موسكو - وجهت أجهزة الإستخبارات الروسية تحذيرات إلى دمشق عن حصول "إختراقات" لأجهزتها الأمنية والعسكرية و"إنشقاقات غير معلنة" فيها، كما نبهتها من إحتمال وقوع إعتداءات على أعضاء بعثة المراقبين العرب، بهدف إحراج دمشق إقليمياً ودولياً وتشويه صورتها. في وقت نفت وزارة الخارجية الروسية الإثنين صحة الأنباء التي ترددت عن قيام نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ب "زيارة سرية" إلى العاصمة الروسية موسكو. ونقلت وكالة "نوفوستي" عن مصدر لم توضح هويته، قوله إن أجهزة الإستخابرات الروسية سلمت تقريراً لدمشق، تضمن "معلومات عن إختراقات في أجهزة الأمن والجيش السوري"، وعن "إنشقاقات غير معلنة" لضباط ومسؤولين سوريين. وأضاف المصدر، أن التقرير إحتوى على معلومات تحذيرية بشأن "عمليات إرهابية ستقوم بها جهات أمنية سورية (مخترقة)، ضد أعضاء بعثة المراقبين العرب" بهدف توريط دمشق ب"إتهامات بانتهاك حقوق الإنسان وقمع المحتجين وارتكاب جرائم حرب". وكان مسؤول (الجبهة الشعبية للتغيير) قدري جميل أكد قبل أسبوع، أثناء زيارة غير رسمية إلى موسكو، معلومات عن حركة إعتقالات واسعة في صفوف ضباط الجيش السوري والأجهزة الأمنية بتهم "خرق القانون، وانتهاكات متعمدة، وتجاهل الأوامر، والإشتباه بالتعامل مع جهات خارجية معادية". وفي وقت سابق، ذكرت "الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان" أن المخابرات السورية قامت مؤخراً باعتقال عدد كبير من الضباط والمجندين السوريين، ونقلتهم إلى سجن صيدنايا العسكري، ضمن حملة أمنية كبيرة إستهدفت وحدات الجيش السوري العاملة ل"تطهيره من العناصر المناوئة للنظام". وذكرت "الرابطة" أن الحملة طالت مئات العناصر من مختلف الوحدات العسكرية. في غضون ذلك نفت وزارة الخارجية الروسية الإثنين صحة الأنباء التي ترددت عن قيام نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ب "زيارة سرية" إلى العاصمة الروسية موسكو. ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للخارجية أن "أنباء ظهرت في بعض وسائل الإعلام الأجنبية عن قيام نائب الرئيس السوري بزيارة 'سرية' الى موسكو.. وفي هذا السياق نريد ان نعلن رسميا انه لم يقم بزيارة الى موسكو، وان لعبة الدبلوماسية السرية لا تتناسب مع قواعدنا". وأضاف البيان أن الإتصالات بين روسيا والقيادة السورية تجري في موسكو وفي دمشق وفي عواصم أخرى وفي نيويورك، وان هذه الإتصالات معروفة جيداً. وقال إن "البعض يحاول الربط بين هذه الأنباء (بشأن الزيارة السرية) ومختلف التوقعات بشأن خطوات محتملة قد تتخذها روسيا في المسار السوري". ولفتت الوزارة إلى أن موسكو تواصل العمل من أجل إيجاد حل سياسي سريع للأزمة في سوريا، و"حقن الدماء ووقف العنف من كل جانب". وذكرت أن موسكو قدمت مؤخرا مشروع قرار جديد بشأن سوريا إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، معبّرة عن الثقة بأن موافقة المجلس على المشروع، من "شأنها أن تعطي دفعة لتنفيذ مبادرة جامعة الدول العربية لتسوية المشكلة السورية بالطرق السلمية من دون تدخل خارجي". وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية ذكرت الأحد أن روسيا اقترحت على الشرع أن يتولى مهام الرئيس بشار الأسد لفترة انتقالية وإلى حين إجراء انتخابات، على أن يحصل الأخير على لجوء سياسي في موسكو، وأن الشرع زار موسكو قبل عدة أيام. ونقلت عن مصدرين إسرائيليين رسميين قولهما إن الشرع زار موسكو سرا في 16 كانون الأول/ديسمبر الجاري، والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومسؤولين آخرين. ورحبت روسيا الإثنين بمهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سوريا معتبرة انها قادرة على حماية الشعب السوري والمساعدة على استعادة الاستقرار. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بمقابلة مع وكالة "إنترفاكس" الروسية "نرحب بالتوقيع على بروتوكول مهمة بعثة المراقبة التابعة لجامعة الدول العربية في سوريا، وهي قادرة على حماية كل المواطنين السوريين واستعادة الاستقرار من خلال آلية السيطرة المستقلة على الأرض". يشار إلى ان المجموعة الرئيسية من المراقبين تصل إلى سوريا الاثنين وسوف تبدأ عملها الثلاثاء. وذكر لافروف ان مشروع القرار الذي تقدمت به روسيا إلى مجلس الأمن يهدف إلى حماية الشعب السوري وتعزيز الاستقرار. وشدد على ان "هدف (المشروع) هو وضع حد للعنف أياً يكن مصدره وبدء حوار وطني واسع".