الناقد مصعب الصاوي :كادت قصائده السياسية تفصله من عمله في عهد مايو! حميد هو تجربة الحداثة والتنوير في القصيدة العامية السودانية وهو مؤكد انه منذ ثمانينات القرن الماضي فرض نفسه على ما يسمى بحركة التجديد، ووضع نفسه على تطوير القصيدة العامية ولا شك أن حميد كان ينهل من مصادر عميقة وضاربة الجذور من شمال السودان، وجمع من مصادر الثقافة النوبية المحلية والثقافة الشايقية وكان يجسد فصاحة اللسان الشايقي في الشعر، واعتقد أنه نظر في شعر شعراء الشايقية الذين سبقوه مثل حاج الماحي وحسن الدابي وعبد الله محمد خير ونظر في أدب الرسائل الذي يتم بين الأمهات وأبنائهن المهاجرين. وحميد مهتم بكل تراث الأغنية الشايقية القديمة والمعاصرة وقدم قصائد لفنانين من الشايقية أمثال صديق أحمد ومحمد جبارة قبل أن يقدم أعماله لمصطفى سيد أحمد. وفي فترة عمل حميد في الخطوط البحرية ظهرت قصائده المقاومة لنظام جعفر نميري وشكلت تجربة شعره المقاومة لديكتاتورية نظام مايو وكانت هذه أكبر فترة يتعرض فيها حميد لمضايقات أمنية ومنها مضايقات على صعيد العمل ولولا حكمة الادارة في ذلك الوقت لأدت القصائد لفصله من العمل، وكانت الادارة تتحايل على الموظف المتمرد بنقله تارة إلى بورتسودان وتارة أخرى إلى الخرطوم وهكذا عملت له حماية لوجستية واستطاع حميد أن يوظف العامية ضد نظام مايو كما استطاع أن يفجر امكانيات العامية ويفجر فيها امكانيات مهولة للناس وما كان الناس يظنون أن النص العامي يحتمل الافكار الكبيرة من الرؤى الاجتماعية والمقاومة. وفي احدى قصائده ضد (مايو) يقول: ثورة شافت في رواها طيرة تاكل في جناها حيطة تمتطي وتفلح في قفا الزول البناها وعبقرية حميد أنه حول الشعر إلى كائن صوتي مرئي وطريقته في الأداء تقوم على الأداء الصوتي للنص مثل الأبنودي والقدال.