**مدح المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ليس بالأمر العادي أو ترفيه، فهو مدح لأفضل من وطأت قدماه الأرض وشافع الأمة في يوم الحشر, ومنذ أن عرف الناس مدح المصطفى من خلال نظم القصائد أو الترنم بها لم يشذ الناس عن هيبة هذا الضرب من ضروب الفن الجميل الذي تهوى الأفئدة الاستماع إليه. **حتى الغناء في السودان يذكر المؤرخون أنه استفاد من المديح كثيرا وتأثر به, و عرف الناس مادحوا المصطفي صلى الله عليه وسلم يمدحون ب(الطار), ومع مرور الزمن ادخلت الآلات الموسيقية على المديح ولم تخرج أيضا الحان المديح عما كان عليه, إلا أن السنوات الأخيرة تغير شكل المديح ولم نستطع أن نفرز بين المدحة والأغنية. **مدائح تركب عليها الحان الأغاني وليتها كانت لأغنيات ذات الحان مهذبة وجميلة بل هي مأخوذة من أغان هابطة, بعض الذين يقدمون مثل هذه المدائح يبررون ذلك بأنهم فعلوا ما فعلوا من أجل ايصال الفكرة وترويجها؛ لأن المستمع يحب ذلك, وهو ذات التشبيه الذي يقوله الفنانون الذين يقدمون الأغاني الهابطة. **منذ أن ولدت إذاعة الكوثر التي تخصصت في تقديم المدائح لجأت إلى الفنانين المشهورين في الساحة الفنية، فلم تترك فنانا أو فنانة إلا ولجأت إليه لكي يقدم لهم مدحة بغض النظر عن من يكون هذا الفنان ووضعه في أنظار المجتمع, وجاءت قناة ساهور لتواصل في نفس الدرب, فلم تقو على المواصلة بصورة ثابتة وبين كل فترة والأخرى كانت تتواقف عن البث. **وفعلت قناة ساهور فعلة لم يسبقها عليها أحد إذ بثت مدحة بصوت الفنان الشاب معتز صباحي (المؤذن بالقناة) كمدحة مصورة، حيث يقف هو ومن خلفه مجموعة من الفتيات يرددن معه المدحة, فأي عقل يقبل هذا وعلى أي قاعدة استندوا عليها حتى يقدموا هذه المدحة بهذا الشكل.. اختلاط في مدح المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.. **المديح ليس مادة للترفيه ولا يمكن أن يستغل لذلك, فأنتم لا تمدحون وزيرا أو رئيسا أو حتى أمة.. يجب أن يكون هنالك وقفة مع هذا العبث الذي تعرضه ساهور حتى لا نرى في القريب مدحة فيها نساء ورجال يرقصون، ويسمى ذلك مديحا لخير البشر أجمعين. الاحداث