غدا الثلاثاء، المعروف في الدوائر الانتخابية الأميركية التمهيدية بأنه «سوبر تيوسداي» (الثلاثاء الأعظم)، سوف يتحدد مصير ميت رومني، حاكم سابق لولاية ماساتشوستس، في مواجهة ريك سانتورم، سيناتور سابق من ولاية بنسلفانيا. وبينما يمثل الأول الجناح المعتدل في الحزب الجمهوري، يمثل الثاني الجناح اليميني، الذي يدعمه حزب الشاي. يشمل «سوبر تيوسداي» انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري في عشر ولايات في يوم واحد لاختيار 400 مندوب للمؤتمر الوطني للحزب في الصيف، الذي سيعلن مرشح الحزب ضد الرئيس باراك أوباما لانتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلة. وأهم هذه الولايات هي: جورجيا (76 مندوبا)، وأوهايو (66 مندوبا) وتينيسي (58 مندوبا). وبينما يسعى رومني، وهو من طائفة المورمون المسيحية التي يراها مسيحيون كثيرون مخالفة لتعاليم المسيح، لإقناع القاعدة المحافظة للحزب، يطرح المسيحي المحافظ المتشدد ريك سانتورم نفسه حلا بديلا أكثر قوة. وكان رومني فاز يوم السبت في ولاية واشنطن على سانتورم، وهذه ولاية ليبرالية بالنسبة للحزب الديمقراطي ومعتدلة بالنسبة للحزب الجمهوري. وكان رومني يوم الثلاثاء الماضي تفادى نكسة بفوزه بهامش ضعيف على سانتورم في ولاية ميشيغان، مسقط رأسه. وكان فوزه حرجا لأن أي هزيمة في هذه الولاية التي أمضى فيها شبابه وكان والده حاكمها كانت ستؤثر سلبا عليه. وغداة هزيمته في ميشيغان، خطب سانتورم في أنصاره قائلا إن الهزيمة كانت بأصوات قليلة جدا. وقال: «عندما يواجه ميت رومني عقبات في ولايته، في مسقط رأسه، نحن نستعد لمعركة طويلة ومهمة». وفي ولاية أوهايو، التي تعتبر أيضا من الولايات المهمة على خريطة الانتخابات الرئاسية، تبدو المبارزة بين رومني وسانتورم من الأكثر شراسة. بصفته سيناتورا سابقا في ولاية بنسلفانيا المجاورة، يعتبر سانتورم نفسه ملما بمشاكل المنطقة التي هي في أوج تحولها الصناعي. وفي هذه الولاية الحرجة، أشار استفتاء إلى أن سانتورم يتقدم على رومني بنسبة 35 في المائة مقابل 29 في المائة. وأن الرئيس السابق لمجلس النواب، نيوت غينغريتش، يحظى بتأييد 16 في المائة، فيما حصل المعتدل الليبرالي رون بول على نسبة 11 في المائة. وفي ولاية جورجيا المهمة أيضا، يبدو أن غينغريتش النائب السابق من الولاية قادر على فرض نفسه، وهو الآن يتقدم بنحو 10 نقاط على سانتورم ورومني. وفي هذه الولايات، وفي بقية ولايات «سوبر تيوسداي»، يسعى رومني لتحسين موقعه بإغراق شاشات التلفزيون بالإعلانات الدعائية، مدعوما بحملة منظمة بشكل جيد. وقالت مصادر إخبارية أميركية إن هذه المعركة الضارية يكشف المرشحان فيها نقاط ضعفهما. في جانب، يؤخذ غالبا على رومني أنه لا يكاد يرفض تذكير الناس بأنه غني جدا، وأن ذلك يظهر، حتى رغم أنه ربما لا يتعمد ذلك، في تصريحات صحافية من وقت لآخر. مرة، عرض على أحد معارضيه رهانا ب10 آلاف دولار. ومرة، قال إن زوجته تقود «سيارتين (كاديلاك)». في الجانب الآخر، يؤخذ على سانتورم التشدد في الحديث عن مسيحيته، وفي معارضة الإجهاض، ومنع الحمل خارج الزواج، ومعارضة الزواج بين المثليين الجنسيين. وقال كريس جاكسون من مؤسسة «ايبسوس» لقياس الرأي: «إذا استطاع رومني أن يحسم الموقف ويفوز بهذا السباق الكبير في يوم واحد، سيمنحه هذا دفعة كبيرة في الطريق إلى المؤتمر الوطني للحزب، وإلى ترشيح الحزب الجمهوري». الشرق الاوسط