خرجت مئات النساء المصريات في مسيرات في القاهرة للاحتجاج على العنف ضدهن من جانب قوات الأمن. ورفعت المتظاهرات صور ناشطة مصرية كانت قد تعرض للضرب المبرح والسحل وتمزيق ملابسها على يد قوات الأمن أثناء فض الاحتجاجات الأخيرة في محيط مجلس الوزراء المصري ، وهو الحادث الذي أثار موجة غضب واسعة داخل مصر وخارجها. وتجمعت النساء المصريات في ميدان التحرير الذي شهد مؤخرا احتجاجات دامية على أداء المجلس العسكري الحاكم ومطالبات برحيله ورحيل حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة كمال الجنزوري. وفيما يبدو أنه استجابة لتلك المسيرات النسائية أصدر المجلس العسكري بيانا أعرب فيه عن أسفه الشديد لما قال إنه "اعتداء على النساء المصريات" كما وعد باتخاذ الإجراءات القانونية ضد من قاموا بذلك. ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة روبرت وينجفيلد إن المسيرة النسائية بدأت ببضع مئات ولكن سرعان ما انضم إليها آلاف النساء، وناشدت المشاركات في المسيرة ربات المنازل المحيطة بميدان التحرير النزول للإنضمام إليهن. وتعد هذه أكبر مظاهرة يشهدها ميدان التحرير منذ عدة أيام، كما أنها أكبر مظاهرة نسائية منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني التي أسقطت نظام الرئيس السابق حسني مبارك. ويضيف مراسل بي بي سي أنه كان واضحا أن المشاركات في المظاهرة النسائية ينحدرن من كافة الطبقات الاجتماعية المصرية ، حيث شاركت فيها الفقيرات والموسرات والمتدينات وطالبات الجامعات وغيرهن، ولكنهن اجتمعن على التنديد بمسلك جنود الجيش والشرطة في التعامل مع المتظاهرات. ويقول المراسل إنه إذا كان المجلس العسكري كان يرمي لإخماد احتجاجات التحرير ومجلس الشعب والوزراء بالقوة ، فإن صور ضرب المتظاهرة وتجريدها من ملابسها قد أتت بأثر معاكس تماما، وربما تكون الشرارة التي تشعل من جديد الاحتجاجات الواسعة والدامية التي ربما كانت قد هدأت قليلا خلال الأسابيع الماضية. وخلال المظاهرة النسائية هتفت بعض المشاركات بشعارات مثل "شرفنا خط أحمر". وقالت الناشطة مروة نجم إن "المجلس العسكري يحاول متعمدا إذلال النساء ، وهم يعرفون أن المصري قد لا يبالي بحياته ولكنه يموت دفاعا عن أمه وأخته وزوجته، ولذا أرادوا إهانة الشعب المصري كله بإهانة النساء لأنهم يعرفون حساسية هذا الأمر". وكان اللواء عادل عمارة عضو المجلس العسكري قد صرح في وقت سابق بأن ضرب المتظاهرة كان حادثا فرديا وأن التحقيقات تجرى بشأنه في الوقت الراهن. كما أعلن المجلس العسكري أنه بصدد فتح تحقيق في مزاعم عن إجراء فحوص عذرية لفتيات قبض عليهن في شهر مارس/أذار الماضي في غمار احتجاجات شعبية سابقة.