فى ذات اللحظه التى كنت اتابع فيها حديث عضو الحركه الشعبيه (سابقا) والمؤتمر الوطنى (حاليا) المحامى غازى سليمان على أحدى القنوات الفضائيه السودانيه، واصلا ما كنت مقتنعا فى يوم من الأيام بمعارض يدخل السودان وشقيقه الكبير وزير مهم فى النظام، فهذا المعارض وأعنى به (غازى سليمان) دون شك سوف يحظى بمعامله خاصه ولن يفسح فى بيوت الأشباح مثل باقى المعارضين ونحن بلد لم يتخلص من الأنتماء للقبيله بعد ولا زالت العلاقات الأجتماعيه تلعب دورا كبيرا فى الحياة السياسيه، الشاهد فى الأمر كنت اتابع (غازى سليمان) يتحدث فى برنامج يقدمه عاشق الأنظمه الشموليه الأول أسماعيل الحاج موسى وهو ينفى عن رئيسه البشير تهمة الأباده الجماعيه التى حصرها لويس اوكامبو فى قبائل الفور والمساليت والزغاوه وبحسب ديمقراطية المؤتمر الوطنى التى لا تعترف بصوت معارض أو رأى مخالف، والديمقراطيه تقتضى عند طرح مثل هذه القضايا أن يشارك فى البرنامج صوت مخالف لما يردده المؤتمر الوطنى قادة وقواعد وأرزقيه ومصلحجيه يضللون المواطنين وبخدرون المشاهدين ويغسلون امخاخهم بمعلومات غير حقيقيه. فى تلك اللحظه اتصل بى أحد الأصدقاء قائلا بصوت حزين ان “معتصم جعفر سرالختم" الذى كان ينتمى حتى وقت قريب جدا لطائفة الختميه وللحزب الأتحادى الديمقراطى وتحول الى مؤتمر وطنى وفاز فى الأنتخابات الأخيره عن دائرة الحصاحيصا مرشحا من ذلك الحزب، فاز الآن كذلك برئاسة الأتحاد العام لكرة القدم السودانى خلفا لدكتور شداد الذى أبعدته لوائح وقوانين المفوضيه. وبعد فوزه (المضروب) هذا والمغسول فى ماء المؤتمر الوطنى غير الطاهر كما هو واضح للعيان، تحدث على قناة الجزيره المرشح الفائز معتصم جعفر وهو مريخابى ومؤتمر وطنى ومقدم اللقاء مريخابى وهو الصحفى (سامر العمرابى) وتحدث الصحفى مزمل ابو القاسم وهو مريخابى و(مؤتمر وطنى) ناكر ويدعى مثل الكثيرين أنه اتحادى الديمقراطى، ولا أدرى كيف يمكن أن يختار الوزير (الدباب) ماجد حاج سوار عضوا فى مجلسه ينتمى لحزب غير المؤتمر الوطنى؟ واذا عقدنا مقارنه بسيطه بين رئيس الأتحاد العام لكرة القدم المصرى (سمير زاهر) الذى ظل يسجل الأنتصارات تلو الأنتصارات رغم ذلك لم يسلم من الشكاوى ومن القضايا نجد أن سمير زاهر كان لاعبا دوليا بل لعب لأقوى الأندية المصريه، أما معتصم جعفر فلم نسمع به الا وهو ادارى فى اتحاد كرة القدم عرف بتعصبه وتطرفه وانحيازه للنادى الذى ينتمى له وهو (المريخ) ويكفى دليل واحد على ذلك موقفه من قضية اللاعبين المجنسين التى وقف فيها ضد نادى الهلال حتى انصفته المحكمه الدستوريه وفوزه هذا ليس لأنه (مريخابى) وأنما لأنه (مؤتمر وطنى)!! شئ آخر أهم من كل ذلك فأن معتصم جعفر المعروف بانتمائه لنادى المريخ والذى اصبح ألآن يعرف فى السودان بنادى الحكومه، وهو فى منصب نائب رئيس الأتحاد العام السودانى أسس شركه دعاية واعلان اسمها (باجعفر للدعاية والأعلان) احتكرت أمتياز الدعايه فى قناة (شروق) المعروف كذلك انتماء أصحابها، وهذا امر لا يجوز ومن قبل قلنا بأن نائب رئيس الأتحاد سوف يستغل وضعه ومنصبه لصالح شركته لما لا وشركة باجعفر اشترت حق تسويق (شعار المريخ)، فاذا كان الأمر كذلك فما المانع ان يعمل نائب رئيس الأتحاد الذى اصبح رئيسا الآن لكى يحقق الشعار الذى يسوقه على تحقيق الفوز بالحق أو بالباطل حتى يحقق الشعار الربح الأعلانى المطلوب؟ على كل فهذا جانب رياضى قد لا يلم به الكثيرون لكن ما اود أن يعرفه المواطن السودانى أن هذا النظام المسمى بالأنقاذ الذى افشى الطائفيه الدينيه والقبليه وتسبب فى تشتت البلاد وتشرذمها وأدى الى انفصالها وأحتكر كل شئ فيها وهمش باقى السودانيين، اعلنها الآن واضحه حيث اتجه لأحتكار المجال الرياضى الذى كانوا يعدونه حراما ورجس من عمل الشيطان مثل الفن ولم يكن من اولوياتهم، وهاكم الدليل. تم اختيار ماجد حاج سوار وزيرا للشباب والرياضه وأبناء دفعته يعرفونه جيدا وكيف كان دبابا ومن حملة (السيخ) قبل ظهور الدبابين فى حروب الأباده الجهاديه فى الجنوب. ومن قبله تم اختيار شاب صغير سن أسمه ابو هريرة حسين لقيادة جهاز الناشئين، ووفرت له الأموال الطائله يبنى الأستادات والملاعب دون جهة تحاسب اوجه صرفه والبعض مسرور لذلك الأختيار الذى لا تدعمه خبره طويله أو تميز ونجوميه فى مجال كرة القدم. ومن عجب أن هذا الطفل المعجزه الذى اصبح يظهر على القنوات الفضائيه السودانيه مثل (مايكل جاكسون) و(تامر حسنى) ، مكياج و(ميك أب) وتسريحه غير شكل .. وقف وخطب فى حضور البشير وبذات الطريقيه الأنقاذيه التى يسبقها النداء (الله أكبر .. ألله أكبر) ثم قال بأن السودان سوف يصل عام 2022 الى نهائى كاس العالم مع غانا فى قطر!! هذا الطفل (المخرف) لا أدرى كيف اوكل له أمر جهاز الناشئين الذى يجب ان يقوده العلم والحكمه والمعرفه وأنسب كفاءة سودانيه لذلك المنصب هو الكابتن د. (على قاقارين). ولا أدرى كيف عرف (ابوهريرة) أن الأختيار سوف يقع على قطر لتنظيم تلك البطوله، وهل يظن ان الوصول لنهائى كاس العالم سوف يتم عن طريق التزوير والرشاوى والخج كما حدث فى الأنتخابات السودانيه؟ الآن اكتمل العقد وتمت الناقصه وأصبح رئيس اتحاد كرة القدم السودانى من المنتمين للمؤتمر الوطنى بعد أن تخلى عن حزبه القديم الأتحادى الديمقراطى الذى اصبح يفرخ للمؤتمر الوطنى الكوادر دون شعور بالحياء أو الخجل. للأسف الكثيرون ومن بينهم هلالاب سوف يذكر التاريخ بأنهم لم ينفوا تائيدا ودعما لمعتصم جعفر ضد المرشح الثانى صلاح أدريس لا اقتناعا بكفاءة معتصم جعفر وعلمه الرياضى وانما لأنتمائه للمؤتمر الوطنى. ومحصلة الأمر هو أن الرياضه فى السودان لم تصبح مهيمن عليها بواسطة الحكومه وهذا ما ترفضه الفيفا وتعاقب عليه العديد من الدول، فى الحقيقه الرياضه فى السودان أصبحت رياضة الحزب الواحد، اصبحت رياضة الأتحادى الأشتراكى الجديد والحزب الشيوعى فى زمن (ستلين) المسمى فى السودان (بالمؤتمر الوطنى)! قبل فترة كنت مشاركا فى حوار ضمن عدد من الصحفيين فى القاهره مع الناقد الرياضى المعروف ابو شنب بعد أن من الله عليه بالصحه والعافيه، و حينما سئل عن رأيه فى قطب الهلال المعروف المنتمى للأتحادى الديمقراطى (طه على البشير) قال ابو شنب: “لقد احزننى سقوطه فى الأنتخابات النيابيه الأخيره وتمنيت لو كان منتميا للمؤتمر وطنى اذا لضمنت له الفوز من مكتبه، فطه على البشير شخصيه رياضيه مهمه يحتاجها الوطن"! وحديث ابو شنب هذا يؤكد بأن سقوط طه تم لأنه دخل الأنتخابات مرشحا للأتحاد الديمقراطى، واذا لم ينتم السودانى للمؤتمر الوطنى فلا حاجه اليه مهما كانت كفاءته. فهل يرضى المواطن السودان بأن يصبح تابعا وعبدا فى اقطاعيه يملكها البشير ومن معه ولا يسمح للمواطن السودانى الشريف ان يتبوأ اى مقعد سياسى أو ثقافى أو اجتماعى أو رياضى طالما لم ينتم لهذا الحزب الذى اضاع الوطن وقسمه وشرذمه وشتت شمله وأفقد السودان وسطيته وعزته وكرامته بين الدول؟ وأخيرا:- هل يوجد صحفى جرئ داخل السودان يجرى تحقيق عن الكيفيه التى آلت بها ملكية جزء كبير من المستشفى الجنوبى بالخرطوم المواجه لنهر النيل لأحد الشخصيات السودانيه المنتميه للمؤتمر الوطنى والتى تعمل فى المجال الرياضى، وهل خضع ذلك البيع أو الأيجار الى المعايير المطلوبه اى طرح فى مناقصه أو مزاد؟ المؤتمر الوطنى بقيادة البشير قسم السودان الى بلد لساده وعبيد. تاج السر حسين