مأمون السامرائي: قطعت حملة "الإبادة الجماعية" بحق مسؤولي نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الإثنين شوطا جديدا، بإصدار جملة من الأحكام بحق 32 مسؤولا سابقا تراوحت بين الإعدام والسجن المؤبد وبعض المبرئين، الذين حكم عليهم بالإعدام في قضايا سابقة. وتزامنت هذه الأحكام الصادرة عن "المحكمة الجنائية العليا" مع تأكيد صحف عراقية الإثنين مقتل 139 ألف بعثي، حسب اعتراف نقلته عن عزة إبراهيم الدوري نائب الرئيس السابق، وذلك في بيان مسجل ألقاه بمناسبة ذكرى الثورة العراقية في 30 يوليو- تموز 1968. وأصدرت المحكمة، التي تشكلت عام 2004 تحت مظلة الاحتلال الأمريكي، أحكاما بحق 32 متهما تراوحت بين الاعدام والسجن مابين 7 و15 عاما والبراءة . وحكمت بالاعدام شنقا حتى الموت على عضو مجلس قيادة الثورة السابق مزبان خضر هادي، بتهمة تجفيف الأهوار في جنوب العراق، وهي القضية التي يزعم فيها أقطاب الحكم الطائفي الجديد أن النظام السابق أمر بتجفيف الأهوار وقام بالتضييق على سكانها وتهجيرهم من مناطقهم. كما حكمت على عبد الغني عبد الغفور بالسجن مدى الحياة ، وعلى وزير الدفاع السابق سلطان هاشم احمد بالسجن 15 سنة، وعلى عزيز صالح حسن النومان عضو، قيادة حزب البعث المنحل بالسجن سبع سنوات. لكن هذه المحكمة، قضت ببراءة وطبان ابراهيم الحسن وزير الداخلية الاسبق والاخ غير الشقيق للرئيس الراحل صدام حسين لعدم ثبوت الادلة ضده، لكن وطبان كان قد حكم عليه العام الماضي بالإعدام في قضية ما يسمى "إعدام التجار" عام 1992. كما اوقفت الاجراءات بحق علي حسن المجيد عضو القيادة العراقية آنذاك بسبب تنفيذ حكم الاعدام بحقه بداية العام الحالي، ضمن الخطة المعدة سلفا لتصفية القيادات السابقة. وجاءت هذه الأحكام في وقت أعلن فيه الرئيس الامريكي باراك أوباما أن العمليات القتالية للجيش الأمريكي بالعراق ستتوقف في موعدها المحدد. وقال أوباما ،في خطاب بمؤتمر وطني بأتلانتا لقدماء المقاتلين المعوقين، إن المهمة القتالية للقوات الأمريكية ستنتهي في موعدها المحدد أي في 31 أغسطس- آب الجاري. وأضاف أوباما أنه عند وعده الانتخابي بإنهاء الحرب في العراق بطريقة مسؤولة، وأكد التزامه بالجدول الزمني الذي ينتهي بالانسحاب في نهاية العام 2011. وأقر أوباما بأن التضحيات الأمريكية في العراق لن تنتهي بانسحاب الوحدات المقاتلة، خصوصا وأن الجماعات المسلحة ستحاول دوما وقف التقدم الذي يتحقق فيه. ويأتي تأكيد واشنطن على التزامها بسحب القوات في خضم أزمة سياسية يشهدها العراق وارتفاع في أعمال العنف. وفي إطار الصراع الذي ينخر المنطقة الخضراء، أعلن رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي أنه لن يتنازل عن منصبه، واتهم عمار الحكيم زعيم الائتلاف الشيعي بالتلاعب والضحك على عقول الناس، حسب وصفه، وذلك بعدما شنت وسائل إعلام الحكيم الإعلامية هجوما على المالكي وأكدت تجميد الحوار معه. ويعتبر هذا الموقف منعرجا في الخلافات بين هذين الفصيلين الشيعيين، فيما أكدت القائمة "العراقية" التي يقودها إياد علاوي، أنها قدمت مشروعا مكتوبا لتشكيل الحكومة المنتظرة منذ مارس- آذار الماضي تاريخ إجراء الانتخابات.cxir24x