فيما تسعي القوي الغربية لفرض الضغوط علي النظام السوري لوقف العنف ضد المتظاهرين, اقتحم الجيش السوري تدعمه المدرعات الحربية والدبابات مدينة اللاذقية, وفرض حظر التجوال. في الوقت الذي قال فيه ناشطون سوريون إن قوات الأمن اجتاحت دير الزور بالكامل, وإن أعمالا تخريبية واسعة جرت في المدينة علي يد رجال الأمن. وفي حمص: قال شهود عيان أن القوات السورية إجتاحت مدينة الجوسية علي الحدود مع لبنان, الأمر الذي دفع السكان الي الهروب بإتجاه الحدود, والمدن القريبة. كما أضاف الشهود أن عناصر المخابرات السورية شنوا حملة إعتقالات ضد سكان مدينة القيصر في حمص. من جانبه,قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أن النظام السوري مستمر في حملته ضد المدنيين ويتبع الطريقة ذاتها من قرية لقرية ومن مدينة لأخري. في هذه الأثناء, اتهم ممثل تنسيقيات الثورة السورية عامر الصادق, نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام أسلحة محرمة دوليا ضد المتظاهرين في جمعة لن نركع إلا لله, إلا أنه لم يحدد طبيعة هذه الأسلحة. وقال الصادق في تصريح خاص لقناة( الجزيرة) الفضائية إن البلاد عاشت جمعة دامية ورجح توالي ارتفاع القتلي.. لافتا إلي أن القسم الأكبر من حالات قتل المتظاهرين تم في دمشق وريفها. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن أن حصيلة القتلي الموثقين بالأسماء لدي المرصد الذين سقطوا الجمعة في سوريا قد بلغت20 قتيلا. يذكر أن سوريا تشهد منذ منتصف مارس الماضي احتجاجات شعبية غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد أسفرت عن سقوط عشرات القتلي ومئات الجرحي بين المدنيين وقوات الأمن علي حد سواء, وتلقي السلطات السورية باللاءمة في هذا الامر علي ما تصفها بالجماعات المسلحة. وقد ذكرت مصادر صحفية أن المظاهرات التي جرت في جمعة لن نركع شملت مناطق متعددة في عدد من المدن السورية ورددت هتافات مناهضة للنظام والتضامن مع بعض المدن التي شهدت أحداثا سقط فيها ضحايا. و ذكرت مصادر صحفية سورية أن مئات الأشخاص خرجوا في مدينة القامشلي من جامع قاسمو باتجاه دوار الهلالية غربا, مرددين شعارات سياسية وعبارات تطال النظام وحملوا صور بعض المعتقلين مطالبين بالإفراج عنهم, وانفضت المظاهرة دون تدخل الأمن. ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الخميس المقبل بناء علي طلب تقدمت به فرنسا جلسة مشاورات طارئة حول الأوضاع الحالية في سوريا. وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي ستقدم احاطة الي أعضاء المجلس بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها قوات الأمن السورية ضد المدنيين في مختلف المدن السورية,والذين يطالبون باصلاحات سياسية واقتصادية في بلادهم. وتسعي كل من فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا والمانيا الي تمرير مشروع قرار يدين أعمال العنف في سوريا, وذلك وسط معارضة شديدة من الصين وروسيا اللتين تتمتعين بحق استخدام الفيتو ضد مشروع القرار المطروح علي طاولة المجلس منذ اكثر من5 أسابيع. في هذه الأثناء, رحبت السلطات السورية باتصالات الجانب الروسي مع المعارضة المحلية, باعتبار أن موسكو ستحاول خلال هذه اللقاءات إقناعها ببدء الحوار مع السلطة الرسمية في دمشق. وإنتقد القائم بالأعمال السوري في روسيا سليمان أبو دياب في الوقت نفسه اتصالات الدبلوماسيين الامريكيين مع ممثلي المعارضة, حيث ان الولاياتالمتحدة لا تود اقناعهم ببدء الاتصال مع ممثلي السلطة السورية. وفي لندن: ذكرت مصادر استخباراتية غربية ان ايران وافقت علي تمويل انشاء مجمع عسكري جديد في مطار اللاذقية السوري يتكلف ملايين الدولارات. ونقلت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية أمس عن المصادر قولها انه تم التوصل الي الاتفاق الخاص باقامة القاعدةعقب زيارة قام بها لطهران محمد نصيف خير بك مساعد نائب الرئس السوري للشئون الامنية وحليف للرئيس السوري بشار الاسد في شهر يونيو الماضي. وفي أنقرة: ذكرت صحيفة صباح التركية أمس أن رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان تمكن من إقناع باراك أوباما بمنح الاسد فرصة أخيرة ولإيام معددوة جاء ذلك خلال الاتصال الهاتفي أمس الاول الذي جري بينهما وتتوقع تركيا قيام دمشق بوقف العنف وإراقة الدماء وإتخاذ خطوات إصلاحية سريعة تلبي طموحات الشعب السوري في السياق ذاته أشارت مصادر دبلوماسية للصحيفة إلي أن اردوغان اكد للرئيس الامريكي أن الاسد قدم لأنقرة بعض الوعود وأن انتظار تحقيقها لن يكون طويلا وانما لعدة ايام قصيرة. المصدر: الاهرام 14/8/2011