الهوية..ما بين الزفة (المصرية).. والرقصة (الهندية)!!! الخرطوم: رانيا ابوسن الزفة السودانية كانت في السابق تحمل نكتها الخاصة وتحمل تقاليدنا وتراثنا وعنوان ملامحنا بالعديل والزين، و(سيرو) والزغرودة اصبحت الآن نادرة وسط ظهور الزفة العربية القادمة عبر الفضائيات والتى حلت محل الزفة السودانية في المناسبات واصبحت طاغية رغم انها ليست من لغتنا ولا عاداتنا، (السوداني )، استطلعت بعض المواطنين عن هذا الغياب واسبابه والتأثر بالثقافات الاخرى..فماذا قالوا؟ (1) الطالبة فدوى غزالي قالت إن الزفة على انغام الموسيقى العربية او الفرعية عادة دخيلة وتساهم في نسيان عاداتنا الاصلية وعايزين نرجع العديل والزين والزغاريد والمظاهر السودانية حقتنا...واضافت أن الامر بالفعل خطير، وسيزداد خطورة اذا ما تجاهلنا اهميته. (2) الحاجة زينب عبدالباقي تبلغ من العمر(60) عاما استقبلتنا ببشاشة وطيبة قلب وحكت لنا عن ايام زمان و(زفة زمان)..وقالت:( ايام زمان حلوة وغناها جميل وعرسنا متعة والآن اختلطت الاشياء أين اغاني السيرة والحماس؟...اين مشهد رش اللبن؟..اين الدلوكة المخموجة..؟)...وختمت حديثها باعتراف أن الزمن قد تغير وتغير معه كل المجتمع السوداني. (3) اما الطالب يوسف هاشم خريج جامعة الخرطوم فقال إن اتجاه الناس للغناء العربي نوع من التفاخر والتباهي بالموضة واصبح الناس كذلك في الاكل واللبس وحتى في الحديث وصاروا مقلدين لكل ما هو خارجى وهذا غير مقبول..فلماذا لا نسعى لكي يقلدنا العالم بدلاً من أن نقلده نحن؟؟ (4) الاستاذة ندى الجاك اشارت إلى أن الناس تحب الجديد والتغيير وهي شخصيا تحبذ الموسيقى العالمية. لكنها استدركت قائلة: (يجب أن نستفيد من تراثنا الفني حتى يقتنع الغير أن في تراثنا تميزا لا يوجد في اي تراث آخر مهما كانت طريقة تقديمه والانسياق السافر وراء العولمة المزيفة من التقليد للغناء العربي والغربي الذي لا يمت الينا بصلة ويبقى التراث السوداني هو الاصل. (5) واخيراً ابدى مجدى إسماعيل دهشته من مهاجمة الكثيرين لاغنية (عوض دكام) التى غناها الشاب طه سليمان قبل سنوات وادرج ضمن سياقها هذه الجزئية ووصفها بانها ضياع للهوية، واضاف: (نحنا هويتنا ضاعت فعلا..لانو بصراحة عندنا عقدة اسمها (الدونية) ياريت تغادرنا..لانو العندنا اجمل من العند اي شعب تاني).