سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البشير : نصحوني بعدم السفر الى تشاد لأن القوات الفرنسية ستعتقلني في المطار..لكن الرئيس ديبي «فارس وأمين». الحركة الشعبية : تأجيل الاستفتاء في الجنوب سيهدد السلام وبرلمان الجنوب سيتدخل
الخرطوم (رويترز) - اعلن الحزب الحاكم في جنوب السودان يوم الاحد ان اي محاولة لتأجيل الاستفتاء المقرر اجراؤه في الجنوب في يناير كانون الثاني بشأن الاستقلال سوف يعني النكوص عن اتفاقية السلام المبرمة بين الشمال والجنوب عام 2005 والتي انهت اطول حرب اهلية في افريقيا. وذكر عضو في مفوضية الاستفتاء يوم السبت انه لا يوجد وقت كاف لتنظيم الاستفتاء طبقا للقانون بحلول التاسع من يناير كانون الثاني عام 2011 وأيد تأجيل الاستفتاء. ويشن حزب المؤتمر الوطني الحاكم المهيمن في الشمال حملة نشطة من اجل الوحدة خشية فقد موارده النفطية والتي يقع كثير منها على الحدود التي مازال متنازعا عليها بين الشمال والجنوب. ولكن الحركة الشعبية لتحرير السودان الجنوبية المتمردة سابقا قالت انه اذا حدثت اعاقة او تأجيل للاستفتاء فان الجنوب سيمارس حينئذ حقه في تقرير المصير بوسائل اخرى. وقال باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ان اي محاولة لتأجيل الاستفتاء سيكون نكوصا عن اتفاقية السلام كما انها ستكون خطرا على عملية السلام الشاملة في السودان. واضاف انه مازال من الممكن اجراء الاستفتاء في موعده بدعم من الاممالمتحدة. ويعتقد معظم المحللين ان الاستفتاء سيسفر عن انفصال الجنوب. وقال اموم انه اذا حدثت اي محاولة لتأجيل او تعطيل الاستفتاء فان برلمان جنوب السودان سيقرر الطرق التي يمكن ان يمارس بها الجنوبيون حقهم في تقرير المصير. واردف قائلا للصحفيين في الخرطوم ان احد تلك الطرق قد تكون تولي برلمان جنوب السودان الاشراف على عملية تنظيم الاستفتاء بشكل كامل دون الشمال اذا جاءت عملية الاعاقة من الشمال. واضاف ان من بين الطرق الاخرى اجراء تصويت في البرلمان ليس بالضرورة ان يكون اعلانا شاملا للاستقلال وقال ان اتفاقية عام 2005 تسمح بذلك. واندلعت اشتباكات متقطعة بين جنوب السودان الذي يدين أكثر سكانه بديانات تقليدية أو بالمسيحية والشمال الذي تقطنه اغلبية مسلمة منذ عام 1955 . وقال اموم ان الطرفين سيبدأن يوم الاثنين محادثات طال تأجيلها بشأن ترتيبات ما بعد الاستفتاء بما في ذلك تعريف المواطنة والحدود واقتسام الثروة. وتقول وكالات الاغاثة ان الصراع اودى بحياة مليوني شخص وذلك بشكل اساسي بسبب الجوع والمرض كما تسبب في تشريد اكثر من اربعة ملايين شخص وزعزعة استقرار مناطق كثيرة من شرق افريقيا البشير لولاة دارفور: اطردوا المنظمات الدولية دون الرجوع إلي كشف عن نصائح بعدم السفر إلى تشاد لوجود فخ فرنسي لاعتقاله الخرطوم: فايز الشيخ لندن: مصطفى سري كشف الرئيس السوداني عمر البشير عن تلقيه نصائح بعدم السفر إلى تشاد في زيارته الأخيرة، بزعم أن فخا أعد لاعتقاله من قبل القوات الفرنسية المرابطة في المطار، ووصف الرئيس ديبي بأنه «فارس وصادق وأمين»، فيما فوض البشير ولاة ولايات دارفور الثلاث بطرد وكالات الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية وبعثة اليونميد حال تجاوزهم التفويض الممنوح لهم وبنود الاتفاقات التي تحكم وجودهم، دون الرجوع إليه قائلا «اطردوهم من غير أن تبلغوني». إلى ذلك أعلن والي ولاية غرب دارفور الشرتاي جعفر عبد الحكم، استيلاء مجموعة مسلحة مجهولة على مرتبات للعاملين في إحدى المحليات وقتل أحد أفراد طاقم الحراسة وإصابة عدد منهم. في غضون ذلك، وجهت الحركة الشعبية انتقادات لاستراتيجية الحكومة في دارفور وطالبت بتعميم نموذج اتفاقية نيفاشا على كل السودان مع إضافة القضايا ذات الخصوصية لدارفور ولغيرها من الأقاليم. وكان البشير قد فوض ولاة ولايات دارفور باتخاذ قرارات الطرد دون الرجوع إليه، وتأتي تهديدات البشير كأول رد فعل عالي المستوى على الأزمة القائمة حاليا بين بعثة اليونميد وحكومتي جنوب وغرب دارفور في أعقاب أحداث معسكري (كلمة والحميدية) ورفض اليونميد تسليم السلطات من تتهمهم بارتكاب جرائم في المعسكرين. واستخدام البشير لهجة حادة تجاه المنظمات وبعثة اليونميد التي اتهمهما باعتراض الحكومة عن أداء مهامها وبسط سلطتها في المعسكرات وزاد «هناك حكومات منتخبة بالإقليم، كما أن السلطة لم تنهر والمعسكرات أرض سودانية خاضعة لسلطة الحكومة». من جهة أخرى، شهد لقاء بين وفد من البرلمان السوداني ومجلس تشريعي الجنوب ملاسنات حادة حول وحدة السودان فيما قدم برلمانيون عرضا بالاعتذار على «ما فات» في وقت رشحت فيه تقارير صحافية في الخرطوم حول تأجيل الاستفتاء لمدة 6 أشهر. إلى ذلك قررت السلطات السودانية رفع الرقابة القبلية على الصحف مع التهديد بعودتها مرة أخرى حال «تجاوز الخطوط الحمراء». ومع إرهاصات بروز أزمة جديدة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حول قضية استفتاء جنوب السودان، سجل وفد من لجنة استفتاء وتعزيز وحدة السودان زيارة إلى الجنوب وصفها أعضاء من المجلس التشريعي لجنوب السودان بأنها «جاءت متأخرة» في وقت شهدت الجلسة المشتركة بين لجنة الاستفتاء وتعزيز الوحدة المكونة من 30 عضوا في المجلس الوطني وأعضاء المجلس التشريعي لبرلمان الجنوب نقاشات ساخنة حول تقرير مصير جنوب السودان وصفت بأنها «هواء ساخن أطلق». وذكرت مصادر صحافية في الخرطوم «أن مشاورات داخل الحكومة السودانية حول تأجيل الاستفتاء قطعت شوطا كبيرا، وأن قرارا متوقعا بتأجيل الاستفتاء لمدة 6 أشهر ربما يتخذ لكن دوائر الحركة الشعبية استبعدت ل«الشرق الأوسط» حصول اتفاق على التأجيل. إلى ذلك، قال محمد الصديق كدروس عضو لجنة السلام والوحدة «إذا أردنا أن نخرج البلاد من المرحلة الحرجة التي تمر بها فلا بد أن يكون الاستفتاء ناجحا وأن نقر ونعترف ونعتذر عما فات ونتنازل من أجل المصلحة العامة متناسين مرارات الماضي»، مشيرا إلى «أن الاستفتاء قضية تهم كل أبناء الوطن الغيورين على وحدة بلدهم وهي مسؤولية الجميع وليست الحكومة وحدها ولا بد لنا من مساندة الجهود المبذولة لمجابهة القضايا التي تهم الوطن».