تعيش قيادات من الحزب الحاكم بمدينة عطبرة حالة من التململ وعدم الرضا عما اسمته السياسات الخاطئة لحكومة ولاية نهر النيل، في الوقت الذي كشفت فيه مصادر موثوق بها لصحيفة بربر أن هذا الوضع قد يتمخض عن مذكرة احتجاجية تطالب بالتصحيح في عموم الولاية. ولم تستبعد أوساط من القيادات الإسلامية صدور المذكرة على أثر حمى المذكرات التي كثر عنها الحديث في الأونة الأخيرة، رغم ان رئيس الجمهورية قلل من شأنها في حديثه للتلفزيون، مؤكدا انها تعبر عن قلة وأن أي تصحيح يجب أن يمر عبر القنوات الرسمية للحزب والمؤتمرات وليس عبر أجهزة الإعلام. وكان البشير قد لمح إلى ان الحزب قد يحاسب أصحاب مذكرة الألف، مشيراً إلى أنهم قلة في مقابل عضوية المؤتمر الوطني الذي قال انها تصل خمسة ملايين سوداني. وتفيد الأوساط بعطبرة بحسب متابعات (صحيفة بربر) أن خروج المذكرة إلى النور يتوقف على الجرأة التي ربما هي غير متوفرة بشكل كاف الآن، لكن هذا لا يعني استبعاد حدوث ذلك. وتشتكي قيادات إسلامية بالمدينة التي عرفت بتاريخها السياسي الطويل من سياسات غير راشدة في حكم الولاية وإقصاء لعدد من الخبرات والكوادر التي لها تاريخ طويل في الحركة الإسلامية والخدمة المدنية بحسب تقديرهم، كما يؤكدون على أن بعض التصرفات الراهنة تدعم الجهويات الضيقة وتفرق بين المحليات والمدن بالولاية في توزيع حصص التنمية. ويضيفون ان هناك شخصيات قريبة من السلطة التنفيذية تمارس سياسات تضرّ بعموم نهر النيل وهي تنظر فقط إلى مصالحها الشخصية بحيث ترغب في إقصاء المؤثرين سياسيا من القيادات ممن يمكن أن تكون آرائهم منطقية وأصحاب حجج أو لهم القدرة على مواجهة الآخرين بالأخطاء التي يصعب الدفاع عنها. ويصل الوضع عند البعض إلى وصف المحسوبية بالولاية ب "المتعمدة"، وفي هذا الإطار يشار إلى شكوى قيادات مما اسمته إهمالا لمدينة عطبرة على حساب الدامر تنمويا وفي توزيع المناصب بالحكومة، مؤكدين ان ذلك يصب في صراعات قديمة ليس من الحكمة إعادتها إلى الواجهة اليوم، مشيرين على سبيل المثال إلى مشروع سوق الدامر الذي يكلف المليارات والاهتمام الكبير به من قبل الحكومة في مقابل معاناة عطبرة ومناطق أخرى. ويشتكي أهالي عطبرة من توقف التنمية بالمدينة ونقل العديد من المؤسسات الكبيرة والوزارات منها إلى مناطق أخرى وفي هذا الإطار تؤكد الكثير من القيادات "أن ما يحدث غير مقبول، وهو لا يشبه سلوك والي نهر النيل الفريق الهادي عبد الله، مشيرين إلى أن هناك جهات أخرى تدفع في اتجاه تصعيد الأوضاع. ويذكر ان مدينة عطيرة كانت في العهود الماضية رأس الحربة في اشعال الاحتجاجات ذات الطابع المطالبي، وذلك بحسب قوتها النقابية وكثافتها العمالية وأهميتها الاستراتيجية كونها مركز الوسط في البلاد ونقطة إلقاء خطوط السكة حديد وأكبر نقطة لمرور البضائع من ميناء السودان إلى كل المدن السودانية.