سنغافورة (رويترز) - من شأن وقف إمدادات النفط من جنوب السودان رفع العلاوة السعرية في السوق الفورية للنفط الخام والتي بلغت بالفعل مستويات قياسية في حين تجاهد الصين واليابان أكبر مستهلكين للنفط السوداني في البحث عن مصادر بديلة وهما يأخذان في الحسبان أثر العقوبات المفروضة على إيران على إمدادات النفط العالمية. أوقف جنوب السودان امداداته من النفط التي تقدر بنحو 350 ألف برميل يوميا بسبب خلافات مع السودان على فك الارتباط بين قطاعي النفط في البلدين وعلى الديون والحدود. وقبل الإغلاق كانت الصين تستورد أغلب هذه الكمية فاشترت نحو 260 الف برميل يوميا في 2011 وفقا لبيانات الجمارك الصينية. وهذه الخسارة إلى جانب خفض الصين لوارداتها من إيران وسط خلاف بين بكين وطهران على العقود الآجلة تركت الصين في حالة بحث عن بدائل لنحو عشرة بالمئة من وارداتها أي ما يعادل 545 ألف برميل يوميا. وقال فيكتور شام الشريك الرئيسي في شركة بورفين اند جيرتس للاستشارات النفطية "تعويض العجز في الامدادات بسبب هذا الوقف المفاجيء سيمثل تحديا بالنسبة لنا إذ أن الكمية الاجمالية ليست صغيرة." وأضاف "بشكل عام هذا وضع صعب تواجهه فيه المصافي الاسيوية نقصا في الإمدادات." ومن المستبعد أن تقدم السوق الفورية الاقليمية حلا للمشكلة بسبب محدودية المعروض الناتجة عن ارتفاع الطلب من اليابان لتوليد الكهرباء بعد زلزال مدمر شل منشآت نووية العام الماضي. وزاد تعطل الامدادات من ارتفاع الاسعار لتزيد العلاوة السعرية على النفط في السوق الفورية في مارس آذار إلى مستوى قياسي. وقد تدفع الأسعار لمزيد من الارتفاع - لكن أعمال الصيانة في المصافي المقررة في الربع الثاني يمكن أن تحد من أي ارتفاع متوقع. وسمح السودان يوم الأحد بخروج سفن محملة بنفط جنوب السودان لكنه لم يوافق بعد على السماح بمرور المزيد من الصادرات. وأدى وقف صادرات جنوب السودان في خطوة احتجاجية إلى قطع الامدادات عن شركة النفط الوطنية الصينية وشركة بتروناس الماليزية وشركة النفط والغاز الطبيعي الهندية وهي شركات تملك حصصا في حقول الجنوب. وقال أحد المسؤولين من شركة تملك حصة "نتوقع بعض التعطيل في جداول التحميل مع وقف الانتاج... نأمل في التوصل إلى حل سريع." والنوعان الثقيلان منخفضا الكبريت وهما خام النيل وخام دار اللذان ينتجان في جنوب السودان هي المفضلان في اليابان لتوليد الكهرباء وفي المصافي الصينية. فعادة ما يمزجان لخفض الكبريت في زيت الوقود وهو منتج ثانوي لمصافي الخام ويستخدم أساسا في تشغيل السفن ويباع لشركات الكهرباء في أسواق مثل اليابان وتايوان. واشترت الصين بالفعل كميات إضافية من السوق الفورية من روسيا وغرب افريقيا والشرق الاوسط وكذلك من فيتنام في يناير كانون الثاني وفبراير شباط لتعويض خسائرها من إيران. وقال روي جوردان المحلل المقيم في لندن من فاكتس جلوبل انرجي "تعطل واردات الخام من جنوب السودان أضيف إلى خفض الصين لوارداتها من إيران في وقت سابق هذا العام ... هذا يعني إنه يتعين عليها التطلع لمصدرين آخرين في الشرق الأوسط وحوض الأطلسي لتعويض النفط." واشترت الصين نسبة عشرة بالمئة إضافية من خام انجولا الثقيل منخفض الكبريت في مارس ما رفع العلاوة السعرية في السوق الفورية على خام دلتا المشابه لخام دار السوداني في الجودة بعد ان كان مسعرا بأقل من قيمته. والخامات الاسترالية الثقيلة منخفضة الكبريت يمكنها كذلك أن تحل محل الخام السوداني لكن الصادرات تتراجع عادة في أوقات الأعاصير في أول ربع من كل عام. وارتفعت واردات الصين من استراليا 42 بالمئة في عام 2011 إلى 81939 مليون برميل يوميا وزادت وارداتها 25 بالمئة من فيتنام إلى 17140 برميل يوميا. وزادت يونيبك الصينية وارداتها من الخام الروسي إي.اس.بي.او من السوق الفورية الروسية إلى ثلاث شحنات شهريا في حين اشترت في الفترة الأخيرة خام الأورال بعقد تسليم في فبراير. ومما يعقد المشكلة في الصين الطلب الإضافي على النفط في اليابان ثالث اكبر مستهلك للنفط في العالم التي تقتنص بانتظام منذ فترة الكميات الأكبر من الخام الثقيل والمتوسط منخفض الكبريت من فيتنام واندونيسيا تاركة القليل للعرض في السوق الفورية. ويقول أوسامو فوجيساوا الاقتصادي المختص بالنفط إن البدائل التي تتطلع إليها اليابان قد تشمل خام الجابون الخفيف وزيت الوقود منخفض الكبريت. والسودان هو ثاني أكبر مورد للخام الخفيف لليابان بعد اندونيسيا. وتستخدم اليابان هذا الخام في محطات الكهرباء. وقال متعامل لدى شركة يابانية "خام النيل شائع جدا لدى بعض محطات الكهرباء في اليابان... سيكون من الصعب استبداله إذ أن أي تغيير في مستوى الجودة قد يؤثر على المعدات