أخفقت اللجنة الأمنية المشتركة بين السودان ودولة الجنوب في عقد اجتماعها أمس بالعاصمة الأثيوبية برغم وصول وفد رفيع المستوى من الخرطوم بقيادة وزيري الدفاع والداخلية وقيادات أمنية واستخباراتية رفيعة. بينما رفضت الخرطوم مقترحا من الوساطة الإفريقية لمعالجة قضايا متأخرات البترول قضى بدفع دولة جنوب السودان ما يعادل 25 ألف برميل للخرطوم لمدة 90 يوما يحسم خلالها الخلاف بين البلدين حول الرسوم والمتأخرات وسط ترجيحات بإنهاء الجولة اليوم وفقا للجدول المعد سلفاً. في وقت أثار غياب الرئيس الجنوب إفريقي السابق رئيس آلية الوساطة حزمة من التساؤلات ما ألقى أيضا بظلال سالبة على الاجتماعات المشتركة. وأبلغت مصادر واسعة الإطلاع "الأحداث" بفشل اجتماع اللجنة الأمنية السياسية الذي خصص لإتمام الاتفاق حول الحدود وفتح المعابر بين البلدين لتغيب وزراء دفاع وداخلية دولة الجنوب، فيما حط بأديس أمس وزير الدفاع السوداني الفريق عبد الرحيم محمد حسين ووزير الداخلية إبراهيم محمود حامد ووزير الدولة بالخارجية فضلا عن رئيس هيئة الأركان المشتركة وقيادات أمنية رفيعة المستوى، بينما غيبت جوبا وزراء الصف الأول ما دفع وفد الخرطوم للمطالبة بتعليق الاجتماع برغم مقترح الوساطة بترؤس رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق عصمت عبد المجيد للاجتماع، واتهمت المصادر دولة الجنوب بعدم الجدية في حسم القضايا العالقة وعدت تغيب الوزراء عن اللجنة الأمنية غير مبرر ، وقالت بأن الورقة المعدة للنقاش نفسها لم تلق تجاوبا من الحكومة بعد تناولها فتح المعابر في النيل الأزرق بما يتجاوز مهمة لجنة المراقبة التي يفترض مناقشتها الترتيبات الخاصة بالمعابر العشرة الحدودية المتفق عليها في الاجتماع السابق بالخرطوم في 18 سبتمبر الماضي. ونبهت المصادر إلى ارتباط القضايا الأمنية الوثيق بالمسائل المتصلة بتجارة الحدود وانتقال المواطنين وفتح المعابر. وأعلن بيان لاحق لآلية الاتحاد الإفريقي تأجيل الاجتماع حتى 26 يناير الجاري بناء على طلب الخرطوموجوبا. وفي سياق متصل تنهي الوساطة الإفريقية بقيادة الرئيس البورندي السابق ببير لوييا اليوم المفاوضات الاقتصادية دون تقدم في ملف البترول قابله تطور ملموس في ملف التجارة، وبحسب المصادر فإن موافقة الطرفين على الجلوس ووضع جدول مشترك يعتبر تقدما لافتا، ونفت المصادر مغادرة الوفدين الاقتصاديين مقر التفاوض عقب إعلان الجنوب إغلاق أنبوب النفط، ونبهت إلى أن الوساطة حددت في وقت سابق إنهاء الجولة بحلول 23 يناير، وكشفت ل "الأحداث" عن دفعها بمقترح للطرفين حول عائدات النفط قضى بحث الدولتين على عدم اتخاذ إجراءات أحادية وحتمية التعاون لحل العقبات، وتقرر تشكيل لجنة للإشراف على مدى التزام الخرطوموجوبا بتلك الموجهات يشارك فيها المجتمع الدولي بممثلين، وأكدت المصادر رفض وفد الخرطوم مقترحا من الوساطة بمنح الخرطوم ما قيمته 25 ألف برميل على مدى ثلاثة أشهر تخصم لاحقا بعد تسوية الخلافات. ورجحت رفض الجنوب لذات المقترح. فيما شرع مفاوضو الخرطوم بإعداد مقترح بديل يتوقع أن تكون الوساطة تسلمته بوقت متأخر أمس. ورجحت المصادر رفع الجولة الحالية دون تسوية واضحة بالنظر لاقتراب موعد القمة الإفريقية والتي ينتظر أن تشهد قمة بين الرئيسين البشير وسلفاكير لتسوية الخلافات الحالية بوساطة إفريقية على مستوى الرؤساء . الاحداث