون بالشروع في احتراف كرة القدم ، ولكن القليل منهم فقط ينجح في تحقيق هذا الحلم. باباك رافاتي /41 عاما/ ، واحد من قليلون نجح في إدراك حلمه ، ولكن الحكم الألماني ذو الجذور الإيرانية ، أيضا واحد من هؤلاء الذي أثبتوا أن تحقيق الحلم الشخصي لا يكون دائما بالكافي. ورغم أن رافاتي ليس لاعب كرة قدم محترف ، لكنه انضم إلى قائمة حكام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وبالتالي فإنه قادر على إدارة أقوى المباريات. وفي سن الحادية والأربعين ، يمكن لرافاتي أن يتطلع إلى البقاء عدة سنوات في التحكيم في أعلى المستويات والعديد كان يعتقد أن أرفع وسام يمكن أن يناله الحكم ، هو إدارة مباريات في كأس العالم. وكان من المقرر أن يقوم رافاتى بتحكيم مباراة بين كولون وماينز أمس السبا ولكن قبل التوجه الى استاد كولون وجده زميلاه الحكمان المساعدان غارقا فى بركة دماء فى غرفته بالفندق حيث حاول الانتحار بقطع شريين يده.وتم تأجيل المباراة قبل دقائق من موعد إقامتها بسبب غياب رافاتي . وأكد متحدث باسم الشرطة في كولونيا أن رافاتي حاول إنهاء حياته خلال تواجده في أحد فنادق كولونيا ، لكنه نجا من الموت وأصبحت حالته مستقرة الآن. وقال المتحدث في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "عندما استدعينا إلى الفندق وجدنا شخصا مصابا.. واتضح أنه الحكم المعين لإدارة مباراة كولون وماينز. وقال ثيو زفانتسيجر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم في مؤتمر صحفي عقد في كولونيا إن ملاحظات مكتوبة جرى العثور عليها في حجرة الحكم ، أشارت إلى وجود محاولة انتحار. وفوجئ الحكمان المساعدان بوجود رافاتي مستلقيا في حجرته بالفندق ، وكان غارقا في دمائه ، حسب ما قاله زفانتسيجر. ورغم أنه مازال من المبكر حسم سبب اتجاه مثل هذا الحكم الشاب للإنهاء حياته بهذه الطريقة ، فإنه من الواضح مرة أخرى أن "ليس كل ما يلمع ذهب في عالم كرة القدم". وكان هناك حالة أشهر في عالم كرة القدم الألمانية ، أظهرت العام قبل الماضي أن هناك جانب في كرة القدم نادرا ما تجد طريقها إلى وسائل الإعلام ، والجماهير تعرف القليل عنها ، وربما نادرا ما يراها اللاعبين بأنفسهم. إنه روبرت إنكه حارس مرمى هانوفر ، مثل رافاتي ، كان شخصا لديه كل ما يجعله يتمسك بالحياة. بعد اعتزال أوليفر كان وينز ليمان ، ثبت إنكه /32 عاما/ أقدامه كحارس أساسي للمنتخب الألماني ، وبدا أنه بدون أي شك سيسافر مع المنتخب الألماني لخوض غمار منافسات كأس العام 2010 بجنوب افريقيا. وفي 2009 ، خلال فترة توقف الدوري الألماني نتيجة لعطلة المباريات الدولية ، لم يتم استدعاء إنكه لصفوف المنتخب الألماني ، نظرا لأنه كان عائدا لتوه من فترة غياب بسبب الإعياء ، ليفاجأ العالم أجمع أن حارس المرمى الشهير ألقى بنفسه تحت قطار مندفع. واتضح بعد ذلك أن إنكه كان يعاني من حالة اكتئاب ، لدرجة أنه كان يستشير طبيبا نفسيا. ورغم أن رافاتي وإنكه أتخذا أكثر الخطوات قسوة ، فإنهما ليسا المثالين الوحيدين لإظهار أن كثيرون من المعنيين بكرة القدم يصعب عليهم التعامل مع العالم كما هو ، على السطح على الأقل. ولم تمر فترة طويلة حين كان يعتبر سيباستيان ديسلر ، موهبة صاعدة في كرة القدم الألمانية ، حيث شارك الزميل السابق لإنكه في بوروسيا مونشنجلادباخ في أول مباراة له في البوندسليجا وهو في الثامنة عشر من عمره قبل أن يرحل إلى هرتا برلين. وحقق ديسلر حلمه وانتقل إلى صفوف بايرن ميونيخ وانضم إلى المنتخب الألماني ، بعد أن ذاع سيطه في الدوري الألماني. وعندما بلغ ديسلر الثالثة والعشرين ، لم يشارك اللاعب في أغلب فترات الموسم وعانى من الاكتئاب ورغم محاولاته الحثيثة للعودة إلى الملاعب ، فإنه أعلن اعتزاله في 2007 عن 27 عاما. واللاعب الأخر بالبوندسليجا الذي عانى كثيرا من أجل التكيف مع الحياة في كرة القدم العالمية ، التشيكي الدولي يان سيماك ، الذي ابتعد طويلا عن الملاعب بسبب معاناته من متلازمة التعب المزمن. عندما كان سيماك في الرابعة والعشرين من عمره ، فإنه اختفى فجأة خلال فترة إعارته إلى هانوفر ، وعاد إلى تشيكسلوفاكيا معلنا رغبته في اعتزال كرة القدم. وبعد اقتناعه بالعودة إلى هانوفر ، الذي يرتبط مه بعقد ، أصدر باير ليفركوزن بيانا أكد فيه أن سيماك في ذلك الوقت ليس في حالة جسدية ونفسية يمكنه من خلالهما تحمل ضغوط كرة القدم للمحترفين. وجويدو كوكر هو حالة أخرى لفتت الأنظار ، حيث أنه رغم توغله في عالم كرة القدم ، فإن لاعب ارزجبيرجه البالغ من العمر 23 عاما أعترف مؤخرا بمشاركته في سطو مسلح على صالة قمار ببرلين ويبدو أنه سيقضي فترة في السجن. لقد فشل كوكر أيضا في التعايش مع كرة القدم العالمية. وبدون شك فإن حالة رافاتي مرة أخرى ستجذب الأنظار إلى الحاجة للنظر بشكل أعمق بدلا من النظرة السطحية لعالم كرة القدم ، ستكون هناك دعوة بأن هؤلاء المعنيين بكرة القدم ينبغي أن يحصلوا على الارشاد والتوجيه. بيتر أوف دير هايد