(الزفة الملكية ) للعرسان فكرة استثمارية وجدت طريقها للتسويق بالسودان عبر الإعلان عنها في وسائل الإعلام المرئية المحلية حيث اتجه عدد من أصحاب مراكز التجميل ومحلات تجهيز الزفات والحفلات وزينة العربات المتنوعة للعمل في هذا الجانب وتقديم خدمة الزفة بواسطة عربة ( الحنطور ) التي تعتبر في الأصل وسيلة مواصلات كانت سائدة فى بعض دول الشرق الاوسط قبل ظهور العربات فيها وكانت سائدة لفترة في الخرطوم كما أنها تستخدم لزفة عرسان الملوك . ومازالت عربة الحنطور المصممة للملوك منذ عهود قديمة تجد حظها في الاستخدام بالعديد من الدول ، ويبدو ان تلك الثقافة إنتقلت الى السودان بشكل جاد والدليل على ذلك محلات الزفة الملكية التي بدأت تغزو سوق (الزفات) خاصة في وسط مدينة امدرمان . قد تبدو الفكرة غريبة لكنها في ذات الوقت نوع من التغيير والتجديد وبطبع الانسان تدهشه وتشده الأشياء غير المألوفة . وتقدم المحلات المتخصصة في (الزفة الملكية ) افكار زفات جديدة عبر الحنطور تشمل (دخلة العروس ، والمعزوفة الموسيقية ، فرق متخصصة تصدح بالاغاني الغربية والعربية والسودانية وزفات بالاسماء ) حسب رغبة العرسان ، بجانب كوش اسلامية وفرعونية ذات تصاميم عالية وفريدة واكد عدد من اصحاب تلك المحلات ان الزفة الملكية تشهد اقبالا من العرسان ، رغم ان عمرها لا يتجاوز الشهرين ويزداد الطلب عليها من الجنسيات الاجنبية والعربية المقيمة بالسودان وعدد من الأسر السودانية العريقة ، وأشاروا الى ان اسعار(الزفة الملكية ) مناسبة مقارنة بزفة العربات وقال : احمد خليل صاحب محل تجهيز زفات ان الزفة الملكية بصورتها الحالية تحمل نكهة خاصة لكنها لا تعكس تقاليدنا وتراثنا وعنوان ملامحنا السودانية الممزوجة بالعديل والزين ، فالزفة السودانية في السابق كانت تصاحبها السيرة وأنغام الدلوكة ومع مرور الزمن دفنت كل التقاليد وانحصرت في عربة العرسان وعربة اخرى لصديقات وأخوات العروس ، وهذا الشي لا يبتعد عن الزفة الملكية التي تتم في شكل سيرة كاملة ولكن بواسطة عربات الحنطورتصاحبها معزوفة شعرية والزغرودة المسجلة واعتبر عباس خير السيد صاحب محل تزيين عربات العرسان ان السيرة وانغام الدلوكة في الزفة السودانية أكل عليها الدهروشرب وأصبحت الآن نادرة وسط ظهور الزفة العربية القادمة عبر الفضائيات ومؤخرا الملكية التي من المتوقع ان تحل محل الزفة السودانية في مناسبات الزواج وفي استطلاع مع المواطنين تباينت الآراء واختلفت حول ثقافة الزفة الملكية فهناك من يرى ان الزفة عبر الحنطور وعلى أنغام الموسيقى العربية أو الغربية ثقافة دخيلة تسهم في محو العادات السودانية الأصيلة وهي نوع من التباهي غير المنطقي ويبقى المطلوب هو الرجوع الى زفة زمان الحلوة وأغاني السيرة والحماس والعديل والزين اما الرأي الآخر فقد أيد التغيير والتجديد خاصة ان عنصر الغرابة يدهش ويعجب الكثيرين معتبرين ان الزفة الملكية فكرة مجنونة واستثمار سيكتب له النجاح . السوداني