الشارقة - محمد ولد محمد سالم: استضاف الملتقى1 في المعرض مساء أمس الأول أمسية أدبية تحدث فيها الروائيان أمير تاج السر (السودان) وميرال الطحاوي (مصر) عن تجربتيهما في الكتابة الروائية، وأدار الأمسية الكاتب الإماراتي إبراهيم مبارك، وذلك بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام وسمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي وأحمد بن ركاض العامري مدير المعرض . تحدث الكاتب أمير تاج السر عن تجربته تحت عنوان “ضغط وسكر" معتبراً أن الكتابة هي كذلك لأنها معاناة مستمرة، وقسم اتجاهه في الكتابة إلى قسمين: اتجاه تاريخي: لا يكتب عن الأحداث التي وقعت أو يوثق للشخصيات التاريخية وإنما يستلهم مناخ المجتمع وشكله في فترة تاريخية ما ويكتب عنها راصداً ما هو إنساني، ومتخيلاً حياة الأفراد في تلك الفترة وأفراحهم وأتراحهم، ومن رواياته في هذا الاتجاه “نهر الصياح"، “توترات القبطي"، “رعشات الجنوب"، “أرض السودان"، والاتجاه الثاني هو الاتجاه المعاصر: وفيه أعالج الواقع وأكتب ما هو واقع فعلاً أو ما يمكن تخيل أنه وقع أو سيقع في المجتمع المعاصر، وعادة ما أنطلق من حدث واقعي كأن أشاهد حادثة أو أسمع عنها فتبقى في ذهني تلح عليّ حتى أكتبها كحادثة المغني المريض والمتبرع له بالدم التي ألهمتني رواية “زحف النمل"، ومن هذه الروايات “العطر الفرنسي"، وصائد اليرقات التي وصلت إلى القائمة القصيرة في المسابقة العالمية للرواية العربية . أما ميرال الطحاوي فانصب حديثها على ظروف كتابتها لرواية “بروكلين هايتس" التي تدور أحداثها في حي في نيويورك وتحكي قصة امرأة مصرية تهاجر مع طفلها الصغير إلى أمريكا وتعيش أجواء اللاجئين والعاطلين، والمهاجرين من كل الجنسيات والعرقيات والديانات، وتكتشف أن أمريكا لم تعد بلد الحرية والإنسانية كما كانت تتصور، بل أصبحت جزراً من الأعراق والأديان واللغة، فيصحو فيها الضمير ويستيقظ الوطن بداخلها لتدرك أن وطن الإنسان هو مهده الأول وملاعب طفولته ولغته ناسه الذين يفهمونه ويطمئن إليهم . وأضافت الطحاوي أنها في “بروكلين هايتس" كما في “الخباء" و"الباذنجانة الزرقاء" و"نقرات الظباء" كان اهتمامها ينصب حول حياة ومعاناة المرأة وسعيها للحرية، ورصد ظروفها انطلاقاً مما عانته هي نفسها كفتاة ولدت في قرية بدوية يتمسك أهلها بتقاليد القبيلة، ويضعون حواجز كثيرة على المرأة، أو ما رأته من حياة نساء أخريات عرفتهن عن قرب.