حوار: سحر محمد بشير تصوير: متوكل البيجاوى ذلكم الصوت الدافئ القادم من غربنا الحبيب كردفان الغرة حيث نشأت في بيئة فنية أدبية حيث كان والدها من مؤسسى فرقة فنون كردفان.. اخلاص النوراني محمد الطيب بدأت حياتها الإعلامية بتلفزيون الأبيض قبيل التحاقها بكلية الآداب جامعة الخرطوم قسم اللغة الإنجليزية لتعمل بعدها في الإذاعة السودانية واذاعتي الخرطوم وملتقى النيلين آنذاك.. ثم عملت بالتلفزيزن القومي كأول مذيعة للنشرة الجوية ومن ثم انتقلت لبرامج المنوعات والفترات المفتوحة كبرنامج صباحك يابلد إعدادًا وتقديمًا.. »تقاسيم« جلست اليها ابان عودتها من كندا حيث هاجرت برفقة زوجها واستقرت هناك قرابة الخمس سنوات.. بداية نرحب بك أستاذة إخلاص وسط أهلك »وناسك« .. حدثينا عن أسباب ودوافع الهجرة ؟ -الأسباب كثيرة، منها طموح لارتياد معالم جديدة ولاستكشاف معالم وحضارة وثقافة وعلم وايضًا كانت بداية لحياتي الزوجية ولها دوافع اقتصادية واجتماعية. بالتأكيد هنالك إيجابيات وسلبيات لتلك الهجرة؟ -الأثر الإيجابي كان في ان نسبة الإضافة كبيرة حيث العلم والثقافة والاستكشاف حيث تشهد مدينة »هبردج« تظاهرة ثقافية سنويًا تشارك بها كل الشعوب المقيمة بتلك المدينة بتراثها وفلكلورها الشعبي.. هذا إضافة الى »باريت« الصيف ومهرجانات الأزياء والليالي الموسيقية التي تقام بالشوارع، ورغم ان الرسالة الإعلامية هنالك مختلفة تمامًا ولا يتم تعيين اعلاميين الا من ذات البلد وهذا من السلبيات حيث يعاني الإعلامي الوافد من مشكلة تقييم الشهادات الدراسية ويكون مطالبًا بإعادة الدراسة الإعلامية مرة أخرى وفق منهجهم. حصاد تلك التجربة من الهجرة؟ -درست هناك مقدمة علم الاجتماع والموارد البشرية إضافة الى الإنجليزية المتطورة والآن أعد العدة لنيل درجة الماجستير من جامعة الخرطوم، ويمتاز اهل تلك البلاد بالشفافية في التعامل والإتكيت والشيء اللافت أن تلك الشعوب لها المقدرة على تقديم نفسها. وماذا بشأن العودة هل هي عودة نهائية ام عودة ممرحلة؟ -كان لا بد من العودة في تلك الفترة بالذات حتى ينشأ ابنائي في الجو السوداني ويتسنى لهم تعلّم اللغة العربية والدين الاسلامي حيث عملت على انتمائهم لمدارس قرآنية.. أما مرحلة الاستقرار الدائم فمرتبطة بظروف عمل زوجي. هنالك اتهام موجه صوب المذيعة السودانية وهو اهتمامها بالنواحي التجميلية أكثر من الثقافية؟ - هنالك اتهامات تلقى جزافًا وفيها تحميل على المذيعات والثقافة لا تنفصل عن المنظور الاجتماعي لكن في بعض الاحيان هناك آفة الصحافة الفنية التى لاتفرّق بين خصوصية المهنة وخصوصية الحياة والاهتمامات الخاصة. والاهتمام بالجماليات شيء ايجابي لكن يجب الاهتمام بالثقافة والإعداد البرامجى يساهم في تثقيف المذيع ولابد من فتح خط للثقافة الأجنبية. فترة غيابك عن التلفزيون امتدت قرابة خمس سنوات.. كيف وجدته بعد كل هذا الغياب؟ - وجدته على مستوى من الثقافة والإعداد والتقديم البرامجي وجماليات الشاشة، والعائد المادي جيد، وعادة المغتربون خارج الوطن يشاهدون التلفزيون بعين الحنين الى الوطن اما الرأي الشخصي عنه ان العاملين به يمتازون بالطيبة والعلاقات الجميلة بينهم. في الآونة الأخيرة ظهرت عدد من القنوات منها الشامل ومنها المتخصص ما رأيك في تعدد تلك القنوات بصورة عامة؟ -القنوات المتخصصة هي رسالية لهدف معين، لكن القنوات الشاملة تعمل باسلوب تنافسي يؤدى لتطور الإعلام في السودان، وخير دليل على ذلك تطور قناة الخرطوم الى فضائية ومنافسة قناة الشروق لقناة الجزيرة، اما قناة النيل الأزرق فهي جزء اصيل من التلفزيون القومي. ألم يعاودك الحنين للإذاعة السودانية؟ -الإذاعة دفء الكلمة وصدقها وهي مدرسة لتخريج الأجيال وأي مذيع يتخرّج من مدرسة الإذاعة لا يتساقط وهي التي فرّخت غالبية مذيعي التلفزيون وتمتاز بالتماسك البرامجي. والتلفزيون القومي هل في نيتك العودة للعمل به مرة ثانية؟ -لقد وجدت ترحيبًا حارًا بصفة شخصية ولديّ انتماء قوي تجاهه حيث كان له الفضل في صنع شخصيتي الإعلامية وأعطاني الشهرة ولكن أعيب عليه الفكرة المغلوطة في عدم تجديد الدماء به مع احترامي لكل الخبرات العاملة بالتلفزيون.