طرابلس (رويترز) - توصلت الميليشيات المتناحرة في سبها بجنوب ليبيا الى اتفاق لانهاء الاشتباكات التي اسفرت عن مقتل أكثر من 50 شخصا لتسجل الحكومة محاولة جديدة لفرض النظام في انحاء البلاد بعد اشهر من الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. وكان ممثلون عن الميليشيات وافقوا على وقف اطلاق النار يوم الاربعاء لكن بعض الاشتباكات استؤنفت بعد ساعات. وقال سكان محليون ان المشكلة اندلعت يوم الاحد الماضي عندما نشب خلاف بسيط بين جماعتين احداهما تضم مقاتلين من سبها واخرى من جماعة تيبو العرقية بسبب سيارة. وبدون جيش وطني حقيقي يعاني المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا لاقناع الكثير من الميليشيات التي قاتلت القذافي لالقاء أسلحتها والانضمام الى القوات المسلحة والشرطة. وكان وفد من المسؤولين من مختلف الوزارات الحكومية سافر الى سبها في محاولة للتوصل الى اتفاق بين الجانبين. وقال محمد الحريزي المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي في مؤتمر صحفي ان الطرفين توصلا الى اتفاق وسيتم التوقيع عليه خلال الساعات القليلة المقبلة مضيفا ان العنف بدأ بسبب خلاف حول دفع اموال لمقاتلي المعارضة السابقين. وقال وهو يتلو من بيان ان الجانبين اتفقا على ان يتولى الجيش الليبي السيطرة على نقاط الدخول الى سبها بما في ذلك المطار الذي شهد بعض الاشتباكات. واضاف ان الاتفاق يدعو أيضا مقاتلي تيبو من خارج سبها لمغادرة المدينة مضيفا ان وفدا ثانيا من المجلس الوطني الانتقالي في طريقه الى سبها. وقال ناصر المانع المتحدث باسم الحكومة في مؤتمر صحفي في طرابلس يوم الاربعاء ان ثلاثة الاف من الجنود وقوات حرس الحدود أرسلوا الى المنطقة. وفي سبها قال عويدات الحفناوي وهو مقاتل من المدينة ان المشهد كان أكثر هدوءا. واضاف عبر الهاتف "هناك اتفاق ولا توجد اشتباكات جديدة." ورحبت بعثة الاممالمتحدة للدعم في ليبيا بالاتفاق قائلة ان حوالي 50 شخصا لاقوا حتفهم في القتال وأصيب 167 اخرون. ودعت البعثة كل الاطراف للسماح بعلاج واجلاء جميع المصابين وحماية المدنيين. وقال ايان مارتن الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في ليبيا في بيان "من المهم أن تتخذ الحكومة وجميع الاطراف خطوات لتهدئة الوضع اكثر ومعالجة الاسباب الكامنة وراء القتال الذي وقع في الاونة الاخيرة." وقالت بعثة الاممالمتحدة ان المنظمة الدولية وشركاءها في سبها -بالتعاون مع مجلس بلدية سبها والهلال الاحمر الليبي وقوات الامن وزعماء القبائل- تقوم بتوزيع مواد غير غذائية للمساعدة في معالجة الاحتياجات الانسانية العاجلة. وأضافت أن معدات طبية اضافية وزعت بالفعل لمساعدة الجرحى وستوزع المزيد من الامدادات على مدار الايام القادمة. وقتل عشرات الاشخاص الشهر الماضي في اشتباكات استمرت عدة ايام بين قبائل متناحرة في منطقة الكفرة في جنوب شرق ليبيا. وتدخلت القوات المسلحة الليبية في نهاية الامر لوقف القتال في مثال نادر على فرض الحكومة في طرابلس لسلطتها