اختتمت أمس علي الملعب الدولي في مدينة يوكوهاما اليابانية منافسات النسخة الثامنة لكأس العالم للأندية بتتويج برشلونة الأسباني باللقب بعد فوزه الكاسح علي سانتوس البرازيلي برباعية بيضاء, وقبلها انتزع السد القطري ممثل الكرة العربية المركز الثالث بعد تفوقه علي كاشيوا ريسول الياباني بفارق ركلات الترجيح بعد انتهاء اللقاء الذي شهده نفس الملعب بتعادل الفريقين سلبياً. البطولة التي انضمت لروزنامة الإتحاد الدولي لكرة القدم عام 2000 و بدأت نسختها الأولي علي أرض البرازيل بمشاركة 8 أندية وتوج كورينثيانز البرازيلي بلقبها الأول علي حساب مواطنه فاسكو دا جاما بفارق الركلات الترجيحية, توقفت لأسباب مالية ثم عادت للظهور مجدداً علي الأراضي اليابانية عام 2005 ثم تواصلت بنجاح علي الأراضي اليابانية لأربع سنوات متتالية قبل أن تنتقل في ضيافة عربية إماراتية خلال نسختي 2009 و 2010 ثم عادت لأحضان الشرق الأسيوي مجدداً و انطلقت نسختها الثامنة بلقاء كاشيوا ريسول بطل الدوري الياباني مع أوكلاند سيتي بطل أوقيانوسيا علي ملعب تويوتا في الثامن من ديسمبر الجاري في ضيافة أرض الشمس المشرقة. برشلونة سيد العالم للمرة الثانية في تاريخه ينجح العملاق الكتالوني في الفوز بلقب هذه البطولة , حيث توج بلقب 2009 بعد فوزه علي إستوديانتس الأرجنتيني بهدفين مقابل هدف في النسخة السادسة التي استضافتها العاصمة الإماراتية أبو ظبي و سجل خلالها الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي هدف الفوز لفريقه في الشوط الثاني من الوقت الإضافي بعد أن انتهي الوقت الأصلي بتعادل الفريقين بهدف لمثله علي ملعب مدينة زايد الرياضية وفي حضور أكثر من 40 ألف متفرج. ميسي عاد أمس وقاد فريقه لفوز هو الأكبر في كل المباريات النهائية التي شهدتها البطولة طوال تاريخها بعد أن أحرز الهدفين الأول والرابع لفريقه وترك مهمة تسجيل الهدفين الثاني و الثالث لزميليه الرائعين تشافي هيرنانديز وسيك فابريجاس في اللقاء الذي أداره الدولي الأوزبكي الرائع أيضاً رافشان إيرماتوف أمام جماهير غفيرة جاءت للاستماع بموهبة ميسي و نيمار ورفاقهما علي ملعب نيسان. أوربا تعزز تفوقها إذا كان برشلونة هو أول ناد في العالم يتمكن من الظفر بلقب هذه البطولة مرتين ,فإنه لم يكن أول أندية القارة العجوز التي تحرز اللقب بل هو رابع فريق أوربي ينال هذا الشرف بعد ميلان الإيطالي عام 2007 بعد تفوقه علي بوكاجونيور الأرجنتيني (4-2) ثم مانشستر يونايتد الذي حسم لقب 2008 علي حساب ليجا دي كويتو الإكوادوري بهدف روني ثم إنترناسيونالي الإيطالي الذي أبقي اللقب الذي أحرزه برشلونه عام 2009 علي حساب أستوديانتس الأرجنتيني , أبقاه في قبضة القارة الغنية بعد فوز كبير علي مازيمبي الكونغولي بثلاثية دون رد علي ملعب مدينة زايد الرياضية في الثامن عشر من ديسمبر للعام 2010. البطولة التي لم تخرج من قبضة ممثلي قارتي أوربا و أمريكا اللاتينية شأنها شأن معظم بطولات الفيفا شهدت سيطرة لاتينية برازيلية علي نسخها الثلاثة الأولي حيث أحرز كورنثيانز البرازيلي لقبها الأول علي حساب مواطنه فاسكو دا جاما بفارق ركلات الترجيح - كما أسلفنا- بعد تعادل الفريقين بدون أهداف في الرابع عشر من شهر يناير عام 2000 علي ملعب ماراكانا الشهير وفي حضور 73 ألف متفرج, ثم أضاف مواطنه ساوباولو لقب النسخة الثانية عام 2005 بعد فوزه علي ليفربول الإنجليزي بهدف دون رد في اللقاء الذي احتضنه ملعب يوكوهاما في الثامن عشر من ديسمبر عام 2005 في حضور أكثر من 66 ألف متفرج , قبل أن يحافظ إنترناسيونال علي الهوية البرازيلية للقب العالمي عندما حسم لقاءه مع برشلونة علي نفس الملعب في السابع عشر من شهر ديسمبر عام 2006 أمام أكثر من 67 ألف من الجماهير, حسمه بهدف لويس أدريانو الذي هز به شباك فيكتور فالديز قبل 8 دقائق من انتهاء اللقاء الذي أداره الدولي الجواتيمالي كارلوس باتريس. السد .. فخر للعرب من بين 7 أندية عربية نالت شرف المشاركة في هذه البطولة العالمية بداية من النصر السعودي و الرجاء البيضاوي المغربي في النسخة الأولي بالبرازيل عام 2000 و حتى السد القطري و الترجي التونسي في هذه النسخة , تمكن ناديين فقط من الصعود علي منصات التتويج وإحراز المركز الثالث و الميدالية البرونزية. البداية كانت مع الأهلي المصري الذي فاز علي كلوب أمريكا المكسيكي بهدفين سجلهما نجمه الفذ محمد أبوتريكة في شباك الحارس الدولي المكسيكي جوليرمو أوشوا مقابل هدف سجله مهاجم البارجواي سلفادور كابانياس في شباك الحارس أمير عبد الحميد , ثم جاء زعيم الكرة القطرية ليحقق نفس الإنجاز علي حساب كاشيوا ريسول الياباني و يصبح رابع فريق أسيوي يحرز هذا المركز بعد أوراوا ريد الياباني ومواطنه جامبا أوساكا عامي 2007 و 2008 ثم بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي الذي أحرز برونزية النسخة قبل الماضية بعد فوزه علي أتلانتي المكسيكي بفارق ركلات الترجيح أيضاً. وإذا كان السد قلد الوجه المشرق للعملاق المصري, فإن الترجي التونسي بطل إفريقيا و الممثل الثاني لأبناء لغة الضاد في البطولة أراد تقليد الجانب الوجه الأخر للأهلي أكثر الأندية العربية و الإفريقية مشاركة في هذه البطولة. زملاء الموهوب اسامة الدراجي استهلوا مسيرتهم في البطولة بالخسارة أمام السد ممثل القارة الصفراء بهدف لهدفين و هو نفس الفارق الذي خسر به الأهلي في أول لقاء له في البطولة أمام الإتحاد السعودي في نسخة 2005 بعد أن سجل محمد نور هدف فوز "الإتي" في مرمي الحضري قبل 12 دقيقة من صافرة النهاية, فريق "باب سويقة" الذي حرم الفريق القاهري من بلوغ المربع الذهبي بعد تعادله معه بهدف لمثله علي ملعب القاهرة في الجولة السادسة بالمجموعة الثانية في دوري أبطال إفريقيا ومنح بطاقة التأهل الثانية للوداد البيضاوي المغربي الذي تفوق عليه في النهائي و احرز لقبه الثاني في البطولة , خسر لقاء تحديد المركز الخامس أمام مونتيري المكسيكي (2-3) و احتل المركز السادس في مشاركته الأولي وهو نفس المركز الذي أحرزه فريق المدرب البرتغالي مانويل جوزيه في نسخة 2005 بعد خسارته أمام إف سي سيدني الأسترالي بهدف لهدفين. 199 هدفاً طوال تاريخ البطولة 24 هدفاً اهتزت بها الشباك خلال هذه النسخة في 8 مباريات و معدل وصل إلي 3 أهداف في اللقاء الواحد, هذا الرقم هو ثالث أفضل رقم يتم تسجيله بعد بطولة 2008 التي شهدت 27 هدف في 8 مباريات( 3.3 هدف في اللقاء الواحد) ثم بطولة 2000 التي شهدتا تسجيل 43 هدف في 14 لقاء (3.1 هدف في كل لقاء) وبطولة 2009 التي استقبلت الشباك خلالها 25 هدف في 8 مباريات(3.1 هدف في كل لقاء أيضاً) , وتساوت مع نسخة 2007 التي شهدت تسجيل 21 هدفاً في 7 مباريات, بهذا أرتفع عدد أهداف البطولة منذ انطلاقها إلي 199 هدف في 67 لقاء. ميسي الأسطورة بعد تتويجه بلقب هداف هذه النسخة برصيد هدفين مناصفة مع زميلة البرازيلي أدريان كوريا الذي أحرز هدفي برشلونة الأول و الثاني في شباك عملاق السد محمد صقر في الدور قبل النهائي, أصبح النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ثالث لاعب في تاريخ البطولة يقود فريقه للقب و يتوج في نفس الوقت بلقب الهداف, بعد أن سبقه نجم ساوباولو أموروزو الذي تساوي مع الثلاثي بيتر كراوش من ليفربول و الفارو سابوريو منن سابريسا الكوستاريكي و النجم السعودي محمد نور قائد فريق الإتحاد و سجل كل لاعب هدفين أيضاً و كذلك النجم الإنجليزي واين روني الذي أحرز ثلاثة أهداف في نسخة 2008 فاز بها بجائزة الهداف منفرداً وفاز فريقه باللقب. المعجزة الأرجنتينية فاز أيضاً بلقب الكرة الذهبية كأفضل لاعب في هذه البطولة ,لتكون هذه هي المرة الثانية التي يفوز خلالها بهذه الجائزة بعد أن سبق له أن حققها في بطولة 2009.
