القاهرة - رفض المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية، الذي يحكم البلاد منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير الماضي، مساء الاثنين استقالة حكومة عصام شرف كما نقل التلفزيون المصري عن مصدر عسكري. وكان المتحدث باسم الحكومة محمد حجازي اعلن في وقت سابق ان "الحكومة وضعت استقالتها تحت تصرف المجلس الاعلى للقوات المسلحة" موضحا انه "تقديرا للظروف الصعبة التي تجتازها البلاد في الوقت الراهن فانها مستمرة في اداء مهامها كاملة لحين البت في استقالتها" كما نقلت عنه وكالة انباء الشرق الاوسط. لكن مصدرا عسكريا قال ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة يسعى لتوافق على رئيس جديد لمجلس الوزراء قبل أن يقبل الاستقالة التي تقدم بها مجلس الوزراء الذي يرأسه شرف. وقال المصدر ان المجلس العسكري لن يصدر بيانا رسميا حول الامر قبل التوافق على المرشح للمنصب. ولم يدل المصدر بمزيد من التفاصيل وقتل 33 شخصا في الاحتجاجات التي بدأت الجمعة وأصيب 1250 آخرون. وخاضت الشرطة المصرية اشتباكات الاثنين مع محتجين يطالبون بانهاء الحكم العسكري للبلاد لليوم الثالث وقال مسؤولون بالمشرحة الرئيسية بالعاصمة ان عدد القتلى ارتفع الى 33 الامر الذي يجعل هذه الاشتباكات اسوأ موجة من العنف منذ الانتفاضة التي اطاحت بمبارك. ويهدد العنف في منطقة ميدان التحرير وهي مركز الثورة ضد مبارك بتعطيل أول انتخابات برلمانية حرة منذ عقود والمقرر ان تبدأ الاسبوع القادم. من جهة اخرى اعربت الحكومة في بيان عن "شديد أسفها تجاه هذه الأحداث المؤلمة (....) وتناشد الحكومة المواطنين ضبط النفس والالتزام بالهدوء لاستعادة استقرار الأمور فى البلاد، تمهيدا لإجراء أولى مراحل الديموقراطية بإتمام الانتخابات النيابية في موعدها". وكان من المفترض ان تبقى هذه الحكومة الانتقالية حتى تنظيم الانتخابات التشريعية المقررة في 28 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وتحتدم الاشتباكات على نحو متقطع منذ ان استخدمت الشرطة الهراوات والغاز المسيل للدموع لفض اعتصام في ميدان التحرير يوم السبت. وأشيد بالقادة العسكريين لدورهم في خروج مبارك من السلطة لكن العداء لحكمهم تزايد بعد ذلك خصوصا بسبب محاولات لوضع مباديء دستورية جديدة تجعل الجيش بشكل دائم خارج نطاق السيطرة المدنية. وتشهد مصر حالة من عدم اليقين السياسي منذ سقوط مبارك في حين ادت اشتباكات طائفية واضطرابات عمالية وتخريب خط انابيب للغاز وتراجع السياحة الى اصابة الاقتصاد بالشلل وتطلع كثير من المصريين الى الاستقرار. وتكشف الاشتباكات الجديدة عن عمق الشعور بالاحباط على الاقل في القاهرة وبعض المدن الاخرى بشأن بطء خطى التغيير.