منذ بداية التسعينات ،أطلت المذيعة إيمان احمد دفع الله عبر المنافذ الاعلامية الاذاعة والتلفزيون ,و قدمت البرامج على الرغم من رغبتها الاكيدة التي داعبتها منذ الصغر في ان تصبح صحفيةتعمل بالصحافة الورقية قريبة من هموم الناس ، ايمان تدرجت مع المشاهد من (طلة) في الاسبوع الى ان اصبحت رئيس مقدمي البرامج بالتلفزيون ، ومحاولة لمحاكاة اسلوبها البسيط في الطرح والتقديم ، نقدمها نحن عبر (الرأي العام) في حوار بين العام والخاص، كشفت من خلاله وجهة نظرها في لبس المذيعة ، وما ينقص التلفزيون من برامج ، وبكائها مع اغنيات الكابلي وعدم حبها للمطبخ وغيره في نص الحوار التالي: *الاعلام هل كان هواية لك ام من باب التحصيل ؟ - درست تاريخ وحضارة اسلامية , بعد ان عملت في مجال الاعلام اعددت فيه دراسات فوق الجامعية واعد لان احصل على الدكتوراة , كانت امنيتي في مجال الاعلام ان اصبح صحفية بالصحافة الورقية حتى اكون اكثر قربا من هموم الناس، لكن والدي كانت لديه وجهة نظر مختلفة خصوصا وانه كان يرى في موهبة التقديم عندما كنت اسجل اشرطة كاسيت لأهلنا المغتربين. *ماهي الصعوبات التي صاحبت بداية جيلكم ؟ - الصعوبة كانت في ان تثبت وجودك , وخلق الثقة في ظل وجود عمالقة , امثال يسرية محمد الحسن ورجاء حسن حامد وليلى المغربي , وكانت اكبر صعوبة ان تقول لدي ما اقدمه , واهم ما يتميز به ذلك الزمان انه كانت هناك قابلية لتقبل الآخر وتعليمه خصوصا الاساتذة عبدالرحمن فؤاد وعمر الجزلي والفاتح الصباغ والمقداد شيخ الدين , وكنا نتدرب عاما كاملا وعمليا ستة اشهر من اجل ان نجد فقرة كل اسبوع , وكنا نخاف نظرة الصحافة التي لا تقبل المخ (الفاضي) , وقدم لي الاستاذ طلحة الشفيع عددا من الدفعات المعنوية عندما اخطئ، ووالدي كان ناقدا فنيا يوجه لي الكثير من النقد الذي افادني. *كيف ترى هذه الصعوبات مقارنة بجيل اليوم من المذيعين؟ - الجيل الحالي اكثر حظا منا، فرصته افضل وكذلك ساعات الانتاج في ظل القنوات الكثيرة ،مما يجعلهم امام تحدي البقاء للأفضل ، لكن الي اي مدى استفاد هذا الجيل من الجو المحيط هذا هو السؤال. وهل الجيل الجديد لديه الاستعداد للتعلم وللقراءة وهل يتقبل النقد وهل هناك نقد بناء ؟ *رئيس مقدمي البرامج لامرأة كيف كان الطريق اليها ؟ - اكيد بها بعض الصعوبة ، وهي جاءت نتيجة الخبرة التراكمية ، وهي محمدة للتلفزيون على الرغم من ان عدد النساء ضعيف ونطمح في الاكثر. لكنها مسئولية ادارة بشر فنانين التعامل معهم يختلف من شخص لآخر . *لماذا تتميز مذيعة التلفزيون القومي بالتقليدية مقارنة بالقنوات الاخرى؟ -لدي وجهة نظر في هذا الامر. فانا امثل القناة القومية والعادات والتقاليد ، وحتى الجغرافيا نمثل القومية في اختيار المذيعين ، والشعب السوداني عالي الاحساس ويحب الالتزام بالضوابط المجتمعية ، لم يخبرنا احد ان الالتزام بالزي المحتشم توجه التلفزيون، لكن كل مذيعة تعمل حسب بيئتها القومية . *انا اقصد التقليدية من ناحية (استايل) وشكل ؟ لبسنا ضد البهرجة ، ونحن ضد المذيعة التي تخطف الابصار بشكلها ودون مضمون ، صحيح نحن نجد هجوما من الصحافة ، لكننا نلبس بتدرج يتناسب مع طبيعة الوقت والمادة المقدمة، واهم شئ اننا نحترم المشاهد ونأتيه بالشكل الذي يريحه . *كيف تتعاملين في الحي مع الجارات وهل تحول المذيعة بينك وبينهن؟ - في الحي انسى انني مذيعة حتى لا اضع حاجزا بيني وبين الناس. والحي به المهندسة والطبيبة وغيرهما من المهن، والحقيقة اني اجد منهن كل تقدير لظروف عملي ومع ذلك اكون اشد حرصا على المجاملات ولو بطلة او ب (الحيطة ) *خلال مسيرتك العملية كيف قدر لك التوفيق بين البيت والعمل؟ - صعبة عندما لا يكون هناك تفاهم مع الآخر او لا يقدر ظروف عملك وكذلك المجتمع المحيط ، صحيح هناك انتقاص لحقوق الآخرين ، الزوج والأهل والأبناء ، ففي العمل التلفزيوني لا توجد اجازات ويخصم من الخصوصية مع الاسرة حتى ان ابني يقول لي (كل الناس بتأجز إلا انت ليه) ؟، لكن كل ما الخبرة العملية تتقدم يكون هناك نوع من الاستقرار الاجتماعي، وحاليا ابنائي كبروا وتفهموا طبيعة عملي وكذلك زوجي متفهم لطبيعة علاقاتي الاجتماعية ، لكن الصعوبة هي انني ابذل مجهود ا مضاعفا حتى اوفق بين البيت والمجتمع والعمل . *هل تجيدين فنون الطبخ وما افضل اكلة تجيدينها؟ انا لا احب المطبخ ، ومع ذلك ( يدي طاعمة لو عملت ليك شاي تتكيفي) وفهمي في المطبخ ان تنجز عدة اصناف في اقصر وقت . *ماهي اهتماماتك الاخرى؟ _ بحب القراءة واداوم على الصحف اليومية ،واميل لكتب الثقافة وخصوصا التي لها علاقة بالسرد والحكي . *الى من تستمعين من الفنانين؟ - السمع عندي حالة مزاجية ، في موسم احب ان استمع لوردي واحيانا ابوداؤد واحيانا اخرى كابلي .واغنيات كابلي (بتبكيني) و(زاد الشجون) بتهزني و(الدرب الاخضر) لدي معها احساس عجيب (ارحل) لدي معها ذكريات منذ صغري ، واستمع لخالد الصحافة وعصام محمد نور فرايحي ، لكل ذلك ليس لدي سمع كلاسيكي وانما حسب الحالة النفسية ، واحب المسرح ، وقمة متعتي في السفر لمتعة الترحال واكتشاف ثقافات اخرى . *ابناؤك هل لهم اي ميول اعلامية؟ -بينا صراحة ومزاح ( تبيان) في اولي ثانوي وتتمنى ان تدرس هندسة اتصالات وتحب الرياضيات وكل ماله علاقة بالتفكير العميق ، (علي) في الصف الثامن يحب ان يكون طيارا على الرغم من انه يتحلى بشجاعة ادبية وأنا بدايتي كانت مثله وقد يكون لديه ميول للتقديم. الراي العام