أعلنت الأممالمتحدة اليوم الجمعة أنها ستطلق حملة إنسانية واسعة النطاق لمساعدة ما يقدر بخمسين ألف شخص، تضرروا من الصراع العرقي في ولاية جونقلي، بدولة جنوب السودان مؤخرا. وأوضحت المتحدثة الإعلامية لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للمنظمة الدولية، إليزابيث بايرز، أن الحملة تهدف إلى مساعدة الآلاف في العودة إلى ديارهم، بعد الاشتباكات التي دارت بين قبيلتي النوير والمورلي، خلال الأيام القليلة الماضية. وأضافت بايرز أن عدد الذين تأثروا بأعمال العنف في المنطقة يقدر بنحو خمسين ألف شخص، في حاجة ماسة للغذاء والماء والمأوى، وأشارت إلى أن وكالات الإغاثة تقوم بتقييم احتياجاتهم. وخلال الأسبوع الماضي هاجم حوالى ستة آلاف مسلح يطلقون على أنفسهم "الجيش الأبيض لشبيبة النوير (إحدى القبائل الكبرى بالمنطقة) منطقة بيبور التي تسكنها قبيلة مورلي، متهمين أفرادا منها بسرقة ماشيتهم، ولم ينسحبوا منها إلا بعد أن فتحت القوات الحكومية النار. وأصدرت جماعة الجيش الأبيض لشبيبة النوير بيانا يوم 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تعهدت فيه ب"محو قبيلة مورلي بالكامل كحل وحيد لضمان توفر الأمن لماشية قبيلة النوير". ثلاثة آلاف قتيل من جهته، قال محافظ مقاطعة بيبور في ولاية جونقلي، جوشوا كونيي، اليوم الجمعة إن ما تم هو "قتل جماعي ومجزرة"، وأضاف أن عمليات حصر عدد القتلى أفادت حتى الأن بوفاة ألفين و182 امرأة وطفلا و959 رجلا خلال الهجوم. ووفق كونيي -الذي ينتمي إلى قبيلة مورلي- فان أكثر من ألف طفل هم حاليا في عداد المفقودين، بينما سرقت عشرات آلاف الأبقار. غير أن وزير الإعلام بولاية جونقلي إيزاك أجيبا، اعترف بسقوط ضحايا، لكنه أوضح أنهم لا يملكون التفاصيل ولا يمكنهم تأكيد الحصيلة التي كشفها المفوض المسؤول عن مقاطعة بيبور. وتعد هذه أسوأ أعمال عنف عرقية تشهدها دولة جنوب السودان، التي أصبحت دولة مستقلة بعد انفصالها عن الخرطوم في يوليو/تموز الماضي. وتشكل الخصومات القبلية والهجمات على الماشية مع حركات التمرد المستمرة في جونقلي -كما في بقية أقاليم دولة جنوب السودان- أبرز التحديات الرئيسية التي تواجهها الدولة المستقلة حديثا. من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اغوير أنهم ينتظرون تقارير قواتهم على الأرض، وأن عليهم دخول القرى لإحصاء الجثث حتى يكون التقييم دقيقا. وتشير تقارير أممية استنادا إلى السلطات المحلية وفرق التقييم بدولة جنوب السودان إلى أن العنف القبلي والهجمات التي تستهدف سرقة المواشي والهجمات المضادة بالولاية الشرقية الشاسعة أسفرت عن مقتل ألف ومائة شخص وتهجير حوالي 63 ألفا من منازلهم العام الماضي.