مراقبون يؤكدون أن نتائجه جاءت غير متسقة مع حدة الأزمة السورية أكد مراقبون ونشطاء أن مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي انعقد في تونس أمس الجمعة، أخفق في اتخاذ قرارات لوقف إراقة الدماء السورية، وجاء ذلك في حديثهم لبرنامج "بانوراما" على شاشة "العربية" اليوم السبت. ومن الرياض، أكد الدكتور فهد العرابي الحارثي، رئيس مركز اسبار للدراسات والبحوث والاعلام، أن "مؤتمر تونس لم يخرج بنتائج بسبب اختلاف الحسابات الداخلية للقوى المؤثرة، فالولايات المتحدة وفرنسا تستعدان للانتخابات، والصين وروسيا رفضتا المشاركة من الأساس رغم دعوتهما". وأوضح المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا، بسام جعارة، من لندن، أن "مؤتمر تونس كان يناسب دولة تعرضت لزلازل، وليس شعب يتعرض للقصف والقتل اليومي". وأضاف أن "مطالب المؤتمر جاءت ضعيفة للغاية ومنها استبعاد فكرة التدخل العسكري، والحديث عن أفكار يرفضها النظام السوري مسبقا مثل توفير ممرات آمنة". وقال إن "إسرائيل تشعر بالرضا مما يحدث في داخل سوريا، ولكنها تعتقد أن تغيير النظام السوري سيجلب توترات إلى إسرائيل، ولذا فإن الفيتو الإسرائيلي أشد وقعا من الفيتو الروسي والصيني". ومن دمشق، أعلن عامر الصادق ممثل اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن "مؤتمر تونس كان خطوة إيجابية، ولكن نتائجه لم تشمل خطوات عملية تصب نحو إسقاط النظام السوري". وقال إن "بشار الأسد مجرم من عائلة إجرامية، ولذا فإنه لن يتراجع عن قتل الشعب السوري واستخدام أسلحة محرمة دوليا ضد المواطنين مثل القنابل العنقودية". وحذر من "مغبة تجاهل ما يقوم به النظام السوري حتى يقوم بإبادة مدن بأكملها تحت سمع ونظر المجتمع الدولي". ومن حي بابا عمرو المحاصر في حمص من قبل النظام السوري، قال الناشط السياسي خالد ابو صلاح إن "قوات الأمن منعت الصليب الأحمر من دخول الحي، وأن الصحافيين الأجانب المحاصرين والمصابين بالداخل رفضوا الخروج مع الهلال الأحمر، وطلبوا وجود الصليب الأحمر ودبلوماسيين غربيين لأنهم لا يثقون في النظام السوري الذي يقتل شعبه". ومن جانبه، ذكر الاعلامي والناشط الحقوقي، سفين بن حميدة، أن "تراجع صوت تونس بشأن الملف السوري جاء بسبب تأثيرت داخلية وخرجية، فهي لم تتمسك بموقفها، ولم تستفد من مؤتمر كان من الممكن أن يكون فرصة لبناء دبلوماسية جديدة وتأكيد تمسك تونس بثوابت الحرية والانعتاق". وقال إن "المؤتمر فشل وبدا ذلك من خلال إعلان نتائج لا توقف إراقة الدماء في سوريا"، موضحا أن "التراجع في الموقف التونسي مرجعه أن الدول المتنفذة مثل امريكا وفرنسا وبريطانيا لم يكن لديها الرغبة الحقيقية في تقديم أكثر مما قدمت حتى الآن". وأضاف أنه "توجد مشكلة في السياسية الخارجية التونسية التي فقدت تجانسها بسبب التنازع بين الرئاسات الثلاث". ونفى ان يكون للرئيس التونسي المنصف المرزوقي، وهو مناضل حقوقي، دور في إخفاق المؤتمر، مشددا على أن "الإخفاق تتحمله الجامعة العربية الداعية إلى المؤتمر". العربية سوريا تندد بالاجتماع مع المعارضة في تونس بيروت (رويترز) - قال التلفزيون السوري الرسمي يوم السبت إن سوريا نددت بالبيانات التي أصدرها المشاركون في مؤتمر "أصدقاء سوريا" في تونس ووصف الاجتماع الذي ضم المعارضة مع دول عربية وغربية بأنه "اجتماع أعداء سوريا". وقال التلفزيون الرسمي في نبأ عاجل "سوريا ترفض كل ما قيل وصدر عن اجتماع أعداء سوريا في تونس. "سوريا تشجب الاصوات الداعية لتمويل الجماعات المسلحة الامر الذي تعده دعما للارهاب واضرارا مباشرا بمصالح الشعب السوري وتدخلا سافرا في شؤونها الداخلية