المخدرات.. من الفراعنة حتى محمد صلاح!    خطف الموزة .. شاهدها 6 ملايين متابع.. سعود وكريم بطلا اللقطة العفوية خلال مباراة كأس الأمير يكشفان التفاصيل المضحكة    بالصور.. معتز برشم يتوج بلقب تحدي الجاذبية للوثب العالي    لولوة الخاطر.. قطرية تكشف زيف شعارات الغرب حول حقوق المرأة    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    مدير شرطة ولاية القضارف يجتمع بالضباط الوافدين من الولايات المتاثرة بالحرب    محمد سامي ومي عمر وأمير كرارة وميرفت أمين في عزاء والدة كريم عبد العزيز    توجيه عاجل من"البرهان" لسلطة الطيران المدني    حركة المستقبل للإصلاح والتنمية: تصريح صحفي    جبريل إبراهيم: لا يمكن أن تحتل داري وتقول لي لا تحارب    برقو الرجل الصالح    مسؤول بالغرفة التجارية يطالب رجال الأعمال بالتوقف عن طلب الدولار    مصر تكشف أعداد مصابي غزة الذين استقبلتهم منذ 7 أكتوبر    لماذا لم يتدخل الVAR لحسم الهدف الجدلي لبايرن ميونخ؟    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر.. معلومات جديدة وتعليق كندي    توخيل: غدروا بالبايرن.. والحكم الكارثي اعتذر    النفط يتراجع مع ارتفاع المخزونات الأميركية وتوقعات العرض الحذرة    النموذج الصيني    غير صالح للاستهلاك الآدمي : زيوت طعام معاد استخدامها في مصر.. والداخلية توضح    مكي المغربي: أفهم يا إبن الجزيرة العاق!    الطالباب.. رباك سلام...القرية دفعت ثمن حادثة لم تكن طرفاً فيها..!    موريانيا خطوة مهمة في الطريق إلى المونديال،،    ضمن معسكره الاعدادي بالاسماعيلية..المريخ يكسب البلدية وفايد ودياً    ثنائية البديل خوسيلو تحرق بايرن ميونيخ وتعبر بريال مدريد لنهائي الأبطال    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل مصري حضره المئات.. شباب مصريون يرددون أغنية الفنان السوداني الراحل خوجلي عثمان والجمهور السوداني يشيد: (كلنا نتفق انكم غنيتوها بطريقة حلوة)    شاهد بالفيديو.. القيادية في الحرية والتغيير حنان حسن: (حصلت لي حاجات سمحة..أولاد قابلوني في أحد شوارع القاهرة وصوروني من وراء.. وانا قلت ليهم تعالوا صوروني من قدام عشان تحسوا بالانجاز)    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    إسرائيل: عملياتنا في رفح لا تخالف معاهدة السلام مع مصر    الجنيه يخسر 18% في أسبوع ويخنق حياة السودانيين المأزومة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انبطاح ليكيس: عرض بتسليم أمريكا اسلاميين ، والمنبطح له (FBI) يرد بشكر الله سعيكم !ا
نشر في الراكوبة يوم 29 - 02 - 2012

أنها واحدة من فصول رواية سنامية الرأسين ، قديم جديد، ألفناها مع حالنا الراهن حيث الواقع يكون شيئا ، واللسان يصفه بغيره ، أما الفعل فيأتي مخالفا للأثنين ! في الدبلوماسية يقولون أن عدم قول الحقيقة كاملة ليس بكذب ، وفي الانقاذ يقولون أن الكذب ليس بكذب ، فأفحص ، ياهذا ، بصرك وسمعك بل وعقلك فأنت مريض...
كتوطئة ، لنقرأ بعضا من الذي ينطلق به لسان الدكتور قطبي المهدي، وحظه من الألقاب والمناصب توقف حسابنا عند السبعة خلال سنوات الانقاذ الماضية، بيد أننا سنركز علي رئاسته لجهاز الجاسوسية السودانية .في جلسته بصالون الزميل العزيز الراحل الأستاذ سيد أحمد خليفة ، نشرت "الوطن" افادة استهلها بالتفريق ما بين العداء لأمريكا وسياساتها.قال (كان لدي موقف وأنا في «القصر»... ونحن في السودان تحملنا أكبر عبء من هذا التوجه الأمريكي والذي إعتبره توجه بلطجة)
مختزل القول أن أمريكا بلد بلطجية ، ولاترانا بحاجة للكشف عن سوءات هذه الكلمة فقد وفرت لنا شروحات الربيع المصري مهمة البحث عن معانيها.
لبلد البلطجة هذه تنسب أقبح الافعال وأقلها تخوين الناس بالانتساب اليها أو الانجذاب لسياستها .وهي تهمة مجربة لأغتيال شخصية الخصوم معنويا . فان أردت الضربة القاضية، أربطهم بالمخطط الأمريكي وان شئت السحل السياسي فقل الاجندة الغربية - بزيادة بلدان الاتحاد الأوروبي بكنائسهم وقساوستهم لكوم الشيطان الأكبر- فعندها لن تقوم لخصمك قائمة باذن الله ... وهاك مثالا لهجوم للدكتور قطبي علي رفيق دربه السابق ، الدكتور بشير آدم رحمه ، أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الشعبي (صحيفة آخرلحظة 16 أكتوبر2011) قالت المطبوعة مستعرضة هجوم د. قطبي علي حزب الترابي ، أنه يتهمهم (بتجاوز الأعراف الوطنية والتخطيط لتدمير البلاد عبر تبنيه لأجندة غربية)...سحل!!
المشاكسات والفرقعات الاعلامية للدكتور قطبي تجاه القوي المعارضة لنظامه السياسي هي في معظمها من المعلبات الجاهزة وفحواها دائما هو أتهام المعارضين بالاستقواء ببلدان الغرب. وفورا، يخلع عنها رداء الوطنية ويلبسها ثوب العمالة ! هذه التهمة الهلامية والكسيحة القدمين لا هدف منها سوي اغتيال الخصوم بفزاعة ملفات المخابرات. وهو بمثل هذا القول المرسل بكرم في كل مناسبة، لايستحدث جديدا في ارث نظام الانقاذ وتقاليده الراسخة في النيل من خصومه سجنا أو ترهيبا أو تشويها رخيصا للسمعة. دوننا أيضا تصريحاته في سبتمبر2009، إبان انعقاد مؤتمر الأحزاب المعارضة في جوبا حين قال أن منظمي المؤتمر تلقوا دعما مالياً أجنبياً قدره ثمانية عشر مليون دولار، دون أن يبلغنا شيئا عن هؤلاء الكرماء من الممولين. بل وحتي قبل أسابيع (الأحداث 19 يناير 2012 )، فقد وصف حراك طلاب الجامعات احتجاجا علي الجوع والغلاء والاحتقان السياسي الراهن، قائلا (السودان به مشاكل متلاحقة ونحن يوميا نصحو على أزمة ومؤامرة... لذا نحن لنا موقف واضح من الحركات التي تستنزف موارد البلد بإشعال الحرائق وهذه تسببها حركات سياسية داخل البلد, وللاسف هم ينفذون نفس أهداف الخارج).
الأن وقد بدأت سفينة الأنقاذ في التقاذف والاضطراب، وخرج الدكتور قطبي المهدي من تشكيلة القيادة، تأمل هذا التصريح عندما رماه الزميل عادل سيدأحمد خليفة بسؤال أصم ( ماذا أنت فاعل... هل ستظل بعيداً عن إجواء السلطة.. وأنت معك جوازاً كندياً... هل ستعتزل السياسة وتعود إلى كندا؟ هل يئست من وحدة الحركة الاسلامية؟) جاءت الأجابة المفذلكة (آخر ما تم عرضه علىّ هو أن أكون مندوباً دائماً للسودان في الأمم المتحدة، فأعتذرت للرئيس. أنا سأسعى للعمل الجماهيري من خلال وجودي في المؤتمر الوطني. أصدقك القول الحركة الاسلامية الحالية ليست حركة قابلة للتفعيل، ولا يمكن الاعتماد عليها في ظروفها الحالية.. المرء لا يستسلم لليأس والإحباط.. وتبقى لك الخيارات واردة ان استعصت الأمور وتعقدت بما في ذلك خيارات الهجرة والإبتعاد).
الابتعاد بالهجرة لكندا ، وهذا ما افترضه السؤال ؟؟؟... كيف تحولت بلاد الكفر والبلطجية ، بقدرة قادر، من دار كفر وبوار الي دار أمان يقصدها من استسلم لليأس، والقنوط توفيرا للآمان، والعيش الكريم بعيدا عن حركة أسلامية طاهرة مافتئت تقول لنا منذ 1989 أنها جاءتنا لأقامة دولة الأسلام السني في الأرض؟ ألم يقولوا لنا أن هذه الحركة الأسلامية، وليس سواها من أنظمة الحكم، هي الحل لجوعنا وفقرنا وخوفنا بل ولتطهير عقيدتنا ؟؟ أو ليست كندا هذه ، بنت عم امريكا البلطجية ! وهي وحتي ان أقسم الدكتور علي حماية دستورها فكافأته بتابعيتها جوازا أزرقا يفتح من اليسار، الا أن جوازها ليس فيه من حروف القرآن شئ بل حتي أسم حامله يكتب بلغة بريطانية بينة ؟
أن ينطق لسان أستاذ القانون بمثل هذا القول فيه كثير من عدم الأمانة مع النفس، اذا أفترضنا حسن النية، والكذب الصراح أن أستوثقنا بالحقائق. وقد تيممنا هذا الخيار الثاني.
فالي الوثائق والحجة التي تبرز درجة المقايضة بل والانبطاح التام أمام هذا الغرب البلطجي الذي يصور الانتساب له كعار مطلق، ويشتم به الخصوم في المنابر علنا، بينما جوازته بما لها من قيمة، فمكانها جيب السترة الداخلية في المطارات. وسنري كيف تبلع هذه الشعارات والمبادئ بسهولة قضم الموز.
فالدكتور قطبي المهدي من قيادات تنظيم يفاخر بعقيدته ولايضيع فرصة اعلامية الا وجددوا تذكيرنا بها. حسنا. لكننا نفهم ان عقيدتنا الأسلامية تنافح عن قيم سمحاء منها ، مثالا ، نصرة أخينا المسلم المستضعف، أيواء المستجير، وتهدئة روع المظلوم وحماية اللاجئ ، وتلك لعمري منظومة متكاملة من آداب الاسلام الصميمة. سنري كيف قضم الدكتور موز هذه القيم النبيلة وابتلعها بيسر. وهي قيم، وبعيدا عن الدين، لها في بلادنا - كما التبلدي- جذورا راسخة وضاربة في عمق وجداننا التراثي والثقافي فغدت مدعاة لتفاخرنا بالأصالة بل والرجولة الحقة .
فالغرب البلطجي هذا ، هو ماسعي د. قطبي للتودد اليه والتقرب منه بطرق شتي . وفي كل مرة مازاده الصد الا حماسا.ذهب أليهم كرئيس لجهاز الأمن السوداني عبر بوابة العلاقات العامة "اللولبي"-وهذه خدمة مشروعة في أمريكا تكلف الدولة المتعاقدة كثيرا من الأموال بغرض تحسين صورتها أمام المشرعين بالكونغرس أو الاجهزة التنفيذية بل والبيت الأبيض، ان كان هناك من سبيل. (بلغت الدفعة الأولي لدولة الكويت المدفوعة لشركة العلاقات العامة هل آند نولتون20 مليون دولار في عام 1990!). فشركات العلاقات العامة تسعي لأن تولد أنطباعا ايجابيا عن العميل، وبالبداهة، فالمهمة الأصعب هي تصحيح صورة ذهنية قبيحة مترسخة. ولتجميل وجه قبيح بشعت به وشوهته انتهاكات حقوق الانسان، وكسرعظم الخصوم والتحرش بالجيران، سعي السفير السوداني مهدي أبراهيم بواشنطن للتعاقد في 1997 مع السيدة جانيت ماكلوقيت والسيد منصور اعجاز، أمريكي باكستاني الاصول. بهذه الألسن الراطنة بلكنة البلد، ظنت الخرطوم أنها ستفتح معاقل تلك الديار ( لم أفهم والي اليوم السر في التعاقد مع شخصيتين هما من أنصار الحزب الجمهوري المتزمتين ، والجمهوريين لم يكونوا في الكابينة الحاكمة الا بعد فترتين للرئيس كلينتون الديموقراطي1993- 2001، مما يعني تأثيرا محدودا جدا علي متخذ القرار. ولعلنا نضيف أن اعجاز عمل في ادارة ريغان بوزارة الدفاع وكان له أعداء كثربادارة كلينتون ). بالرغم من أن التسعينيات كانت هي أكثر السنوات سودا كالحا للانقاذ ، الاأن المسز ماكلوقيت تمكنت من تهيئة اجتماعات عدة للسفير مهدي أبراهيم ، و(للفريق أول) د.قطبي المهدي مع نظرائه الأمنيين بمكتب التحقيقات الفيدرالي. وفي كل مرة كان البلطجية يرفعون سقف مطلوباتهم ممن جاءهم يسعي.وماخاب ظنهم في نيل المزيد!
يلفت النظر أن هذه الأخبار لم تتستر بالسرية التي أرادتها لها الخرطوم. بل وأن الاعلام الأمريكي الذي لا يتثاءب أمام طلاسم السرية، علم بالبداية في 5 أبريل 1997 حين قابل السيد منصور اعجاز الرئيس البشير. كشف اعجاز لمجلة (ناشيونال ريفيو) الاميركية المحافظة لقائه بالبشير، (الشرق الأوسط-1 مايو2003). قال رجل العلاقات العامة العامل لحساب السودان( قدم لي الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير، عرضا سياسيا نهائيا وغير مشروط، موجها إلى عضو مجلس النواب لي هاميلتون، بدعوة مسؤولي مكتب المباحث الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية للحضور إلى الخرطوم لتقييم المعلومات الاستخباراتية السودانية حول المجموعات الإرهابية التي عاشت في السودان أو عبرت اراضيه). وجد رئيس جهاز الأمن الدكتور قطبي المهدي في هذا العرض الرئاسي فرصة أضافية للتحرك، فبدأ موسما طويلا من أوكازيونات التنزيلات بعروض متوالية. أول عرض لتسليم الولايات المتحدة ملفات اسامة بن لادن كان في 8مارس1996 أعقبه آخر في أبريل 1996 وهاهو الرئيس نفسه يجدده في 5 أبريل 1997. لم تأخذ الولايات المتحدة بأي من تلك العروض وشككت في جديتها ولم تثق فيها بما فيها عرض البشير الذي رفضته وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت ومساعدتها للشؤون الأفريقية، السفيرة سوزان رايس في 28 سبتمبر 1997 وتبعهما مستشار شؤون الأمن القومي ساندي بيرقر وأصبح الرفض نهائيا عندما صدر من الكونغرس في 9 أكتوبر ! بل ان أولبرايت ورايس ظلتا كالخنجر العدني الموشي في خاصرة أي محاولات للتقارب الذي أراده قطبي المهدي طيلة الفترة مابين 1996 و الي عام 2000.
بدأ الدكتور بهلوانيات نفخ الروح في عروضه. هداه تفكيره الي خطة جنهمية، سمها الدرس المستفاد من الاتجار بالبشر: حالة كارلوس الفنزويلي وشحنه لفرنسا لصالح سودانير وقطع غيار الايرباص! لكن، كارولوس كان "كافرا"بل وشيوعيا! هل ممكن فعل ذات الشئ مع أهل القبلة من المسلمين المجاهدين المحتمين بنا ، تخيلته يسأل!
طلب من أجيرته اللوبيست المسز جانيت ماكلوقيت الحضور للخرطوم. حملها رسالة هذه المرة لرئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، لويس فريه، شخصيا . العرض : ارسال صيد سمين من أهل القبلة هما الباكستانيين (سيد ناظر عباس وسيد اسكندر سليمان). تابعتهم عيون قطبي منذ وصولهم من كينيا للخرطوم. شبهة اعتقالهم لم تكن سوي استئجارهما لشقة مقابل السفارة الامريكية في الخرطوم والبينة ضدهم انهم أقاموا بفندق هلتوب بكينيا، المركز العملياتي الذي منه انطلقت تفجيرات السفارة الأمريكية بنيروبي، وللمقايضة أمر قطبي بأعتقالهم في أنتظار رد واشنطن عليه ليسلمهما لواشنطن البلطجية بملفاتهما!!
أيعقل هذا ...؟ كيف...؟ ولماذا ..؟ أسئلة مشروعة لكن يجبك بيت القصيد:
و لولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشق**** ولكن عزيز العاشقين ذليل
أهملت واشنطن حتي الرد علي عرضه!
لايهم ! فلتمضي الاستراتيجية الجديدة، ولو عنت تسليم كل أهل القبلة من المسلمين المأسورين لأهل الصليب! وبالرغم من أن مساعي التعاون الأمني مابين الخرطوم وواشنطن، كما قلنا، تعدت الغرف المغلقة الي الصحف بل وحتي الأسافير والمنتديات، وبخاصة للمدققين الفاحصين للشأن السوداني، فانها عمرت يوميا بتفاصيل التفاصيل، وفيها كان الجديد. لم يترك قطبي المهدي من باب بواشنطن الا طرقه ولا حجر الا قلبه، ديدنه كان ..عسي ويمكن. حتي كاتب هذا المقال علم من نائب دائرته بولاية فيرجينيا، الجمهوري بمجلس الشيوخ، ( فرانك وولف) في زيارة عادية للتبرع لحملته الانتخابية، أن قطبي المهدي زاره بمكتبه ظهر ذلك اليوم طالبا منه التوسط لكي يقبل مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتعاون معهم ولامانع لديه من تأمين مكتب لهم بالخرطوم! ضحك النائب من العرض موحيا بأن مدير المخابرات السوداني ربما لا يعرف كثيرا عن مواقفه المتشددة تجاه نظام الانقاذ!
لنقرأ ماكتبه الصحافي المؤلف ، ريتشارد مينتر في كتابه ( فقدنا لبن لادن : كيف تسببت اخفقات بيل كلينتون في استعار الارهاب الدولي) عن كيفية تقديم د.قطبي لعرض آخر في فبراير 1998 (6 أشهر قبل ضرب مصنع الشفاء، وأقل من 3 سنوات لأحداث سبتمبر2001).
في صفحة رقم 179 يقول الكاتب نصا (اتصل قطبي المهدي هاتفيا بالمسز جانيت ماكلوقيت، ممثلة العلاقات العامة السابقة للسودان بالعاصمة واشنطون بينما كانت تقف في مطبخها بمنزلها في حي جورجتاون, أستغربت المسز ماكلوقيت لكونها لم تكن حينها ممثلة علاقات عامة مدفوعة الأجر، فضلا عن أن المهدي لم يسبق له الاتصال بها من قبل. طلب منها الاتصال ب"الاولاد" وهي شفرة سرية متفق عليها للأشارة لعملاء مكافحة الارهاب بمكتب التحقيقات الفيدرالي (اف .بي آي). كعادته المترددة في عدم الخوض في تفاصيل معلوماتية عندما لا يكون متحدثا علي خط مؤمن، فإن المهدي لم يقل بالضبط مايريده. وما تذكره جانيت من رسالته هو (اذهبي وقولي لأولادك أنني لدي شيئا لهم ، لكنهم يحب أن يأتوا هنا للخرطوم لأخذه). كان المهدي يأمل في اجتماع يجمعه وجها لوجه مع مسؤولي ال أف.بي.أي لتحسين العلاقة مابين جهازي الاستخبارات ويغسل يديه من تفجيرات السفارتين " المقصود هنا تفجيرات سفارتي الولايات المتحده بكل من كينيا وتنزاتيا في أغسطس1998 ". قامت "جانيت " بالاتصال هاتفيا بمخبر ال أف .بي.آي. الخاص (قلين بوستو) الذي عمل تحت امرة ديفيد وليامز رئيس مكتب مكافحة الارهاب بواشنطن. قالت له جانيت أسمع ، قطبي لا يتصل بي يوميا. هذا قطبي .أنتبه!!! لا أعرف ماذا عنده لكنه يقول أنه لديه شئ لكم. أنتم مطلوب منكم للذهاب للخرطوم للحصول علي ذلك الشئ). بعد قرابة الأسبوع أتصلت جانيت مجددا ببوستو. بدأت الخرطوم تفقد صبرها. فالمحافظة علي الأرهابيين يمكن أن يكون أمرا خطيرا. أخبرها بوستو أن طلب الزيارة قد تمت الموافقة عليه من كل المستويات في ال أف .بي.آي.وأضاف ( لقد تم أيقافنا من قبل زارة الخارجية )، كما أبلغها. فكاجراء بيروقراطي فني، يحتاج مكتب ال أف.بي.آي للموافقة علي القطر، وهو اجراء يشبه الفيزا الحكومية الفيدرالية أو الاذن بالسفر للسودان). انتهي الاقتباس.
مايلفت النظر في هذه المحادثة أن المسز ماكلوقيت لن تكن في حينه الا من المؤلفة قلوبهم فقط فلا عقد يربطها بالحكومة السودانية أنذاك ، الا أن الأمر لم يكن يستحق كثير تفكير من جانب د. قطبي ، فالفلوس سهلة. كان الصيد الجاهز هذه المرة هو المجاهد المسلم من جزر القمر فضل عبدالله محمد الذي لم تحتفظ المخابرات السودانية بصورة من جواز سفره في أضابيرها فقط بل أستنسخ منه الدكتور قطبي المهدي عددا كبيرا من النسخ جاد بها علي من طلب ، ومن هؤلاء كان المؤلف ريتشارد مينيتر الذي زين بها كتابه.
تعود جماعة الاستخبارات الأمريكية علي هذه العجلة الضاغطة، الا انهم ليسوا بمثل حال جماعتنا، يد بالهاتف علي الأذن والأخري تجهزحقيبة الأسفار. انهم يحتكمون لدائرة المسطرة المؤسساتية والعمل الديواني المتناغم.
تسرب نص الرسالة التي بعث بها الدكتور "فريق أول " الي ديفيد وليامز، مدير ادارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمكتب التحقيقات الفيدرالي مشيرا فيها الي الاجتماعات التي عقدها وليامز مع السفير مهدي ابراهيم في 12 سبتمبر 5 ديسمبر 1997 التي هيأها منصور أعجاز (اود ان اعبر عن الرغبة الصادقه لبدء الاتصال والتعاون بين جهازنا ومكتب التحقيقات الفيدرالى. واود ان اغتنم هذه المناسبه لادعوكم الى زيارة بلادنا، والا فاننا يمكن ان نجتمع في مكان آخر)، الفريق اول الدكتور قطبي المهدي.
وبرضو مافيش فايدة !
يا هاجري من غير ذنب في الهوى**** مهلاً فهجرك و المنون سواء
ماذا حدث لرسالة فبراير1998 التي حملها قلين بوستو لرئيسه والتي عرض فيها رئيس الجاسوسية السودانية علي وليامز الحضور للخرطوم لاستلام البضاعة الباكستانية المسلمة ؟ حسنا. مرت الأيام ودارت الشهور وبعد قرابة 5 أشهر، وتحديدا في 24 يونيو 1998 جاء رد وليامز وفي سطر واحد (أنني في هذا الوقت ليس في وضع يمكنني من قبول دعوتكم ).
هكذا !!!
كتب منصور اعجاز يشرح ماأورده في الاجتماع الذي عقده مع مستشار الأمن القومي وسوزان رايس لمناقشة العلاقة السودانية الأميركية. تحدث لهم عن لقائه بالخرطوم مع قطبي المهدي الذي عين للتو رئيسا للمخابرات السودانية. قال لهم انه سأله عن امكانية توفير المعلومات التي يملكها السودان حول من يحضرون بانتظام اجتماعات المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي الذي يشرف عليه ويدعو له الدكتور حسن الترابي. قال قطبي لن أبلغه ( السودان مستعد لتبادل المعلومات حول كل من يحضرون ذلك المؤتمر، ممن ينتمون إلى منظمات محظورة مثل حماس وحزب الله، ومنظمة الجهاد الإسلامي المصرية والجماعة الإسلامية وغيرها، شريطة أن تكون الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع السودان )!! "الشرق الاوسط ". وأضاف أن قطبي أشتكي (مر الشكوى من فشل محاولاتهم المتكررة للاتصال بالإدارة، وكيف عرقلت تلك الاتصالات على المستويات الدنيا بسبب ما سماه البقع العمياء.!) ، قال رجل العلاقات العامة الأمريكي أن د. قطبي اطلعه على ملفات احتوت على معلومات بالغة الدقة والخطورة، فيها أسماء ونبذ تعريفية وتواريخ وأماكن الميلاد، وصور من الجوازات تكشف جنسيات المشاركين وخارطة تنقلاتهم مع وصف مختصر لكل فرد والمنظمات التي ينتمون إليها!
المرارة في الرفض المتكرر للتعامل معه ، جعلته يتجه للأعلام . فقد أبلغ المهدي مراسل «فانيتي فير» ديفيد روز في يناير (كانون الثاني) 2002 ، ان مكتب المباحث الفيدرالي لو حضر للخرطوم في فبراير (شباط) 1998 لتحليل المعلومات ذات الصلة بالارهابيين الذين كانت الخرطوم ترصدهم باستمرار ربما لم يحدث تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام في وقت لاحق من نفس العام ! وقال إن ممدوح سالم (العراقي الأبوين والمولود بالسودان) كان يؤدي الصلاة في ذات المسحد الصغير قي هامبورج مع محمد عظا ومروان الشيحي منفذي هجمات سبتمبر. لذلك فهو يعتقد أن هجمات 11 سبتمبر أيضا كان يمكن احباطها لو أخذ الامريكيون بعرضه !!
ظل الأمن السوداني معتقلا للباكستانيين ، الا ان الارادة السماوية كتبت لهما عمرا جديدا. فبدلا من أن ترسل واشنطن طائرة لأستلامهم، أرسلت في أغسطس 1998صواريخ كروز لمصنع الشفاء وسوته بالارض ..غضبت الخرطوم وأطلقت سراح الرجلين !
فقط في مايو 2000 ، وافقت ادارة كيلنتون علي ارسال فريق من السي آي ايه ومكتب التحقيقات الفيدرالي للخرطوم! وحتي تلك المهمة لم تكن لدراسة الملفات المعروضة والمقدمة علي طبق من ذهب، بل للتأكد عما اذا كان السودان يدعم الارهاب أم لا! كان الموضوع ، باختصار، هو النظر في آهلية السودان لنيل شهادة حسن سير وسلوك! وبالفعل، في صيف 2001 اجتاز النظام الاختبار في تقرير لهذه اللجنة والذي نفي وجود معسكرات تدريب أو ملاذات آمنة للارهابيين.
وفي ليبيا اثناء انعقاد مؤتمر لدارفور في مدينة سرت صرح الجنرال قوش بانهم ساعدوا الولايات المتحدة وقدموا لها دعما كبيرا ومنذ 2002 والي أن تم تجريده من منصبه بمستشارية الأمن بالقصر في عام 2009، هطلت المعلومات غزيرة علي لانقلي ، رئاسة السي.آي.اي!
وإن حكمت جارت علي بحكمها ****ولكن ذلك الجور أشهى من العدل
**انتهي***
عبدالرحمن الأمين
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.