طوال شهر كانون أول/ ديسمبر الجاري، ظل الرقم 40، هو الشغل الشاغل للإماراتيين، فلا يخلو شارع أو مبنى حكومي، أو مؤسسة كبرى إلا ويعلوها هذا الرقم. وتفنن الإماراتيون، في رسم هذا الرقم وتشكيله، بالسيارات والطائرات، والمجسمات الكبرى، تحت الماء وفي السماء، وفي مناطق لا تخطر على بال. ورقم 40 ، يمثل عدد سنوات دولة الإمارات، الذي بلغته هذا العام، وتحديدا في يوم الثاني من كانون أول/ ديسمبر. ويحول الإماراتيون شهر كانون أول/ديسمبر من كل عام الى كرنفال شعبي، احتفالا باتحاد دولتهم، التي تأسست في الثاني من كانون أول/ديسمبر عام 1971، وقررت الحكومة الإماراتية ان تستمر الاحتفالات هذا العام 40 يوما. وبدأت مظاهر الاحتفال، بان نظمت جمعية الإمارات للغوص، مبادرة فريدة، حين غاص 40 غواصا في أكبر حديقة مائية في العالم (دبي اكواريوم) ورفعوا داخلها علم الإمارات وشعار الاحتفالات الخاصة باليوم الوطني، وقدموا على مدار ساعتين عرضا ترفيهيا أمام آلاف الحضور. ويقول عمر سيف الحريز عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات للغوص إن الجمعية حرصت على ان يكون عدد المشاركين، 40 غواصا، حتى يتناسب الأمر مع عمر اتحاد دولة الإمارات. وفي نفس التوقيت، نظم اتحاد الإمارات لرياضة السيارات والدراجات النارية موكباً من سيارات مرسيدس الرياضية، ضم 40 سيارة، تراصت جنبا الى جنب، مشكلة رقم 40. وشاركت مؤسسة تاكسي دبي في المناسبة بتشكيل لوحات فنية مبهرة لعلم دولة الإمارات باجساد 900 سائق مركبة أجرة، وشكلت 238 مركبة أجرة الرقم 490 بالتراص جنبا الى جنب. وشكل نادي الشارقة للسيارات القديمة، علم دولة الإمارات ب506 سيارات كلاسيكية وحديثة، تحمل ألوان العلم الإماراتي. ومن المنتظر ان يتم تسجيل هذا العدد الكبير من السيارات في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، خاصة وأنه يحطم الرقم القياسي السابق لتجمع السيارات، والمسجل في البرازيل ب 460 سيارة. واختارت مصممة الأزياء الإماراتية لمياء عابدين منصة هبوط الطائرات المروحية في فندق برج العرب الشهير، لعرض عباءتها الخاصة بالمناسبة والتي بلغ طولها 40 مترا وتداخل بها 40 علما من أعلام الإمارات. وهذه العباءة، هي الأطول عالميا حتى الآن، واستغرق تنفيذها عدة أشهر. ووقفت عابدين على منصة الطائرات المروحية التي ترتفع 280 مترا فوق سطح البحر، والتقط المصورون صورا لها ولعباءتها عبر طائرات مروحية. وعلى مدار ايام شهر كانون أول/ ديسمبر، لم تتوقف الطائرات الحربية، والطائرات المروحية، عن رسم العلم الإماراتي في الجو، وكانت تنطلق في أسراب حاملة علم الإمارات الممتد على مساحة عشرات الأمتار المربعة. ورياضيا، نظمت لجنة الإمارات للرياضة النسائية بطولة للشطرنج تنافست فيها 40 لاعبة، بينهم مصنفات بارزات إقليميا في اللعبة. وإلى جانب هذه البطولة، نظمت العاصمة الإماراتيةأبوظبي، أغلى سباق خيل بالعالم شاركت فيه 40 فارسة من مختلف الدول العربية، منها البحرين وسلطنة عمان والكويت وسوريا ولبنان والمغرب والإمارات. وقالت لارا صوايا مديرة مهرجان الشيخ منصور بن زايد للخيول العربية الأصيلة، أن جوائز السابق بلغت مليون درهم إماراتي، قسمت مابين 800 الف درهم وزعت نقدا على الفائزات، بخلاف جوائز عينية قيمة. واوضحت أن السباق الذي اقيم بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للامارات امتد لمسافة 100 كيلو متر، ونظمه مهرجان الشيخ منصور بن زايد للخيول العربية، وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ونادي أبوظبي للفروسية. واحتفالا باليوم الوطني للإمارات، قدم مصنع لبناني للحلويات أضخم "لوحة شيكولاتة بالعالم" بوزن يزيد عن 350 كيلو جراما، وجاري تسجيلها في موسوعة جينس للارقام القياسية. وقال مصنع "سويت وييف" أن القالب مزين بما يقرب من 14 ألفو600 قطعة شيكولاتة سوداء وبيضاء، واستغرق تنفيذه 100 ساعة من العمل المتواصل. وقال مدير المصنع نبيل ضامن عزيز لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أناللوحة تم تزيينها بقوالب شيكولاتة بيضاء تحمل صورا لقادة الإمارات ، وصورا للإنجازات العمرانية والتنموية العملاقة التي تشهدها الدولة. وأضاف: تعرض اللوحة في مواقع سياحية وفنادق كبرى بالإمارات، ورأت إدارة المصنع تصنيعها ، كنوع من رد الجميل لدولة الإمارات، التي يعمل فيها هذا المصنع منذ اكثر من 17 عاما. وكشف أن عدد قطع الشيكولاتة المزين بها اللوحة تمثل مجموع أيام 40 عاما، هي عمر اتحاد دولة الإمارات. وقالت امال الشعشاع التي أشرفت على تنفيذ اللوحة، أن اكثر من 20 طاهيا من مختلف الجنسيات تولوا تصنيع القالب، القابل للأكل على مدار 4 أيامدون توقف. وذكرت ان تكلفته تقدر ب75 ألفدرهم، وهو بطول 365سم وعرض 365 سم وبمساحة 36ر13 متر مربع. ومن الاحداث غير التقليدية التي واكبت الاحتفالات الإماراتية، ما أقدمت عليه صحيفة "الإمارات اليوم" التي تصدر في دبي، حين أطلقت حملة للإفراج عن 40 سجينا، من الذين سجنوا بسبب تراكم الديون عليهم. وقالت الصحيفة، أنها رأت أن انسب وسيلة للاحتفال باليوم الوطني الأربعين، هو سداد مديونيات 40 مسجونا، وقد تحقق هدفها، حين تبرعت عدة جهات بأكثر من 25 مليون درهم، وافرج عن المسجونين ال40. أما شرطة دبي، فقد أطلقت مبادرة فريدة، حين أعلنت أنها تحتفل باليوم الوطني الأربعين بتخفيض قيمة المخالفات المرورية 40%. وذكرت الشرطة، ان اي قائد سيارة يمكنه ان يسدد المبالغ المترتبة على مخالفاته المرورية مهما كانت قيمتها بنسبة تخفيض 40% طوال شهر كانون أول/ديسمبر، ولاقت دعوتها إقبالا كبيرا من السائقين المخالفين. وطوال أيام الاحتفالات، عمت مسيرات الفرح شوارع الإمارات وتزينت المباني السكنية والحكومية بسلاسل الإضاءة والإعلام ورقم 40، تعبيرا عن السعادة وإحياء لهذه الذكرى. وكانت احتفالات العام الماضي، بالعيد الوطني للإمارات، قد شهدت تسجيل أرقاما قياسية، حين احتفل اماراتي بهذه المناسبة وهو يرفع علم بلاده على أعلى قمة في جبال العالم، وتحديدا قمة جبال الهيمالايا فوق السحاب. وعبر إماراتي آخر من ذوي الاحتياجات الخاصة عن سعادته بهذا اليوم، بان طاف الإمارات من بدايتها لنهايتها على مقعد متحرك. وإلى جانب، ذلك اجتمع عشرات الغواصين في مياه الخليج، وعرضوا أكبر علم في العالم على سطح الماء، واصطفت 390 حافلة بأبوظبي مشكلة أكبر مسيرة من نوعها عالميا.