جدة: رويترز: لا تتجاوز طموحات اللاعبات في فريق جدة يونايتد لكرة السلة ممارسة الرياضة دون خوف من نظرة المجتمع. ولا تسمح المدارس السعودية للفتيات بممارسة الرياضة وتخضع قاعات الألعاب الرياضية الخاصة بالنساء في المملكة لقيود شديدة الصرامة حيث تسمى رسميا 'مراكز صحية' وتتبع وزارة الصحة. لذلك يأتي طموح لاعبات فريق جدة يونايتد لممارسة رياضة كرة السلة فضلا عن التطلع إلى تمثيل بلدهن في منافسات دولية بمثابة بيان سياسي قوي. وقالت لينا الماعينا مدربة الفريق 'المرأة دورها الرياضي جدا مهم. يعني في ظل الإحصائيات والأرقام التي نسمعها من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية أن الأمراض الصحية من السمنة إلى السكري وهشاشة العظام لأمراض القلب.. 19 مليار ريال تصرف سنويا من وزارة الصحة لمعالجة هذه الأمراض'. وأبدت جواهر العمودي أصغر لاعبة في الفريق رأيا مماثلا قائلة 'أرى أن هذا الشيء جيد ، ولا بد للمرأة من ان تشارك في الرياضة ولابد للجميع ان يدعم مشاركة المرأة في الرياضة لأن هذا أول شيء صحة لكل أحد وبالذات الحين (حاليا) كثير ناس يشتكوا مثلا من السمنة. وغير كدة (هذا) العقل السليم في الجسم السليم'. ولا تزال ممارسة النساء للرياضة محل جدل منذ وقت طويل في السعودية التي انتقدتها منظمة 'هيومن رايتس ووتش' لحقوق الإنسان في شباط (فبراير) الماضي لعدم إرسالها أي لاعبة إلى الدورات الأولمبية. وتقتصر المنافسات الرياضية في السعودية على الرجال بل أن بعض الملاعب يمنع النساء من دخول مقاعد المتفرجين. ويباح للسعوديات ممارسة الرياضة في بيوتهن أو في المدارس الخاصة لكن لا يسمح لهن بتكوين فرق رياضية ولا بالمشاركة في أي مسابقات عامة. وتصف بعض الصحف السعودية النساء اللاتي يمارسن الرياضة بأنهن يتشبهن بالرجال الأمر الذي يسبب قدرا كبيرا من الحرج للاعبات فريق جدة يونايتد وأسرهن. بل إن بعضهن تلقين رسائل نصية تنصحهن بالبقاء في المنازل والعناية بشؤون البيت. وقالت لاعبة في الفريق تدعى أنهار العبدلي 'المشكلة عندنا هي فعلا عوائق اجتماعية. الناس تنظر للرياضة بنظرة مختلفة. بدل ما ينظروا كون الرياضة على أنها جائزة أصلا دينيا بيسيبوا (يتركوا) الموضوع وبيسيبوا.. كل الموضوع أنه المرأة كيف طلعت.. كيف تلعب رياضة. آه (نعم).. بكرة ح (سوف) نلاقيها بتسبح. طيب ما دام هي محجبة وفي إطار ما خرجت فيه عن الدين الإسلامي وما بان أي شيء من أعضائها.. يعني ما بان شعرها.. إيش (ما) المشكلة أنها تلعب رياضة في إطار الدين يعني'. وكانت صحيفة سعودية قد وصفت لاعبات فريق جدة يونايتد بالفتيات 'المسترجلات' لدى عودتهن من دورة واجهن فيها الفريق الوطني النسائي الأردني لكرة السلة عام 2009. وتابعت أنهار العبدلي قولها 'برضه (ايضا) بعض العوائل (الأسر) لا تسمح لبناتها أنهم يلعبوا في الرياضة من شان (لأن) المجتمع يقول هذا الكلام. فبينحرموا (يحرمن) من هذه الرياضة لهذه الأسباب'. ويقول المجلس الأعلى لعلماء الدين في السعودية إن ممارسة النساء للرياضة محرم في الإسلام وأصدر أعضاء المجلس أكثر من فتوى شرعية بهذا المعنى. ولكن بعض الليبراليين السعوديين يعتبرون الرياضيات في المملكة رائدات في مجالهن ويشجعونهن على الاستمرار رغم العقبات. لكن عدم وجود أماكن تستطيع فيها النساء ممارسة الرياضة لا يزال عقبة كأداء في بلد يطبق فيه الفصل بين الجنسين على نحو صارم. ويؤدي فريق جدة يونايتد الذي يضم 200 لاعبة تدريباته في ملعب خاص محاط بسور ارتفاعه خمسة أمتار. وبعد أن أدخل العاهل السعودي الملك عبد الله بن العزيز العام الماضي مجموعة من الإصلاحات تسمح بدخول النساء مجال السياسة ظهرت إشارات إلى أن السلطات ربما تسمح للرياضيات بالاشتراك في منافسات دولية وقد تخفف الحظر على ممارسة الفتيات للرياضة. وجاء في تقرير 'هيومن ريتس ووتش' أن اللجنة الأولمبية السعودية 'أشارت' إلى أنها لن تمنع الفتيات من الاشتراك في الألعاب الأولمبية إذا وجهت إليهن دعوة كما سرت تكهنات بأن الحكومة ربما ترسل الفارسة دلما ملحس للاشتراك في أولمبياد لندن هذا العام. وذكر محمد عنان المحرر بأول صحيفة سعودية عن الرياضية النسائية أن الأوضاع في المملكة تتغير. وقال 'طبعا لا شك أن المرأة في المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة خطت خطوات جادة نحو نيل العديد جدا من حقوقها سواء على المستوى السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي وآخرهم على المستوى الرياضي. والذي يلحظ المنحنى العام من تطور المرأة السعودية وبالذات في العقدين الأخيرين سيلحظ أن المنحنى العام للمرأة السعودية في ممارسة حقوقها في تصاعد مستمر'. وكانت الهيئة العامة للاستثمار في السعودية أبلغت 'رويترز' في وقت سابق هذا العام بأن ثمة خططا لتنظيم فصول للتربية البدنية في مدارس البنين والبنات بعد انتهاء اليوم الدراسي.