دعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي واتحادات طلاب جامعات مصرية وحملة دعم ترشيح الدكتور محمد البرادعي لرئاسة الجمهورية، إلى عصيان مدني شامل، لإجبار المجلس العسكري (الحاكم في البلاد) على تسليم السلطة للمدنيين في ذكرى تخلي الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن الحكم يوم 11 فبراير (شباط) الماضي، احتجاجا على ما قالوا إنه سوء إدارته للمرحلة الانتقالية، وحملوه مسؤولية «مذبحة» بورسعيد التي وقعت منذ أيام وأسفرت عن سقوط 74 قتيلا ومئات الجرحى أغلبهم من مشجعي الألتراس. وتسعى قوى سياسية وبرلمانيون إلى فتح حوار مع المجلس العسكري لإقناعه بضرورة الإسراع في تسليم السلطة قبل الموعد المقرر في مطلع يوليو (تموز) المقبل، لكن قيادات القوى الثورية ترى أنه لا مجال للتفاوض مع المجلس العسكري. ورغم أن مطلب التبكير بتسليم السلطة مرفوع منذ مطلع العام الحالي فإن «مذبحة بورسعيد» أعطت دفعة جديدة لدعاة الإضراب العام. ولفت بيان حملة ترشيح البرادعي (الذي أعلن تراجعه عن خوض سباق الانتخابات الرئاسية اعتراضا على سوء إدارة العسكري للسلطة) إلى وجود مؤامرة استهدفت الألتراس تزامنا مع الذكرى الأولى ل«موقعة الجمل»، خاصة أن الألتراس كانوا من الفصائل المشاركة بقوة إبان ثورة 25 يناير. وحملت حملة البرادعي مسؤولية المذبحة وأحداث الانفلات الأمني التي سبقتها إلى المجلس العسكري، واصفة الأحداث الأخيرة بأنها عقاب للمصريين على ثورتهم الداعية للحرية والمناوئة للفساد وأشكاله. ودعت الحملة إلى إضراب عام جزئي يوم الخميس 9 فبراير (شباط) الحالي يبدأ من الساعة العاشرة صباحا وحتى الواحدة ظهرا، ثم يتم تصعيده إلى إضراب شامل وعصيان مدني يوم 11 فبراير (شباط) إذا استمر المجلس العسكري على موقفه الرافض لتبكير تسليم السلطة للمدنيين. وتجاوب مع الدعوة عدد من الجامعات المصرية الحكومية والخاصة، مؤكدة مشاركتها في العصيان المدني، خاصة بعد أن سقط قتلى وجرحى من طلاب هذه الجامعات في «مذبحة بورسعيد»، وأصدرت اتحادات طلاب تلك الجامعات بيانات استنكرت الحادث الدموي وطالبت بمحاسبة المسؤولين. وأعلنت كل من جامعة النيل وجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب والجامعة البريطانية مشاركتها في العصيان المدني، وجاء في بيان الجامعة البريطانية المطالبة بإقالة النائب العام، ومحاكمة رموز النظام السابق محاكمة ثورية، ويشاركه في المطالب بيان اتحاد طلاب الجامعة الأميركية بالقاهرة التي أعلنت حالة الحداد على «شهيدها» عمرو محسن ونكست أعلام الجامعة حدادا على أرواح الضحايا. ويرى الناشط السياسي جورج إسحاق المنسق العام السابق لحركة كفاية أن فكرة العصيان المدني يمكن أن تكون فعالة للضغط على المجلس العسكري، قائلا ل«الشرق الأوسط»: «العصيان تعبير سلمي وحضاري وليس مخالفا للقانون.. وعلى المجلس العسكري الاستجابة لمطالب الشعب وفتح باب الترشح للرئاسة بعد الانتهاء من انتخابات مجلس الشورى وتشكيل حكومة ائتلافية». ونعت أيضا الجامعة الألمانية فقيدها كريم خزام الذي سقط جراء حادث بورسعيد، وأدان بيان اتحاد طلبة الجامعة الألمانية مقتل الطالب خزام واصفين الأحداث المضطربة التي شهدتها البلاد في الفترة الأخيرة بأنها «طريقة ممنهجة لتصفية خيرة شباب الوطن من القوى المحركة للثورة المصرية»، كما استنكر البيان تشويه الإعلام المصري الرسمي للثورة وربطها بحالات الفوضى على مدار عام من عمر الثورة. كما أعلن مشاركة الطلبة في العصيان المدني، وطالب البيان المجلس العسكري بتسليم السلطة وسحب الثقة من حكومة الدكتور كمال الجنزوري وتشكيل لجنة لمحاسبتها عن كل الجرائم التي وقعت في عهدها، ودعت إلى سرعة تشكيل حكومة ثورية.