حقل النار النفطي (جنوب السودان) (رويترز) - في بئر نفطية بجنوب السودان كان محمد لينو المدير العام لوزارة النفط بدولة الجنوب يتفقد أضرارا قالت حكومته انها حدثت بفعل غارة جوية شنها الشمال العدو القديم. وقال لينو مشيرا الى حفرة "هنا سقطت القنبلة...لو كان النفط يتدفق لحدثت أضرار كبيرة." وزاد القصف الذي وقع الأسبوع الماضي ونفى السودان المسؤولية عنه من حدة النزاع المرير بشأن رسوم عبور صادرات النفط الذي يقول محللون انه قد يتطور الى حرب على نطاق واسع. وأعلنت دولة جنوب السودان استقلالها العام الماضي بعد تصويت بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال في استفتاء جرى بمقتضى اتفاقية السلام الموقعة عام 2005 التي أنهت عقودا من الحرب الأهلية. لكن السلام لا يزال بعيد المنال إذ يتهم الجنوب والشمال بعضهما البعض بشن حروب في الولايات الحدودية. ونفت حكومة الخرطوم التي تعتمد بشدة على الإيرادات من نفط الجنوب الذي يمر عبر أراضيها قصف البئر الذي يقع على بعد عشرة كيلومترات (ستة أميال) فقط من الحدود. وقال مسؤولون في الجنوب ان القصف الجوي لبئر النار يشكل سابقة من حيث استهداف البنية التحتية للطاقة ووصفوه بأنه تصعيد خطير. وقال مياكول لوال مدير البئر "لقد قصفوا هذا المكان بسبب النفط" مضيفا أن الطائرات جاءت من الشمال الشرقي وعادت في الاتجاه نفسه. وقال ربيع عبد العاطي المسؤول بوزارة الاعلام في الخرطوم ان السودان لم يقصف أي أراض في الجنوب وليس هناك سبب لمهاجمة آبار أو معدات نفطية مضيفا أن السودان لديه مصالح في هذا النفط لانه يمر عادة عبر أنابيبه. وقالت حكومة جنوب السودان انها ستتقدم بشكوى الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة تتهم طائرات حربية سودانية بالقاء ثلاث قنابل على الأقل على حقل النار النفطي في 29 فبراير شباط. وقال تشوم جواج نائب رئيس شركة النيل الاعظم للبترول التي تشغل الحقول النفطية في ولاية الوحدة بجنوب السودان "انها لعبة خطيرة للغاية لان الحقل النفطي (الوحيد) للسودان لا يبعد كثيرا عن المنطقة التي قصفت. فاذا قرر الجنوب الرد فستخسر الدولتان." وأضاف أن القصف يهدف الى إظهار قوة الشمال العسكرية والمدى الذي تستطيع الوصول اليه. وأوقفت حكومة جنوب السودان انتاجها النفطي البالغ 350 ألف برميل يوميا في يناير كانون الثاني بعد أن احتجز الشمال نفطا للجنوب تزيد قيمته عن 800 مليون دولار